هراء من أبريل الماضى.

الرجل الذى يتحدث بطريقة مضحكة يجلس بجانب زميله الآخر، ذلك الذى يتحدث بطريقته المضحكة الخاصة به أيضًا، يجلس كلاهما على مقعدين مرتفعين، تلك المقاعد التى تبتاعها الحانات لتضعها أمام الساقى، مما يجعلهما محط أنظار كل من بالغرفة. وما الغريب فى ذلك؟ بالطبع كان يجب عليهما أن يكونا محط الأنظار، فكلاهما يجلس على ما يشبه منصة المسرح، تحيط بهما بضعة صلبان رديئة الصنع، صُنعت على عجلٍ من الخشب -أو لعله ورق مقوى(؟)-..بجوار تلك الصلبان كان مجسّم أحمر كبير لعلامة استفهام..
وإن كان يتحدث -المجسم- فقد كان ليقول شيئًا كـ: "نحن هنا لتلقى أسئلتك..من فضلك، لا تدع تلك الصلبان تفزعك، فلتكن فى بيتك..اخلع معطفك وضعه هناك..سنعد السماور ونجلس لنتسامر بجوار المدفأة..تعال."

ثمة رجل ثالث يجلس وسطهما أيضًا، يحمل فى يده دستة من الأوراق..

الرجل الثالث: حسن دعونا نستعرض السؤال الثالث -أو لعله الرابع- لهذه الليلة، لقد خُطَّ بخط ردىء للغاية لكنى أؤمن أن بوسعى..آاه دعنى أرى..نعم نعم..كُتِب هنا:

 تستمر فى الحديث عن حب الله لنا..عن كل الأشياء الرائعة التى فعلها "ربنا" لنا..عن كل الجروح الغائرة الممتلئة بالصديد التى كان عليه أن يصاب بها من أجلنا..عن المسمارين اللذين غُرسا فى منتصفىّ كفيه/رسغيه فى سبيلنا..والسؤال هو، لماذا يحبنا الله؟

يتقلب الرجلان -هذان اللذان يتحدثان بطريقة مضحكة- فى مجلسيهما..يبتسمان فى حرج..يسعلان فيبدو لك أنهما بصدد قول شىء..يتململان فى مجلسيهما..يتذمر أحدهما من أن المقاعد العالية تلك غير مريحة.."مش عملية" يقولها مؤكدًا فى استهجان..
كان هذا قبل أن يقول الرجل الأول - بالتأكيد تعرفه، ذلك الذى يتحدث بطريقة مضحكة-: 
"ماعرفش"
قالها مبتسمًا، واثقًا، بطبقة صوت عالية بعض الشىء. 
ثم استطرد: 
"الإيمان لا يقدم جميع الاجابات..ثمة أشياء تؤمن بها..فقط"


يتنحنح الرجل الثالث، محدقًا فى دستة الأوراق بيده يقول: 
"جميع الأسئلة المتعلقة بالمثلية الجنسية عليها أن تنتظر للمرة القادمة..لا نملك كل الوقت لفتح مثل هذا النقاش الآن"

"بالتأكيد..المرة القادمة"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)