إضاءات. (4)
سأل إسحاق: أبتاه، أى ضرر سببته لك وجعلك تريد قتلى؟، وأنا ابنك الوحيد..
أبراهام: لم تسبب لى أى ضرر يا إسحاق.
إسحاق: لماذا إذا أردت قطع عنقى كما لو كنت حملا؟، فلو لم يصل هذا الرجل الذى يلفه السيد بالمباركات، ليمسك ذراعك، لكنت تحمل الآن جثة إلى البيت.
أبراهام: لقد كانت فكرة السيد الذى يريد دليلا.
إسحاق: دليلا على أى شىء؟
أبراهام: على إيمانى، على طاعتى.
إسحاق : ومن هو هذا السيد الذى يأمر أبا بقتل ابنه؟
أبراهام: إنه سيدنا، سيد أسلافنا، السيد الذى كان هنا عندما ولدنا.
إسحاق: لو كان لهذا السيد ابن، هل سيأمر أيضا بقتله؟
أبراهام: المستقبل سيقول ذلك.
إسحاق: السيد قادر إذا على كل شىء، على الجيد، وعلى السىء، وعلى ما أسوأ.
أبراهام: وهو كذلك..
إسحاق: وما الذى كان سيحدث لو انك عصيت الأمر؟
أبراهام: من عادة السيد أن يرسل الخراب أو المرض لمن يعصاه.
إسحاق: السيد حاقد إذا!
أبراهام *بصوت خفيض كما لو أنه يخشى أن يسمع*: أظن ذلك.
ثم أضاف: ليس هناك من مستحيل على السيد.
إسحاق: حتى فى ارتباك خطأ أو جريمة؟
أبراهام: بل فى ارتكاب الأخطاء والجرائم بصورة خاصة.
إسحاق: لست أفهم هذه الديانة يا أبتاه.
أبراهام: حاول أن تفهمها يا بنى، لأنه ليس لك من سبيل آخر، والآن أريد أن اطلب منك طلبا، طلبا واحدا بائسا..
إسحاق: ما هو؟
أبراهام: أن ننسى ما حدث.
إسحاق: لست أدرى إن كنت قادرا على ذلك يا أبتاه، فما زلت أرى نفسى مقيدا فوق الحطب، وذراعك مرفوع بالسكين اللامعة.
أبراهام: من كان هناك لست أنا، فحين أكون فى كامل وعيي لا يمكننى فعل ذلك أبدا.
إسحاق: أتريد القول ان السيد يسبب الجنون للناس؟
أبراهام: أجل فى أحيان كثيرة، على الدوام تقريبا..
حلو، بيفكرني بكلام والتر ستيس في الزمان والازل لما قال ان النقد المنطقي والفلسفي اخطر بكتير على الدين من النقد العلمي.
ردحذفبس ليه ابراهام مش ابراهيم؟