برولوج.

لقد شبّت النيران فى السيارة..
وما من قائد أمام عجلة القيادة بعد الآن..
والمجارير بالأسفل..
 تفيض بأجسادٍ لألف شخص قتل نفسه وحيدًا..
وثمة ريح ظلماء تهبّ..
الحكومة؟ إنها فاسدة..
ونحن كنا قد تعاطينا الكثير والكثير من المخدِّرات..
على صوت الراديو، والستائر مُسدلة..
نحن محتجزون بلا مفرّ..
بداخل معدة هذه الآلة السقيمة..
وهذه الآلة تنزف الآن حتى الموت..
الشمس قد سقطت نحو الأسفل..
ولوحات الإعلانات جميعها ترمق كل شىء شذرًا..
والأعلام جميعها ميتة، متدليةً فوق سواريها..
لقد سار الأمر على النهج التالى:
فى البدء..
تهاوت البنايات على نفسها..
تشَبَّثَت الأمهات بأطفالهنّ..
بعدئذ اندفعن خلال الأنقاض ليخرجوهم..
جاذبينهم من شعورهم..
لأنها الشىء الوحيد الظاهر للعيان من أسفل الأنقاض..
يبدو خط الأفق جميلًا إذ تشبّ فيه النيران..
وكل المعدن الملفوف حول نفسه من فرط الحرارة..
 يتمدد ليرسل طرفًا إلى الأعلى نحو السماء..
كل شىء مُغطّى بمسحةٍ من الضباب البرتقالى الرقيق..

قلت: "اعطنى قُبلة، أنت تملك وجهًا جميلًا،
 وهذه  لعَمرى هى آخر أيام الأرض" 
فتناولت يدى، وسقطنا فى هاوية الأمر..
مثل حلم يقظة..أو حُمّى..

استيقظنا ذات صباح..
وقد سقطنا درجة أخرى نحو الأسفل..
 هذا هو وادى الموت بالتأكيد..
 أفتح محفظتى، فإذا بها ممتلئةً بالدماء..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)