اليوم 124 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.
أهلًا!
إنه يوم خميس من جديد.
كان يومًا لطيفًا بعض الشيء. لم يكن لطيفًا كَكُل، لكن بعضه كان لطيفًا. قضيت الليلة الماضية في حالة غريبة، وكأنني دخنت سيجارة ماريجوانا لتوي، لم أكن أشعر بالعالم حولي، لم أكن أفهم ما يحيط بي في غرفتي. هذه شماعة؟ لا تبدو لي كشماعة، لا يفهم عقلي أن هذه شماعة. أرى الأشياء لكني لا أفهم ماهيتها. استيقظت في السابعة صباحًا بدون سبب واضح، فقط أستيقظ بشكل عشوائي كل يوم على شهقة عميقة.
ظللت في السرير طوال الصباح، أشاهد بعض الأفلام الوثائقية عن تاريخ مصر الحديث، وأهلوس بين الحين والآخر حين يغلب عليّ النوم. حجزت ميعادًا جديدًا لإجراء فحص القلب، يوم الإثنين. كما حجزت يوم الأحد موعدًا لإجراء رسم العضلات والأعصاب.
ارتديت ثيابي، وذهبت إلى البنك في الدقي، لأتسلم راتبي. أخذت النقود وذهبت إلى "سعودي" ماركت، ذلك الماركت الكبير الذي -على ما يبدو لي- قد بدأ في اكتساح سلسة متاجر مترو مؤخرًا بكل تلك السلع المستوردة. لم أدخل ذلك المتجر منذ الأبد، لقد تغير كثيرًا. هناك طابق أرضي حيث ستجد التوابل والفواكه والخضراوات، وطابق ثانٍ غير الطابق الأساسي حيث ستجد أشياء مثل أدوات المطبخ والحمام. هناك الكثير والكثير من السلع المستوردة، وخصوصًا السلع الأمريكية. أنواع الحلوى التي كنت أبتاعها مع أبي منذ سنين، ثم اختفت من الأسواق بعد ارتفاع سعر الدولار، إنها هنا! مئات من أكياس الحلوى الملونة والجاذبة للبصر مرصوصة على الأرفف أمامي، تغريني لالتقاط واحد منها ودفع ربع راتبي ثمنًا له. أشعر أنني في الثانية عشر من عمري مجددًا.
شعرت للحظات أنني طبيعية من جديد. ها أنا ذا، أتسلم راتبي من البنك في مطلع الشهر، وأذهب لشراء بقالة الأسبوع واحتياجات المنزل، مثل أي شخص في عمري. لكن الشيء الذي يدق في صدري، والتقلصات التي تنتاب وجهي، بشكل غير إرادي، لا تلبث أن تذكّرني أن لا، أنا لست «طبيعية».
لقد صار المشي مرهقًا. أما عبور الشارع، آه، مرهق للغاية، فعليك أن تكون سريعًا وتعدو أمام السيارات، وأنا بالكاد أستطيع المشي فضلًا عن الجري. قلبي فقد ما تبقى من رشده، صار يدق بسرعة من مجرد الوقوف.
ابتعت لأخي كيس بسكويت بالفراولة ثمنه عشرون جنيهًا، وعلكة. لا أريد التفكير في النقود الآن، أو أبدًا في الحقيقة. هناك الكثير من الأشياء التي عليّ القيام بها، وهذه النقود من المفترض أن تحل جميع مشاكلي.. بطريقة ما.
سأبدأ اليوم جرعة من دواء جديد من عائلات الأدوية المضادة للذهان. «سيروكويل» كما تقول العلبة.
more on that later.
تعليقات
إرسال تعليق