أشجار التانجارين، وسماوات بلون المارماليد.

القطة ذات الثلاثة رؤوس تسير على استحياء فى الحديقة، ثم تفزع وتعدو بعيدًا حين أنادى عُمَرًا ليشاهدها / 
الدراجة البخارية التى آلت إلينا كإرث من متوفٍ ما، أتوسل إلى أمى أن تدعنى أقودها فى الأرجاء، سأتمرن على قيادتها فى الفناء أمام المنزل، لن أقود فى الشارع رأسًا، سأتقن الأمر أولًا، وسأشاهد دروسًا تعليمية على اليوتيوب، فقط دعينى أقودها، سأذهب بها إلى الكلية، وإلى الاستوديو، وإلى المكتبة، وإلى المنزل، سيكون هذا ممتعًا/
الفتحة فى سقف دورة المياه، إنها فتحة سحرية، إن حشرت جسدك بداخلها، وإن كنت محظوظًا بشكل كافٍ لتقفز من فوق الدوامة السوداء التى تبتلع أى شىء يقترب منها أكثر من اللازم، فإنك ستجد أنك قد انتقلت إلى الغرفة المجاورة، الغرفة حيث تجلس شقيقتى تصفف شعرها..نستعمل تلك الفتحة السحرية لتجنب المرور من أمام غرفة أبى، يستعملها شقيقى طوال الوقت..لكن سوء الحظ يشاء أن يهتز المنزل اهتزازًا قويًا كما لو أن الصفائح الأرضية تحت منزلنا فقط قد أعلنت تمردها..فنشاهد -أخى وأنا- فى رعب بينما ينفصل السقف عن الحوائط، يقفز السقف فى الهواء ثم يستقر فوق الحوائط من جديد، ثم يقفز مرة أخرى ومن ثم يستقر فوق الحوائط، حتى استقر فى النهاية وتوقفت الاهتزازات، تسلقنا السلم لتفقد فتحتنا السحرية..ولجت إليها لأجد الدوامة السوداء وقد ازداد قطرها ثلاثة أضعاف قطرها الأصلى على الأقل، وقد صارت محاطة بهوة سحيقة من أسفلت الشارع، بحيث أصبح من المستحيل أن نقفز للناحية الأخرى حيث غرفة شقيقتى من دون أن نتحول إلى أشلاء..لكن شقيقتى تحتاج إلىّ حتى أساعدها فى تصفيف شعرها، ولن أستطيع أن أعبر من أمام غرفة أبى، لا لن أفعل هذا، لن أعبر من أمام غرفة أبى، فلتصفف شعرها بنفسها إذن/
مدرسة ٌ ما/
أبدأ فى رؤية الهلاوس، أعرف أنها هلاوس لكنى لا أستطيع أن أروضها بالمنطق، ومن ثم أدعها تستولى علىّ، أهرب من أعداء وهميين، من غصون نباتات أمازونية شريرة تحاول أن تقيد ساقىّ، من كائنات بعين واحدة، تبدو كالسيكلوب لكن أسوأ. سأخبر الطبيب أننى أرى الهلاوس، ولكن للآن، سأستمر فى الجرى على أية حال/
أمى تقدّم لى تفاحة قطّعتها إلى أربع شرائح، أسمع صوت رفرفة أجنحة وإذا بحشرة ورقية عملاقة، يبدو جناحاها كورقتين باللون الأخضر الداكن، أقفز من مكانى لأطلق بضعة لعنات، وأطوّح بذراعىّ فى الهواء، وأمام أذنىّ، ثم أجلس من جديد لتناول التفاح، قبل أن أجد الحشرة ذاتها، تستقر على إحدى شرائح التفاح، وتنظر إلى فى براءة..كان هذا كافيًا لأقفز من سريرى مستيقظة، بخفقات قلب متسارعة، أطيح بالملاءة من فوق جسدى وأتراجع بظهرى نحو خزانة ملابسى، بينما أواجه السرير بعينين نصف مستيقظتين، وأضع يدى أمام وجهى لعلها تعمل كدفاع جيد ضد الحشرة/
أرى سلحفاتى الميتة، صدفتها الصغيرة ورأسها الحرشفى، وأظافرها الطويلة التى كانت لا تلبث أن تنكسر..لقد أصابتها لعنة ما، صُبّت عليها اللعنة لتكون بمثابة عقاب لى أنا، لقد لُعِنت سلحفاتى الميتة بأن تمتلك القدرة على مغادرة صدفتها، أن تتجول بجسدها الرخوى فى الأرجاء، لكن ليس هذا فقط، فإنها حين لا تكاد أن تغادر صدفتها بجسدها الرخوى، فإن جسدها الرخوى ينكمش رويدًا رويدًا، حتى يصير إلى نملة صغيرة، فتظل نملة حتى يمر الليل، وفى الصباح تعود إلى جسدها الرخوى ومن ثم إلى صدفتها من جديد..لا يبدو الأمر بهذا السوء هاه؟..لكن انتظر، فإن اللعنة لم تتوقف عند هذا الحد، لقد سُلطت على الغرفة جيوشٌ من النمل الضارى، كل نملة منهم تطابق سلحفاتى حينما تكون تحت تأثير اللعنة، تطابقها تمامًا بنسبة كاملة، وقد كانت قرصاتهم تصيبنى بتورمات بحجم بالون ضخم، فكيف لى أن أتخلص من جيش النمل وقرصاته البغيضة من دون أن أتخلص من سلحفاتى؟، وأنّى لى أن أتأكد أن هذه النملة التى وطأتها للتو بغير قصد لم تكن سلحفاتى تحت تأثير اللعنة؟، وحتى وإن لم أقتلها اليوم، فسوف أفعل غدًا أو بعد غد..فإن الأبديةَ وقت طويل.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)