الثامن من أبريل فى الهواء.

نعم أذكر..
كنت أرتدى السترة الأرجوانية ذاتها 
البنطال الأسود ذاته
فقط ينقصنى القميص الأحمر الداكن قصير الأكمام من أسفل السترة..
كنت أستقل عربة المترو ذاتها، أحدق إلى انعكاس وجهى فى الزجاج ذاته..
سرت الطريق ذاته من رصيف المترو وحتى منصة الاستقبال فى محطة الجيزة..
 مررت بشباك التذاكر ذاته، سرت حذائه بينما أرفع أصابع يدى اليمنى بالقرب من أنفى، لأشم رائحة السجائر المحببة التى علقت بجلدى وبكل شىء أرتديه، مثلما فعلت وقتها بالضبط..
ابتعت حينها علبةً من المقرمشات من ذاك الكشك هناك حالما لامس هواء الليل وجهى، أما الآن فلم أعد أشعر بمعدتى..
كنت قد دخنت لفافة تبغ واحدة حينئذ، أما الآن فقد دخنت دستةً منها..
ومن يعلم، فربما مررت حينها بفرد الأمن ذاته..خطوت فوق بقعة الماء الآسن ذاتها..
كنا على أعتاب الشتاء حينئذ، والآن نحن على أعتاب الصيف..
الأوقات تأتى وتذهب..الناس يجيئون ثم يرحلون..
للتعاقب دستورٌ غير مكتوب..يسرى على كل شىء..والأحمق فقط هو من يجلس ويبكى متجمدًا عند لحظة من آلاف اللحظات المتدفقة فى نهر الزمن..متجمدًا عند شخص واحد من ملايين الأشخاص ممن سيعج بهم باطن الأرض بعد عشرات السنوات، ليفسح المجال لآخرين على سطحها..
عزيزى أودين، فلتذكرنى المرة القادمة فإن ذاكرتى تشيب أسرع من جسدى على ما يبدو، فلتنشد لى بصوتك المتهدج:
"إذ أن كل ساعات المدينة
 بدأت تهدر وتترنم..
أوه لا تدع الوقت يتلاعب بك 🎶 
ليس فى مقدورك أن تقهر الوقت 🎶"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)