نشيد اللا دولة.
-أستيقظ فى جزع لأرمق عقارب الساعة الفسفورية بجانب سريرى .. إنها العاشرة صباحًا .. حمدًا لكريشنا ها ها.
-أقفز بداخل بنطال أسود، وأحتفظ بالكنزة الصوفية السوداء التى قضيت ليلتى نائمةً فيها .. لا أظن أن الملابس لديها شاشات هولوجرامية تُعرض عليها عدد الساعات التى التصقت فيها بأجساد مرتديها، وهل قضى مرتدوها الليلة فيها أم استبدلوها بملابس النوم قبل اعادة ارتدائها فى الصباح .. عوضًا عن ذلك فإن أحدًا لن يكترث لنظافتى الشخصية.
-أبتلع بضعة قضمات من الشطيرة التى صنعتها أمى على مضض بينما أرتشف القهوة.
-أرمق وجهى فى المرآة، ذلك الوجه الطفولى الذى أمقته .. أضع القليل من أحمر الشفاة فلا يفلح ذلك إلا فى اضفاء لمسة أخرى من عدم النضج عليه .. لا مشكلة، أفضل من الظهور كمريضة فقر دم بشفاة بيضاء كالورقة ووجه شاحب.
-أهز رأسى فى ملل بينما يحاول الرجل فى مقعد الأتوبيس المجاور التقرب من جسدى، ألا يملّون أبدًا؟
-أدفع فى لطف ذلك الرجل صاحب العمامة، الذى ظننى لقمة سائغة فاقتحم طابور شباك تذاكر المترو ليقف أمامى، قائلةً بطريقتى المهذبة التى أمقتها: "معذرة سيدى، قف فى الطابور من فضلك"
ويبدو أننى باغتّه، فمن كان يتوقع أن وجه الطفلة هذا سيقول شيئًا مماثلًا.
-أقول: اعطنى تذكرتين لأحمد عرابى، آه آسفة لا أملك خمسين قرشًا، حسن إليك عنى، ناولنى تذكرة واحدة.
-أجفل حين تسألنى فتاة مراهقة نحيلة ترتدى الحجاب وتعانى من فقر الدم هى الأخرى، كانت تجلس بجانبى فى انتظار المترو مع مراهقتين أخريتين: "أتعلمين أين مسرح الهوسابير؟"
-هلُم يا جووجل مابس، فلتدل بدلوك، لا أرغب فى قضاء الظهيرة فى اقتياد ثلاث مراهقات إلى أحد المسارح.
"أها إنه قريب من محطة أحمد عرابى، سآخذكن إلى هناك إذن"
أهخخخ يا لحماقتى ويا لحماقة لسانى، ألن أملّ أبدًا من تقمص دور المنقذ المُخلِّص؟ أكاد أجزم أن الجينوم خاصتى يحتوى على بعض جينات المسيح.
-أشعر بالمسئولية إذ أسير وفى ذيولى ثلاث مراهقات غرّات، لم يسبق لهن ارتياد المترو.
-أطمئنهن إذ يعوى المترو وتصرّ عجلاته إثر احتكاكها بالحديد .. عليهنّ أن يصلن إلى مسرح الهوسابير هذا فى تمام الثانية والنصف، ليلحقن بحصة الأستاذ عصام؛ وحش اللغة العربية وسيبويه الثانوية العامة.
-يفارقننى شاكرات بعد أن صافحت واحدة منهن مودعةً، يتركننى لأعاود الشعور بوجهى الطفولى من جديد .. لقد صنعن من حولى هالة مؤقتة من الشعور بالمسئولية والنضج .. أنا فتاة جامعية ناضجة وخبيرة، فتاة رأت كل شىء ولها تجارب فريدة وممحصة، لا سيّما إنها قد سبق لها ارتياد المترو مرات ومرات، على عكسكن يا حفنة المراهقات .. يا للمجد ويا للتفرد ..
الآن أنا محض هراء ووجه طفولى من جديد.
-أسير فى زقاق من أزقة الأزبكية، حيث تتراص الورش ومحال الأثاث الخشبى على جانبىّ الطريق المبلل أبدًا بالماء الآسن. أجدّ فى السير وأنا أشعر بنظرات الرجال العمال تخترقنى من كل صوب، هذا ليس بمكان لفتاة بوجه طفولى مرفّه .. موعدنا فى الأول من أيار.
-أتنفس الصعداء إذ ينتهى زقاق العمال وأجدنى أسير فى الشارع الرئيسى من جديد.
-أردد الكثير من الـ"إن شاء الله" والـ"الحمد لله" بصوت آلى مضحك.
-*أحداث مقطوعة من النَص نظرًا لانعدام أهميتها -وكأن شيئًا مما سردته بالأعلى كان ذا أهمية بمكان-*
-أتساءل فى ندم عن السبب الذى جعلنى أتكبد عناء مغادرة منزلى اليوم، قبل أن أقفز على متن إحدى حافلات النقل العام المارة بأسفل كوبرى السادس من أكتوبر.
-أقفز بداخل بنطال أسود، وأحتفظ بالكنزة الصوفية السوداء التى قضيت ليلتى نائمةً فيها .. لا أظن أن الملابس لديها شاشات هولوجرامية تُعرض عليها عدد الساعات التى التصقت فيها بأجساد مرتديها، وهل قضى مرتدوها الليلة فيها أم استبدلوها بملابس النوم قبل اعادة ارتدائها فى الصباح .. عوضًا عن ذلك فإن أحدًا لن يكترث لنظافتى الشخصية.
-أبتلع بضعة قضمات من الشطيرة التى صنعتها أمى على مضض بينما أرتشف القهوة.
-أرمق وجهى فى المرآة، ذلك الوجه الطفولى الذى أمقته .. أضع القليل من أحمر الشفاة فلا يفلح ذلك إلا فى اضفاء لمسة أخرى من عدم النضج عليه .. لا مشكلة، أفضل من الظهور كمريضة فقر دم بشفاة بيضاء كالورقة ووجه شاحب.
-أهز رأسى فى ملل بينما يحاول الرجل فى مقعد الأتوبيس المجاور التقرب من جسدى، ألا يملّون أبدًا؟
-أدفع فى لطف ذلك الرجل صاحب العمامة، الذى ظننى لقمة سائغة فاقتحم طابور شباك تذاكر المترو ليقف أمامى، قائلةً بطريقتى المهذبة التى أمقتها: "معذرة سيدى، قف فى الطابور من فضلك"
ويبدو أننى باغتّه، فمن كان يتوقع أن وجه الطفلة هذا سيقول شيئًا مماثلًا.
-أقول: اعطنى تذكرتين لأحمد عرابى، آه آسفة لا أملك خمسين قرشًا، حسن إليك عنى، ناولنى تذكرة واحدة.
-أجفل حين تسألنى فتاة مراهقة نحيلة ترتدى الحجاب وتعانى من فقر الدم هى الأخرى، كانت تجلس بجانبى فى انتظار المترو مع مراهقتين أخريتين: "أتعلمين أين مسرح الهوسابير؟"
-هلُم يا جووجل مابس، فلتدل بدلوك، لا أرغب فى قضاء الظهيرة فى اقتياد ثلاث مراهقات إلى أحد المسارح.
"أها إنه قريب من محطة أحمد عرابى، سآخذكن إلى هناك إذن"
أهخخخ يا لحماقتى ويا لحماقة لسانى، ألن أملّ أبدًا من تقمص دور المنقذ المُخلِّص؟ أكاد أجزم أن الجينوم خاصتى يحتوى على بعض جينات المسيح.
-أشعر بالمسئولية إذ أسير وفى ذيولى ثلاث مراهقات غرّات، لم يسبق لهن ارتياد المترو.
-أطمئنهن إذ يعوى المترو وتصرّ عجلاته إثر احتكاكها بالحديد .. عليهنّ أن يصلن إلى مسرح الهوسابير هذا فى تمام الثانية والنصف، ليلحقن بحصة الأستاذ عصام؛ وحش اللغة العربية وسيبويه الثانوية العامة.
-يفارقننى شاكرات بعد أن صافحت واحدة منهن مودعةً، يتركننى لأعاود الشعور بوجهى الطفولى من جديد .. لقد صنعن من حولى هالة مؤقتة من الشعور بالمسئولية والنضج .. أنا فتاة جامعية ناضجة وخبيرة، فتاة رأت كل شىء ولها تجارب فريدة وممحصة، لا سيّما إنها قد سبق لها ارتياد المترو مرات ومرات، على عكسكن يا حفنة المراهقات .. يا للمجد ويا للتفرد ..
الآن أنا محض هراء ووجه طفولى من جديد.
-أسير فى زقاق من أزقة الأزبكية، حيث تتراص الورش ومحال الأثاث الخشبى على جانبىّ الطريق المبلل أبدًا بالماء الآسن. أجدّ فى السير وأنا أشعر بنظرات الرجال العمال تخترقنى من كل صوب، هذا ليس بمكان لفتاة بوجه طفولى مرفّه .. موعدنا فى الأول من أيار.
-أتنفس الصعداء إذ ينتهى زقاق العمال وأجدنى أسير فى الشارع الرئيسى من جديد.
-أردد الكثير من الـ"إن شاء الله" والـ"الحمد لله" بصوت آلى مضحك.
-*أحداث مقطوعة من النَص نظرًا لانعدام أهميتها -وكأن شيئًا مما سردته بالأعلى كان ذا أهمية بمكان-*
-أتساءل فى ندم عن السبب الذى جعلنى أتكبد عناء مغادرة منزلى اليوم، قبل أن أقفز على متن إحدى حافلات النقل العام المارة بأسفل كوبرى السادس من أكتوبر.
تعليقات
إرسال تعليق