المشاركات

عرض المشاركات من 2019

رأسُ الِممحاة.

نحن على متن باخرة فى عرض البحر..تقف روزالين بجانبى على سطح الباخرة فنَرْنو معًا نحو اليابسة التى تقترب شيئًا فشيئًا..هل هذه هى الإسكندرية؟ أم هى البندقية؟ نحن لم ندرس الجغرافيا جيدًا لكن كل شىء يوحى بأن ما نراه الآن هو خليط من مدينتىّ الإسكندرية والبندقية معًا! دعنا نطلق عليها الإسكندقية إذن حتى نجعل الأمور أكثر سلاسة..  أوه أنت لا تفهم، هذه حكايةٌ سرياليةٌ أخرى كما ترى..الأمورُ أبسط وأقل تعقيدًا حين تضعها تحت فئة السريالية..بوسعى أن أقول أنه ثِمة فيل أخضر اللون يرتدى حِلة سهرة ويجلس الآن فى صالون بيتى، ويشيد بفترة حكم العثمانيين لمصر بينما يرشف النبيذ الأحمر..ولكن دعنا من صديقنا جرولزى -هذا ما نحب أن ندعو به ذاك الفيل اللعين- الآن، فإن لهذا قصة أخرى.. ماذا كنا نقول؟ آه نعم، روز تعدّل من وضع غطاء رأسها الذى لا تحبه كثيرًا لكنها ترتديه على أية حال..ترسو بنا الباخرة على شاطئ المدينة: تلك الخليط بين الإسكندرية والبندقية، والتى اصطلحنا على تسميتها بالإسكندقية.. الشوارع مبللة بالندى، والهواء رطب..ثمة مصابيح إنارة من الفلورسنت تسطع بضوء أبيض هنا وهناك..وتستطيع أن تلتقط الطابع الفي...

You _always_ used your sonar systems for me.

i genuinely wish you all the joy i could not offer, and all the faithfulness you fully  deserve.You, my dearest of all.  All the warmth inside a homemade cake and a cup of hot cocoa. All the warmth the thought in itself brings to your soul. The reddish orange lights of the golden  hour. The ambient sound of Ed O'Brien's guitar in weird fishes. To never feel left out.  To never be unlabeled. To never have to go unseen. To never suck up a single feeling. To never meet someone as crooked inside as i am. You, my sweetest of all. A beautiful ending, I’ll keep praying dear lord (only for you). all my words are twisted and ugly now, and there is nothing i can do about it .

أقطاب.

أخبرنى الطبيب النفسى ذات مرة أننا -نحن ولا أحد آخر- مَن نصنع مشاعرنا الخاصة، وهو أمر بديهى بحت، لكننا لا نلبث أن ننسى فننجرف مع التيار. هو رأى سبقه إليه كهنة التبت والإخوة البوذيون فى تصورهم عن قدرة الإنسان على التحكم فى ألمه الجسدى، فى تجاهل عويل الألياف العصبية إثر اصطدام إصبع قدمه الأصغر بقاعدة الكومود.. ما تجربة الشعور إلا إيحاء آخر، محاكاة أخرى لشىء آخر خفى لا ندرى كنهه. فإن امتلكت وعيًا كافيًا لتمكنت من رؤية الأمور بمنظور عين الطائر، لأدركت مدى سخافة الأمر بأكمله، ولاستطعت الامساك بالعصىّ الخشبية المتصلة بخيوط التحريك. أو ربما حينئذٍ سوف يتم تشخيصك بالdissociation، فتذهب إلى ذات الطبيب الذى اعتدت أنا الذهاب إليه، فيخبرك أمورًا أخرى غير تلك التى أخبرنى بها، ربما هى فقط أى شىء سوف تحب سماعه.

ثرثرة مسائية. (ربما هى الميدتيرمز..بالتأكيد هى الميدتيرمز)

فى مقابل كل الجهد الذى أضعه فى محاولة الهرب من "الهروب"، أدرك شيئا فشيئا كيف أن فكرة الهروب برمتها قد تسللت إلى حياتى اليومية من جديد، بطريقة خفية وماكرة استطاعت أن تهدم دفاعاتى من جديد، متسللة بداخل حصان خشبى مكتوب عليه بخط times new roman : "غريزة بقاء". من يملك أن يقاوم غريزة البقاء؟ فلتخفضوا رماحكم ولتفتحوا البوابة، فأنا بشرية أخرى. يقول أحدهم أنه كلما زاد وعيك الذاتى -معرفتك بالشخص الذى أنت عليه- كلما صارت طريقتك فى منطقة الأشياء أكثر مكرا، مفردات كالشر والخير -مثلا- تفقد معناها. تفقد الكلمات دلالاتها، ومن ثم يتحول الهروب إلى غريزة بقاء. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، هيه لا أظنه يتوقف ابدا. لعل الapathy هى المفتاح؟ بففت لا، لكنى -رغم أنفى- لم أزل أنتهجها على أية حال، فهى تطفئ جميع رادارات الشعور خاصتى، بدلا من أن تتركني لأعانى كما أستحق، وفى أغلب الأحيان أستحق.  مما يفسر افتقارى إلى القدرة على التعبير، أو على أخذ أى تصرف كان فى سبيل ما قد أرغب فيه. الapathy أقوى من كل نبضة كهربائية ترسلها إلى مخك لكى يقوم بالأشياء. نعم، أشعر بالوحدة. كان بإمكانى قولها فى...

المُحاكمة.

اليوم نظرت إلى جسدى فى المرآة للمرة الأولى منذ بضعة شهور لأدرك أننى نحيفة للغاية..ووه..ماذا جدّ؟ لطالما كنت نحيفة للغاية..أعنى لطالما كنت كذلك منذ بدأت فى الانسياق وراء اضطراباتى الغذائية.. ماذا أيها الاضطراب؟ فلنجوّع أنفسنا حتى تبدأ غشاوة من الضباب فى تغطية أعيننا؟ يبدو رائعًا! ماذا أيضًا؟ ذلك الطعام كان أكثر من اللازم؟ نعم أظن ذلك أيضًا، أشعر وكأننى ابتلعت سُمَّ فئران..بالطبع، فلنذهب ونتقيأه إذن..عين الصواب! دعنى أؤكد لك أننى لو نظرت إلى ذاك الجسد منذ بضعة شهور، لاستطعت أن أستخرج لك عشرين موضعًا لتواجد الدهون الزائدة -أو هكذا سوف يصور لى عقلى-.. أما الآن فحقيقةً لا أرى أمامى سوى كتلة من العظام..أتمدد بجذعى وأرفع ذراعىّ فوق رأسى لتبرز ضلوع قفصى الصدرى بوضوح فى المرآة..ضلع فوق ضلع فوق ضلع..أمرر أصابعى فوقها.. كم أحب ملمس تلك الضلوع المتتابعة المصفوفة بعضها فوق البعض.. تذكرنى ضلوعى البارزة بذلك المشهد الشهير من فيلم The Machinist، حين يخرج كريستيان بيل من دورة المياه بمنزل حبيبته التى ضاجعها الليلة السابقة، ليمدد ذراعيه فوق رأسه متمطيًا، فيصنع مشهدًا كابوسيًا بجسده إذ تبرز ضلوع ص...

هراء من أبريل الماضى.

الرجل الذى يتحدث بطريقة مضحكة يجلس بجانب زميله الآخر، ذلك الذى يتحدث بطريقته المضحكة الخاصة به أيضًا، يجلس كلاهما على مقعدين مرتفعين، تلك المقاعد التى تبتاعها الحانات لتضعها أمام الساقى، مما يجعلهما محط أنظار كل من بالغرفة. وما الغريب فى ذلك؟ بالطبع كان يجب عليهما أن يكونا محط الأنظار، فكلاهما يجلس على ما يشبه منصة المسرح، تحيط بهما بضعة صلبان رديئة الصنع، صُنعت على عجلٍ من الخشب -أو لعله ورق مقوى(؟)-..بجوار تلك الصلبان كان مجسّم أحمر كبير لعلامة استفهام.. وإن كان يتحدث -المجسم- فقد كان ليقول شيئًا كـ: "نحن هنا لتلقى أسئلتك..من فضلك، لا تدع تلك الصلبان تفزعك، فلتكن فى بيتك..اخلع معطفك وضعه هناك..سنعد السماور ونجلس لنتسامر بجوار المدفأة..تعال." ثمة رجل ثالث يجلس وسطهما أيضًا، يحمل فى يده دستة من الأوراق.. الرجل الثالث: حسن دعونا نستعرض السؤال الثالث -أو لعله الرابع- لهذه الليلة، لقد خُطَّ بخط ردىء للغاية لكنى أؤمن أن بوسعى..آاه دعنى أرى..نعم نعم..كُتِب هنا:  تستمر فى الحديث عن حب الله لنا..عن كل الأشياء الرائعة التى فعلها "ربنا" لنا..عن كل الجروح الغائرة الممت...

If none of us knows the words, then only the melody matters.

القيظ شديد، وقت ما بعد الظهيرة من أحد أيام سبتمبر، أنت مندسّ فى عربة من تلك التى يسمونها "مينى باص"، تعبّ الهواء عبًّا فى جشع، محاولًا الحصول على أكبر قدر غير ملوث منه، وترقب فى رعب إذ تتقاطر حبات بخار الماء الناتج من أنفاس الناس على الزجاج المجاور لك، فى إشارة لمقدار رطوبة لا يبشر بالخير.. كان هذا حين ألقيت ببصرك إلى الطريق عبر الزجاج، لتلمح تلك الشابة رشيقة القد، طويلة القامة..كانت تعقص شعرها البنى المجعد فى ذيل حصان، وتضع قماشة حمراء مزخرفة على مقدمة رأسها، وتستطيع بقليل من الحظ أن تجزم أنها لم تتخط الأربعة والعشرين ربيعًا..كانت تقبض فى يدها على يد شاب فى مثل طولها وعمرها، يرتدى السويت بانتس (لا أحسب "بنطال التعرق" ترجمةً مناسبة، معذرةً) وقد كان يلتصق بها وكأنه يحتمى بها من شىء ما. كانت تقبض بإحكام على يده، يمكنك معرفة ذلك من بروز العروق فى يدها والذى كان بإمكانك أن تدركه من هذه المسافة، وإذ ابتعدا وطفقا يعبرا الطريق، بدأ الفتى يتقهقر نحو الرصيف فى خوف، فشدّت الفتاة على يده وأخذت تهمس فى أذنه ببضعة كلمات، ربما لتطمئنه.. ظل المشهد كالتالى، الفتى مذعور كقطة ...

إضاءات. (7)

"جاء فى سفر التكوين أن الله خلق الانسان وجعله يسيطر على الطيور والأسماك والماشية. وبالطبع ألف سفر التكوين إنسان، لا حصان. وليس من المؤكد أن الله أراد حقا أن يحكم الإنسان سائر المخلوقات. وربما الأكثر احتمالا أن يكون الانسان قد اخترع ذلك ليبرر السلطان الذى اغتصبه على البقرة. وبطبيعة الحال، الحق فى سفك دم أيل أو بقرة هو الشىء الوحيد الذى اتفقت عليه الإنسانية جمعاء بتآخ حتى خلال الحروب الأكثر دموية. قد يبدو لنا هذا الحق بديهيا لأننا نعتبر أنفسنا فى قمة السلم. ولكن يكفى أن يتدخل شخص ثالث فى اللعبة، زائر آت مثلا من كوكب آخر وقد أمره الله: " سوف تكون لك سلطة على كائنات الكوكب الأخرى كافة"، فتصبح عندئذ مسلمة سفر التكوين موضع شك فى الحال. فلنتصور الإنسان وقد أوثقه أحد سكان المريخ بعربة ثم قلبه أحد سكان المجرة على سيخ ليشويه، ربما سيتذكر حتما حينئذ ضلع العجل الذى اعتاد على تقطيعه فى صحنه، وسيقدم اعتذاره (ولو متأخرا جدا) للبقرة."

Gardenhead.

There are beads  that wrap around your knees  That crackle into the dark Like a walk in the park like a hole in your head Like the feeling you get when you realize you're dead this time We ride rollercoasters into the ocean We feel no emotion as we spiral down to the world And I guess it's worth your time Because there's some lives you live And some you leave behind It gets hard to explain The gardenhead knows my name Leave me alone for you know this isn't the first time In fact, this is twice in a row That the angels have slipped through our landslide And filled up our garden with snow And I don't wish to taste of your insides Or to call out your name through my phone For the glory boys at your bedside will love you as long as you're something to own Follow me through a city of frost-covered angels I swear I have nothing to prove I just want to dance in your tangles To give me some reason to move But to take on the world at all angles Requires a ...

هذا المنجنيق لن يسافر إلى السماء.

صورة
نحن هنا -على منصة الفضاء السايبرى هذه- نتشدق بالمبادئ الفلسفية التى من شأنها السمو بك إلى ما فوق العالم البشرى، لتصير إلهًا آخر ممن تعج بهم الأساطير..لكنت عنونتها: كيف تصير إلها 101..وفيم سترغب جيناتك النرجسية إن لم يكن هذا؟ هل ترغبين فى التكاثر والإبقاء على النوع أيتها الجينات النرجسية؟ لا، لقد ولى زمن التكاثر والإبقاء على النوع منذ تداعت مظاهر القبلية يا عزيزى..نحن بضعة مليارات هنا على هذا الكوكب، والمكان يتداعى فوق أمهات رؤوسنا كل يوم عن ذى قبل، يموت ببطء مثل تسجيل فيديو غير مُسرّع لأوراق الأشجار وهى تجف تدريجيًا عند مقدم الخريف..لا داعى للسرعة فالطبيعة تملك كل الوقت..لعلنا نحسدها من أجل ذلك..أو أحسدها أنا على الأقل..علىّ اللعنة فهى ليست شخصًا لأصب عليه جام مشاعرى البشرية الجوفاء..لكن -ماذا أقول؟- أنا بشرية أخرى..اسم آخر فى السجل المدنى..أكتب فى مدونة "كيف تصبح إلهًا 101" وأنا لا أملك شهادةً موقعة من مركز تدريب الآلهة..والأدهى من ذلك هو أننى لا أعمل بنصائحى الخاصة..أعلم أعلم.. تحدثنا هنا عن كل الأمور الرائعة التى كانت لتحدث لو أن الإنسان كان له أن يتحرر من رغبات...

رِحلتى إلى هيدز.

صورة
*********** لطالما حمل المسدس رمزيةً ما فى عقلى..ليست رمزيةً حتمية كالموت مثلًا، كالحرب، كالقتال..ليست رمزية من تلك التى يتحدثون عنها فى صالونات كل أربعاء فى نوادى الفلسفة.. حين كنت فى الخامسة، كان المسدس الوحيد الذى عرفته يومًا هو مسدس أبى؛ الضابط السابق فى الجيش. وقد كان دومًا يصرّ على تسميته بالـ"طبنجة"، فكنت أعانده قائلةً أن هذا مسدس ولا شىء غير المسدس.  كان المسدس ضيفًا دائمًا فى المنزل، فى الشارع، فى الزيارات العائلية، فى السيارة حينما كان أبى يأخذنى إلى المدرسة، كان ضيفًا ثقيلًا على أمى وخفيفًا رائعًا مثيرًا للخيال بالنسبة للطفلة التى كنتها. كان أبى والمسدس أخين متلازمين دومًا..وفى أوقات ما بعد الظهيرة، كان أبى ينادينى لأشاهده إذ يُلمّع المعدن الأسود بالزيت، وينظّم صناديق الرصاص..كان يتركنى أحيانًا لأضع الذخيرة بنفسى من دون علم أمى..فقط كان يكتفى بنهيى عن ضغط الزناد. الرصاصات الباردة ذات اللون النحاسى، والمعدن الأسود اللامع، والأدرينالين يفور فى جسدى، والشعور بالتمرد وخرق القوانين، كان كل هذا يسحرنى، أنا فوق كل شىء، فوق القواعد التى وضعتها لى أمى ذاتها. ...

برولوج.

لقد شبّت النيران فى السيارة.. وما من قائد أمام عجلة القيادة بعد الآن.. والمجارير بالأسفل..  تفيض بأجسادٍ لألف شخص قتل نفسه وحيدًا.. وثمة ريح ظلماء تهبّ.. الحكومة؟ إنها فاسدة.. ونحن كنا قد تعاطينا الكثير والكثير من المخدِّرات.. على صوت الراديو، والستائر مُسدلة.. نحن محتجزون بلا مفرّ.. بداخل معدة هذه الآلة السقيمة.. وهذه الآلة تنزف الآن حتى الموت.. الشمس قد سقطت نحو الأسفل.. ولوحات الإعلانات جميعها ترمق كل شىء شذرًا.. والأعلام جميعها ميتة، متدليةً فوق سواريها.. لقد سار الأمر على النهج التالى: فى البدء.. تهاوت البنايات على نفسها.. تشَبَّثَت الأمهات بأطفالهنّ.. بعدئذ اندفعن خلال الأنقاض ليخرجوهم.. جاذبينهم من شعورهم.. لأنها الشىء الوحيد الظاهر للعيان من أسفل الأنقاض.. يبدو خط الأفق جميلًا إذ تشبّ فيه النيران.. وكل المعدن الملفوف حول نفسه من فرط الحرارة..  يتمدد ليرسل طرفًا إلى الأعلى نحو السماء.. كل شىء مُغطّى بمسحةٍ من الضباب البرتقالى الرقيق.. قلت: "اعطنى قُبلة، أنت تملك وجهًا جميلًا،  وهذه  لعَمرى هى آخر أيام الأر...

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)

"لقد ابتعدنا كثيرًا عن المحطة"  بدا على وجهها الوجوم إذ قاطعتنى وأنا فى خضمّ مناقشة حامية لإثبات قدرة الثعابين على التنبؤ بحدوث الزلازل، وكيف أن علماء الجيلوجيا الحمقى لا يستغلون ظاهرة طبيعية رائعة كهذه ..  "أوه، هل كنتِ تنتظرين أحدهم هناك؟" "نعم، صديق لى، أراهن أنه يقف هناك الآن بانتظارى، ولا أظنه قد أحضر معطف المطر خاصته .. يبدو لى أن السماء لا تنوى أن تحنو علينا الليلة" نظرنا إلى السماء الرمادية، وبقايا دفقات الضوء الأرجوانية الباهتة التى ترسلها الشمس الغاربة فى يأس، فلا تفلح إلا فى أن تجعل المشهد أكثر بعثًا على التوجّس . .  " ليتكِ تغربين فأنتِ لا تزيدين الوضع إلا سوءًا" "معذرةً؟" "الشمس .. كرة النار الحمقاء التى تدور فى مركز الأشياء تلك" "آآهاه" عدنا أدراجنا إلى رصيف محطة المترو، بعد دقائق من السير المتعرج الصامت .. بدأ تأثير الكحول ينحسر ببطء من خلاياى، وأكاد أشعر بمنسوب الدوبامين وهو ينخفض تدريجيًا .. لأعود لصوابى وأبدأ فى التساؤل: - من هذه الفتاة التى تسير بجانبى بحق الجحيم؟ ولماذا ذهبت لأ...

أقراصُ نوم ونبيذٌ أبيض.

لا تتوقف الآن!  لقد أوشكت الفطريات على الخروج  تلك التى تسكن أحشائك أشعر بها إذ تصعد مندفعةً من جوفِك وإلى بلعومك فلتضغط هنا أسفل المرىء فلتضغط بشدة كما أخبروك دفعةٌ أخرى  دفعتان ستأتى إلى العالم بوحش الفطريات عوضًا عن طفل إن خلاصَك يكمُن فى هذا ولكن خذ حذرك  ولا تدع اللعاب الساخن يتساقط فوق بلاطِ دورة المياه السمومُ الخضراء والفطريات تخرج مندفعةً من جوفك تتسابق فى الخروجِ عند فَمِك بعضها لا زال صلبًا بعضها قد صار سائلًا يُدمى الحمضُ لثتك وتتحلل أسنانك يجد بعضها طريقه إلى أنفك ينحشرُ بعضها فى حُلقومِك كنتيجةٍ حتمية ترفع رأسَك مختنقًا  تنظر إلى السقف متضرعًا الهواء أين السماء من هذا؟ أين السماء من كل هذا؟ تنحشر أصابعُك عند مدخلِ بُلعُومك  خذ حذرك ولا تدع الماءَ الساخنَ من عينيك يتساقط فوق بلاطِ دورةِ المياه دفعةٌ أخرى  ثم دفعتان لا توقفنى الآن  لقد أوشكت الفطريات على الخروج تلك التى تسكن أحشائى وإن تقيأت لسانى وكل ما بجوفى  وتراقصت أمعائى من خارج شفتىَّ كالمعكرونةِ الإسباجيتى وصرت فارغةً من الداخل كرصي...

الثانى عشر من أبريل.

صورة
"ذهبت بحثًا عن خلاصٍ لذلك الألم  تحت مقاعد الكنائس  وأضرحة القديسين..  وبالطبع تعرف أننى  لم أجد إلا مزيدًا من الألم،  وبعض أعقاب السجائر الرخيصة..  كان هناك، يبحث عن خلاصه هو الآخر.. ما من أحدٍ يجد خلاصًا لألمه فى إغارة آلام الآخرين،  بالضبط كما تقول عزيزى آمبروز"

Persistence of Memory.

The urge That gets you every night It's there to grow The signs They tell you you're as worthless as a piece of fuck My friends They told me to unfollow your blogger page They said it made me choke on crack and acid for days But hell, you write some surrealistic speeches and tales And I gave you a novel that was titled  with my name But why should you care

لا تكن عاطلًا..لا تكن وحيدًا.

تشارلز: آه يا لىّ من ضفدع عجوز مدلل..يا يسوع المسيح، فلتنظر إلى هذا.. لِمَ علىَّ دومًا أن أتذمّر؟.. عربتان أكيورا فى الممر ومِسبَحٌ كبير..وها أنا أتصرف كعجوز متعجرف و..آه حسنٌ دعنا من هذا.. *يبتلع دفعة من زجاجة الجعة*  نعم، يقولون أننى جيد فى المحادثات..أعنى، لقد عشت بما فيه الكفاية، سمعت ما يكفى من المحادثات اللعينة..فبالطبع كان علىّ أن أكون جيدًا فى المحادثات يا حمقى.. كل ما فى الموضوع هو أننى قد رُزقت دومًا بحياة سيئة رديئة الجودة، هذا هو كل شىء..حياةٌ سيئة منخفضة الجودة لأكتب عنها.. كُتَّاب كثيرون يصنعون الشهرة ويذيع صيتهم فى سن الثانية والعشرين، فلنقل الثالثة والعشرين..ومن ثَمّ فإنهم يلجّون تلقائيًا إلى عالم الأدب..يذهبون إلى حفلات الكوكتيل ببذات مهندمة وتسريحات شعر مُنمَّقة.. وبعدها لا يحدث شىء إلا..هذا..فقط.. إلى هذا تئول حيواتهم فى النهاية.. وهكذا -كما ترى- فإنهم يفوّتون على أنفسهم ذلك الجانب الآخر الممتع من الحياة..الجانب كريه الرائحة المصنوع من تلال السماد العضوى.. لطالما كنت محظوظًا فى الحصول على الوظائف..فليكن هناك عشرة أشخاص فى غرفة الانتظار، يرغب كل واحد من...

الثامن من أبريل فى الهواء.

نعم أذكر.. كنت أرتدى السترة الأرجوانية ذاتها   البنطال الأسود ذاته فقط ينقصنى القميص الأحمر الداكن قصير الأكمام من أسفل السترة.. كنت أستقل عربة المترو ذاتها، أحدق إلى انعكاس وجهى فى الزجاج ذاته.. سرت الطريق ذاته من رصيف المترو وحتى منصة الاستقبال فى محطة الجيزة..  مررت بشباك التذاكر ذاته، سرت حذائه بينما أرفع أصابع يدى اليمنى بالقرب من أنفى، لأشم رائحة السجائر المحببة التى علقت بجلدى وبكل شىء أرتديه، مثلما فعلت وقتها بالضبط.. ابتعت حينها علبةً من المقرمشات من ذاك الكشك هناك حالما لامس هواء الليل وجهى، أما الآن فلم أعد أشعر بمعدتى.. كنت قد دخنت لفافة تبغ واحدة حينئذ، أما الآن فقد دخنت دستةً منها.. ومن يعلم، فربما مررت حينها بفرد الأمن ذاته..خطوت فوق بقعة الماء الآسن ذاتها.. كنا على أعتاب الشتاء حينئذ، والآن نحن على أعتاب الصيف.. الأوقات تأتى وتذهب..الناس يجيئون ثم يرحلون.. للتعاقب دستورٌ غير مكتوب..يسرى على كل شىء..والأحمق فقط هو من يجلس ويبكى متجمدًا عند لحظة من آلاف اللحظات المتدفقة فى نهر الزمن.. متجمدًا عند شخص واحد من ملايين الأشخاص ممن سيعج بهم باطن الأرض بعد...

but that's just me blabbing

مرت بضعةُ شهورٍ يا صديقى .. تظاهرت فى أداءٍ تمثيلىّ مضحك جديرٍ بممثلة مسرحية فى عهد روسيا الشيوعية بأننى قد نسيت الأمر برمّته، وأؤكد لك أن أولئك الممثلات كُنَّ فظيعات إن أردت رأيى. لكن يؤسفنى القول أنه فى لحظة ما، سقطت الأزياء المصنوعة من قماش الكتان الباهت، ونسيت النصَّ رديء الجودة الذى كتبه لى مؤلف المسرحية الذى يتقاضى رغيفَ خبزٍ جافٍ مُسوَّس مقابل كل فصل، فوقفت على خشبة المسرح من دون زىِّ ومن دون نص..  تعرف أننى قد تركت نفسى لتتعلق بك كما اعتدت أن أفعل دومًا..وكذلك تعرف أن جذر المشكلة يكمن فى أننا ضدّان فى هذه النقطة بالذات..فأنت فى غالب الأمر -إن لم يخنّى حدسى السيكولوجى المتواضع- تعانى من اضطراب الشخصية الحديّة، أما أنا فأتعلق بالأشخاص أكثر من اللازم..أنت تمتطى عربة رولر كوستر فيما يتعلق بعلاقاتك مع الآخرين، فتارةً تتعلق بالأشخاص وتارةً تمقت أحشاءهم، وأنا أتعلق بالأشخاص فقط.. تمنيت لو أخبرتك أنه لا بأس، فلتنس الأمر برمّته ودعنا نتسكع مجددًا فقد افتقدتك فى النهاية، وإن زيارات المكتبة تشقّ علىَّ وحدى ، وأنهم قد أضافوا كتابين آخرين لسعيد اللاوندى مؤخرًا، هل تصدق هذا؟، وأن علي...

كاسندرا.

كانت شقيقتى فتاة بنجلاديشية رائعة الجمال فى الثانية عشر من عمرها، تعرف تلك الوجوه المميزه للنساء البنجلاديشيات، الوجوه التى صُنعت لتكون أغلفةً للمجلات، حدقات العيون ذات درجات اللون الغير مألوفة، والتى نتجت من جينات صفات متنحية بالتأكيد، البشرة البرونزية اللامعة والشعر المنسدل مع بعض التموجات من هنا لهناك، ومنابت الشعر الصغير الذى لا يكبر أبدًا تلك التى تنمو على مقدمة الرأس أعلى الجبهة.  كنت كلما وقع عليها بصرى أتساءل؛ أيعقل أن تكون هذه شقيقتى؟ هذا الشىء المتكامل؟ تقاسيم الوجه المثالية بمفاهيم البشر، الجسد البرونزى والحاجبان الأشعثان بشكل مثالي، حتى ليخيل إليك أن الحاجبين قد وجدا ليصيرا مشعثين، وأى محاولات لتشذيبهما فهى تحصيل حاصل عديم الجدوى. كم من الوقت مرّ وأنا أشاهدها تلقى حتفها كل يوم؟ لا أدرى، لكنى علقت فى ثقب زمنى ما من ثقوب فيزياء الكم اللعينة تلك، والتى لا أعرف عنها الكثير، فصرت أرى أحداث مقتل شقيقتى كل يوم، لا أكتفى بأن أراها بل إننى أكون جزءً منها..  أرى صينية البيتزا المنزلية التى صنعتها أمى، يبدو الجبن الموزاريللا لذيذًا وهو يلمع تحت إضاءة الغرفة الخافتة، أخبره...

Life is elsewhere.

يروّعنى دومًا ما نشعر به إزاء الرفض و التجاهل..فلتنظر لهذا الآن، فقد مرت على الإنسان الحديث قرون وقرون ولا زالت كبرياؤنا سمينة ومتخمة، تجلس على عرش سماوى مزدان بكل الجواهر فى خزائن سليمان، تصرخ "أطعمنى المزيد المزيد المزيد" ولا تختم طلبها هذا بـ"من فضلك" كيفما تحتّم آداب فرسان المائدة المستديرة. كنت نصف نائمةً-نصف أقرأ فى كتاب بينما يتحدث ذلك الرجل أمام السبورة عن أنظمة التحكم. أقرأ عن ياروميل الشاعر الذى أسمته أمه ياروميلًا تيمنًا بأبوللو إله الشعر والموسيقى فى الأساطير الإغريقية، فلفظة ياروميل هى أقرب شىء إلى كلمة أبوللو فى اللغة التشيكية..كانت غرفتها -الأم- تأوى تمثالًا رخاميًا لأبوللو، وقد كانت تتمنى لو أنه صار رجلًا من لحم ودم، وتمنت كذلك لو أنها حملت منه هو، لا من أبى ياروميل الذى كان يمقت التمثال مقتًا آثمًا. أدلى الرجل أمام السبورة بدلوه، فتهيأت للمغادرة، وقبلها كتابة اسمى فيما يطلقون عليه "كشف الحضور" أو ما يعادله.. لم أستطع أن أرى الكشف فى أى مكان مرئى، سرت حتى باب المدرج باحثًة بعينىّ فلم أجده كذلك، وبالطبع -كأى شخص مصاب بمرض اجتماعى- لم أرغ...

نشيد اللا دولة.

-أستيقظ فى جزع لأرمق عقارب الساعة الفسفورية بجانب سريرى .. إنها العاشرة صباحًا .. حمدًا لكريشنا ها ها. -أقفز بداخل بنطال أسود، وأحتفظ بالكنزة الصوفية السوداء التى قضيت ليلتى نائمةً فيها .. لا أظن أن الملابس لديها شاشات هولوجرامية تُعرض عليها عدد الساعات التى التصقت فيها بأجساد مرتديها، وهل قضى مرتدوها الليلة فيها أم استبدلوها بملابس النوم قبل اعادة ارتدائها فى الصباح .. عوضًا عن ذلك فإن أحدًا لن يكترث لنظافتى الشخصية. -أبتلع بضعة قضمات من الشطيرة التى صنعتها أمى على مضض بينما أرتشف القهوة.  -أرمق وجهى فى المرآة، ذلك الوجه الطفولى الذى أمقته .. أضع القليل من أحمر الشفاة فلا يفلح ذلك إلا فى اضفاء لمسة أخرى من عدم النضج عليه .. لا مشكلة، أفضل من الظهور كمريضة فقر دم بشفاة بيضاء كالورقة ووجه شاحب. -أهز رأسى فى ملل بينما يحاول  الرجل فى مقعد الأتوبيس المجاور التقرب من جسدى، ألا يملّون أبدًا؟ -أدفع فى لطف ذلك الرجل صاحب العمامة، الذى ظننى لقمة سائغة فاقتحم طابور شباك تذاكر المترو ليقف أمامى، قائلةً بطريقتى المهذبة التى أمقتها: "معذرة سيدى، قف فى الطابور من فضلك" ويبدو أ...

7:30 (2)

كندا، وقد جُرِدَت من معادنها وبترولها القذر. جُرِدَت من أشجارها ومياهها. شىء متهاوٍ يُرثى له، يغرق فى وعاء كبير، مُغطى بالنمل. والمحيط لا يكترث لأنه يعرف أنه -هو الآخر- يحتضر.

7:30

صورة

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (1)

كان الوقت صباحًا. ويبدو أن السماء كانت ثَمِلةً بعض الشىء، فقررت أن تبصق علينا  قليلًا على سبيل المُزاح الثقيل..فتساقط رذاذُ الأمطار الحامضية فوق معطفىَّ الرمادىّ..نظرت إليها -السماء- فى حنق، ولوّحت بقبضة يدى فى الهواء فى توعّد، لكنى لم أتذمّر مزيدًا عن هذا، وواصلت السيرَعلى أسفلت الطريق.  ولأُصدقَك القول، فقد كنت أنا أيضًا ثملة..فلم ألُم السماءَ كثيرًا على فعلتها هذه. أسير فى شارعٍ من شوارع القاهرة، ورأسى قد تحول إلى حفل أورجى مرتجل لعازفى الآلات النحاسية..أكاد أرى (جيف مانجام) ومعه أصدقائه مالكى الأبواق والآلات الفلوكلورية، يتقافزون هنا وهناك فوق الفص الصدغىّ خاصتى -لو أن مساحة سطح فصىّ الصدغىّ كانت تكفى لفرقة فلكلور كاملة لتؤدى عرضًا فوقها بالطبع- - سأعمل بوظيفة دوامٍ كاملٍ لأدفع لكم نقودَ تأجيرغرفة الأستوديو الخاصة بكم يا أعزائى، ستكون مبطّنة من الداخل بالقطيفة الزرقاء الفاخرة وعوازل الصوت،  لكن فلتتركوا فصىّ الصدغىّ وشأنه قليلًا، هلا فعلتم؟ يصطدم كتفى الأيمن -بينما أتبادل المفاوضات مع فرقة (جيف مانجام)- بكتف امرأة بدينة كانت تسير حذائى..أشعر بكتل الدهن ترتج بجان...

ديمينشيا.

يحدثنى أبى فى الرابعة فجرا عن كيف أن الرومان كانوا يكرهون الفرس، وأن الفرس كانوا يكرهون الرومان تباعا، ثم يتصاعد الأمر فيلقى إلى بسؤال عشوائى: "لم تظنين -فى رأيك- أن مسيحيي  هذه البلد أغنياء؟ لماذا يعمل أكثرهم بتجارة الذهب؟ همم علينا أن نجد إجابة لهذا التساؤل، هلا شاركتنى تفسيرك؟" فأهز رأسى فى استسلام وأخبره أن يتفضل شاكرا لينير ظلمات عقلى بمنارة علمه، فيتمطى باستمتاع ويمد ساقيه أمامه، ويقول: "آه انها قصة طويلة، حين احتلت مصر من قبل عمرو بن العاص، وتم فرض ضريبة الجزية على كل من لم يرضخ لله الواحد الأحد، فإن كل من استعصى عليه الدفع، وكل من لم تكن ظروفه المالية فى أفضل حالاتها قرر فى عناد أن يهاجر بعيدا، إلى بلد بلا ضرائب، فلم يتبق هنا إلا الاغنياء والقادرين على دفع الضريبة، لذا فقد صنع الفتح الإسلامى مصفاة بثقوب ذات اتساع معين، لم تسمح بمرور إلا أغنياء النصارى، لذا تستطيعين أن ترى حتى الآن غلبة المسيحيين على تجارة الذهب ها هنا.." فأهز رأسى فى تفكر، وأتخيل مصفاة لتصفية البشر، تتساقط منها الأجساد النحيلة -كجسدى- فى سخاء من بين ثقوبها، لترتطم بأسياخ حديدية مدببة، أس...

إضاءات. (6)

صورة

الأرشيف

عرض المزيد