ثرثرة مسائية. (ربما هى الميدتيرمز..بالتأكيد هى الميدتيرمز)
فى مقابل كل الجهد الذى أضعه فى محاولة الهرب من "الهروب"، أدرك شيئا فشيئا كيف أن فكرة الهروب برمتها قد تسللت إلى حياتى اليومية من جديد، بطريقة خفية وماكرة استطاعت أن تهدم دفاعاتى من جديد، متسللة بداخل حصان خشبى مكتوب عليه بخط times new roman: "غريزة بقاء". من يملك أن يقاوم غريزة البقاء؟ فلتخفضوا رماحكم ولتفتحوا البوابة، فأنا بشرية أخرى.
يقول أحدهم أنه كلما زاد وعيك الذاتى -معرفتك بالشخص الذى أنت عليه- كلما صارت طريقتك فى منطقة الأشياء أكثر مكرا، مفردات كالشر والخير -مثلا- تفقد معناها. تفقد الكلمات دلالاتها، ومن ثم يتحول الهروب إلى غريزة بقاء. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، هيه لا أظنه يتوقف ابدا.
لعل الapathy هى المفتاح؟ بففت لا، لكنى -رغم أنفى- لم أزل أنتهجها على أية حال، فهى تطفئ جميع رادارات الشعور خاصتى، بدلا من أن تتركني لأعانى كما أستحق، وفى أغلب الأحيان أستحق. مما يفسر افتقارى إلى القدرة على التعبير، أو على أخذ أى تصرف كان فى سبيل ما قد أرغب فيه. الapathy أقوى من كل نبضة كهربائية ترسلها إلى مخك لكى يقوم بالأشياء.
نعم، أشعر بالوحدة. كان بإمكانى قولها فى أى وقت خلال البضع سنوات الماضية، يبدو أننى أدرك الأشياء بتأثير رجعى. يقودنى هذا الى التساؤل، "كيف على شخص يشعر بالوحدة ان يكون بخير؟ أن يصير فردا منتجا فى مجتمع يقوم أصلا على هرم اجتماعى عتيد، يرتكز على علاقات بشرية لابد منها؟"، وفى هذه النقطة بالذات يستوقفنى صوت العم نيتشه فى عقلى، مذكرا إياى بأنه "higher man vs the herd"، وأدرك إنه على أن أكون بخير، على أن أكون فردا منتجا فى المجتمع، إن أردت أن أكون تحت بند ال"higher man" فى هذه القصة فعلى أن اخترق كل هذه المفردات البشرية الواهية وأن أرى من خلالها.
كل هذا جميل، يظل جميلا حتى أصطدم بفكرة أخرى، كل هؤلاء "الأغبياء" -الherd على حد قول نيتشه- ألا يشعرون بالوحدة؟.."لا، بالتأكيد لا يشعرون بالوحدة."، يرد نيتشه، "لديهم أصدقاء وعلاقات متشعبة ستصيبك بالصداع إن حاولت تتبع تفرعاتها ومساراتها."
إذن -يا عمى- فهل أكون أغبى من هؤلاء لعدم مقدرتى على مجاراتهم وامتلاك ما يملكون؟ أكثر غباء من الجميع؟ وأن كل ذلك الهراء الفلسفى ينتمى إلى أقرب بالوعة فى الطريق؟ بالتأكيد ثمة شىء خاطئ أفعله هنا، إشارة موجبة او سالبة تنقص المعادلة.
فلننظر إلى زملاء المدرسة، أولئك الذين يتفاخرون بأنهم لم يفترقوا منذ العام 2007 أو شىء كهذا، لم تفرقهم الجامعات، لم تفرقهم الcharacter development الخاصة بكل واحد منهم عبر السنين، صمدت صداقتهم أمام كل شىء. وفى مقابل هذا، أنا لم أنجح فى الاحتفاظ بعلاقة واحدة ناجحة لأكثر من عامين. بعدها تغيرت الأمور، انطفأت نيران معبد دلفى -أو أى تشبيه شاعرى مماثل-..لا، فلنقل أننى أفسدت الأمر، دعنا لا نلوم نيران المعبد على سقطاتى الخاصة.
لقد أفسدت الأمر، لكننا نصر كل يوم على أنه "لم يتغير أى شىء بالطبع، ربما هو ضغط العمل فقط..بالتأكيد هو ضغط العمل"، ونومئ برؤوسنا ونشعر بالرضا والاستيفاء من هذه الاجابة.
لكنى أعرف أفضل، الأمر يشبه تلك النغمة الناشزة التى تفسد اللحن بأكمله، والتى تخبرنى بأن احدهم لم يضبط أوتار جيتاره جيدا، تستكملون المعزوفة وتصرون على أن كل نغمة فى مكانها الصحيح، وأنكم لا تسمعون ما هو غريب، لكننى أسمعها بوضوح تام..كل يوم.
وهكذا أجدنى أمام مفترق طرق، بين الرغبة -التوق أحيانا- فى الشعور بالحب البشرى -بأنواعه؛ ذلك المشحوذ برغبة الجينات فى الإبقاء على النوع، أو ذلك الأفلاطونى، أو أى نوع آخر-، فى ضم أحدهم، الالتحام بجسد أحدهم، تجربة ثنائية الحب والجنس، مشاركة الدفء البشرى، ليس فقط ببعض الكلمات الجوفاء، بل بالجسد أيضا. ربما كانت كراهيتى الداخلية للجميع تعادل بالضبط مقدار توقى إلى صحبتهم.
وعلى الصعيد الآخر، ثمة خليط مضحك من الزهد -على طريقة الرواقيين- والرهبنة، من النيتشوية والتكبر وكراهية الذات، وهذه الكفة من الميزان تكون هى الراجحة دوما.
يقول أحدهم أنه كلما زاد وعيك الذاتى -معرفتك بالشخص الذى أنت عليه- كلما صارت طريقتك فى منطقة الأشياء أكثر مكرا، مفردات كالشر والخير -مثلا- تفقد معناها. تفقد الكلمات دلالاتها، ومن ثم يتحول الهروب إلى غريزة بقاء. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، هيه لا أظنه يتوقف ابدا.
لعل الapathy هى المفتاح؟ بففت لا، لكنى -رغم أنفى- لم أزل أنتهجها على أية حال، فهى تطفئ جميع رادارات الشعور خاصتى، بدلا من أن تتركني لأعانى كما أستحق، وفى أغلب الأحيان أستحق. مما يفسر افتقارى إلى القدرة على التعبير، أو على أخذ أى تصرف كان فى سبيل ما قد أرغب فيه. الapathy أقوى من كل نبضة كهربائية ترسلها إلى مخك لكى يقوم بالأشياء.
نعم، أشعر بالوحدة. كان بإمكانى قولها فى أى وقت خلال البضع سنوات الماضية، يبدو أننى أدرك الأشياء بتأثير رجعى. يقودنى هذا الى التساؤل، "كيف على شخص يشعر بالوحدة ان يكون بخير؟ أن يصير فردا منتجا فى مجتمع يقوم أصلا على هرم اجتماعى عتيد، يرتكز على علاقات بشرية لابد منها؟"، وفى هذه النقطة بالذات يستوقفنى صوت العم نيتشه فى عقلى، مذكرا إياى بأنه "higher man vs the herd"، وأدرك إنه على أن أكون بخير، على أن أكون فردا منتجا فى المجتمع، إن أردت أن أكون تحت بند ال"higher man" فى هذه القصة فعلى أن اخترق كل هذه المفردات البشرية الواهية وأن أرى من خلالها.
كل هذا جميل، يظل جميلا حتى أصطدم بفكرة أخرى، كل هؤلاء "الأغبياء" -الherd على حد قول نيتشه- ألا يشعرون بالوحدة؟.."لا، بالتأكيد لا يشعرون بالوحدة."، يرد نيتشه، "لديهم أصدقاء وعلاقات متشعبة ستصيبك بالصداع إن حاولت تتبع تفرعاتها ومساراتها."
إذن -يا عمى- فهل أكون أغبى من هؤلاء لعدم مقدرتى على مجاراتهم وامتلاك ما يملكون؟ أكثر غباء من الجميع؟ وأن كل ذلك الهراء الفلسفى ينتمى إلى أقرب بالوعة فى الطريق؟ بالتأكيد ثمة شىء خاطئ أفعله هنا، إشارة موجبة او سالبة تنقص المعادلة.
فلننظر إلى زملاء المدرسة، أولئك الذين يتفاخرون بأنهم لم يفترقوا منذ العام 2007 أو شىء كهذا، لم تفرقهم الجامعات، لم تفرقهم الcharacter development الخاصة بكل واحد منهم عبر السنين، صمدت صداقتهم أمام كل شىء. وفى مقابل هذا، أنا لم أنجح فى الاحتفاظ بعلاقة واحدة ناجحة لأكثر من عامين. بعدها تغيرت الأمور، انطفأت نيران معبد دلفى -أو أى تشبيه شاعرى مماثل-..لا، فلنقل أننى أفسدت الأمر، دعنا لا نلوم نيران المعبد على سقطاتى الخاصة.
لقد أفسدت الأمر، لكننا نصر كل يوم على أنه "لم يتغير أى شىء بالطبع، ربما هو ضغط العمل فقط..بالتأكيد هو ضغط العمل"، ونومئ برؤوسنا ونشعر بالرضا والاستيفاء من هذه الاجابة.
لكنى أعرف أفضل، الأمر يشبه تلك النغمة الناشزة التى تفسد اللحن بأكمله، والتى تخبرنى بأن احدهم لم يضبط أوتار جيتاره جيدا، تستكملون المعزوفة وتصرون على أن كل نغمة فى مكانها الصحيح، وأنكم لا تسمعون ما هو غريب، لكننى أسمعها بوضوح تام..كل يوم.
وهكذا أجدنى أمام مفترق طرق، بين الرغبة -التوق أحيانا- فى الشعور بالحب البشرى -بأنواعه؛ ذلك المشحوذ برغبة الجينات فى الإبقاء على النوع، أو ذلك الأفلاطونى، أو أى نوع آخر-، فى ضم أحدهم، الالتحام بجسد أحدهم، تجربة ثنائية الحب والجنس، مشاركة الدفء البشرى، ليس فقط ببعض الكلمات الجوفاء، بل بالجسد أيضا. ربما كانت كراهيتى الداخلية للجميع تعادل بالضبط مقدار توقى إلى صحبتهم.
وعلى الصعيد الآخر، ثمة خليط مضحك من الزهد -على طريقة الرواقيين- والرهبنة، من النيتشوية والتكبر وكراهية الذات، وهذه الكفة من الميزان تكون هى الراجحة دوما.
تعليقات
إرسال تعليق