اليوم 162 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

اليوم أكره كل شيء وكل شخص.

عليّ الاستيقاظ باكرًا للحاق بالعمل، قلبي يقفز داخل صدري بشكل زائد عن المعتاد اليوم.

أكره هاتفي البطيء جدًا، أكره وجهي في المرآة، وتلك الانتفاخات تحت عيني، أكره ارتداء كمامتين فوق بعضهما البعض، أكره نظارتي التي تنزلق من فوق أنفي كل نصف دقيقة لتقع على الأرض، أكره حقيقة أن أمي لم تزل لها يدًا في قراراتي، أكره ذلك المرض وذلك الجسد الواهن، أكره تلك الآلام في ذراعي الأيسر ورقبتي، أكره قلبي بكل ما أوتيت من قوة، أمقت هذا البلد، هؤلاء الناس. أكره حتى قصة شعري، شعري الطويل كان بمثابة ميزتي المرئية الوحيدة، والآن وقد تخلصت منه، أشعر أنني فتى في التاسعة من عمره، وفقداني المستمر للوزن لا يحسن من هذا الوضع أيضًا. 

أود أن أضع وجهي بين راحتيّ، فتتدحرج عيناي خارج محجريهما، فأدلكهما قليلا، ثم ألقي بهما في القمامة. أكره عينيّ.

كنت أقول إنني أكره هذا البلد منذ قليل، وأظن أن آلهة العالم السفلي التي تتحكم في هذه البقعة الجغرافية قد سمعتني، فلوّح أنوبيس بصولجانه غاضبًا، ليغلق الطريق المتجه إلى أكتوبر من الهرم (الطريق الصحراوي) بزحام من ذلك الذي يتحول فيه الشارع إلى جراج عمومي.

لا أستطيع الاحتمال أكثر.  

تناولت الكثير من بسكويت الشيكولاتة باهظ الثمن اليوم، الكثير من السكريات، الكثير من الدهون، يبدو أنني قد ودّعت نظامي الغذائي الخالي من الهستامين والجلوتين، لأنني سئمت. لا شيء مما أفعله يشعرني بأي نوع من التحسن، لا شيء. يمكنني أن أتناول ما أستطيع من مضادات الهستامين، أن أبتلع قرصًا وراء الآخر، لن يسعفني أي من هذا في شيء. 

اليوم تم قبول الكود الذي استغرق مني أيامًا وجهدًا أليمًا، لكن تأتيني المفاجأة حين يفشل الكود في التعامل مع جزء معين من المشروع، من دون أي سبب منطقي، وعليّ، أنا، المريضة جدًا طوال الوقت، أن أرتدي وشاح البطل الخارق الخاص بي، وأن أنقّب وأكتشف هذا السبب الذي ينافي أي منطق. أيّ بطل خارق هذا الذي يتزلزل جسده بالكامل مع كل دقة قلب، ولا يستطيع المشي مترين من دون التوقف لالتقاط أنفاسه؟ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)