اليوم 125 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.
أهلًا من جديد.
ليلة أمس، وصلتني نتائج بعض تحاليل الدم التي قمت بها يوم الأربعاء. تفاجأتُ بأن مستوى التروبونين في دمي مرتفع عن الطبيعي. كان الرقم 1.1 نانوجرام لكل مللي لتر يحدق فيّ من شاشة اللابتوب. من المفترض ألا يزيد التروبونين في الدم عن 0.04.
التروبونين هو بروتين يوجد في عضلات القلب، وإذا ارتفع منسوبه في الدم فإن ذلك يعني عدة أشياء غير سارة: إما أنك تعرضت لنوبة قلبية منذ وقت قصير، وإما أنك على وشك التعرض لنوبة قلبية، وإما أن هناك جلطة في رئتك، وإما أن هناك مشكلة في الكلى، وإما أن لديك فشل في القلب، وإما.... هناك أسباب عديدة، ولكن جميعها لا تسرّ الخاطر.
قررت الذهاب إلى مركز أمراض القلب بالدقي لتقصي الأمر. ارتديت ملابسي وأخذت سيارة أجرة إلى هناك. قامت الممرضة بتثبيت أقطاب جهاز رسم القلب الكهربي على صدري، توطئة للقيام بالفحص. ثم وضعتني بعد ذلك على جهاز monitor لقياس ضربات القلب والأكسجين في الدم. كل شيء يبدو طبيبعيًا حتى الآن، أعني، رسم القلب الخاص بي دائمًا ما تنتج عنه ورقة مكتوب عليها "Abnormal ECG"، الشيء الذي يثير فزع الأطباء في غرفة الطوارئ دومًا، قبل أن أهدئ روعهم وأخبرهم أنني أعاني من حالة وراثية في القلب، مما يفسر رسم القلب المشوه قليلًا هذا.
جاء الطبيب، وقد كان يعرفني من زيارة سابقة قمت بها للمركز، وسط مئات الزيارات التي صرت أقوم بها للعيادات والمستشفيات على مدى الأربع شهور الماضية. كان حائرًا بعض الشيء، لأن مؤشراتي الحيوية تبدو جيدة، باستثناء تسارع ضربات القلب. ما تفسير ارتفاع نسبة التروبونين في الدم إذن؟
أخبرني الطبيب أننا سنقيس نسبة التروبونين مرة أخرى في معمل المستشفى، كما سنقوم باختبارات أخرى، مثل وظائف الكلى، واختبار يخص العضلات، واختبارات لتعيين نسبة الحديد في الدم وقدرة الجسم على امتصاصه. سحبت الممرضة عينة الدم من ذراعي الأيمن هذه المرة. صرت أفقد الكثير من الدماء في هذه التحاليل التي صارت عادة شبه يومية. انتظرت ساعة على السرير في غرفة الطوارئ حتى تظهر النتائج.
جاءت النتائج بمعدل تروبونين طبيعي، ووظائف كلى جيدة، أما منسوب الحديد فقد كان بالكاد طبيعيًا. "low normal" كما قال الطبيب. أخبرتني الممرضة أن نتائج بقية التحاليل ستظهر غدًا، وأن الطبيب يتوقع أنه سيكون هناك خطب ما في بقية تحاليل الحديد، أعني، أتمنى ذلك، فوَقْتها على الأقل سيكون هناك تشخيص معين لحالتي، سيكون هناك دواء سأتناوله فأتحسن، ستكون هناك أرض صلبة أقف عليها، بعد شهور من الوقوف على هلام.
لن أرفع آمالي كثيرًا على أية حال.
أخبرني الطبيب أن ارتفاع معدل التروبونين هو أمر مقلق، حتى ولو انخفض مجددًا.
وصلتني اليوم شحنة من الولايات المتحدة لمكملات غذائية كنت قد طلبتها منذ فترة: الناتوكينيز، والسيرابيبتيز. مكملات غذائية يدّعي الكثيرون أنها نجحت في شفاء كوفيد طويل الأمد لديهم.
سنجرب كل شيء، صحيح؟
تعليقات
إرسال تعليق