كورالين ولافكرافت والمعكرونة الإسباغيتى وأشياء مسلية أخرى.
جسد الساحرة العجوز يقبع فى علية منزلنا..الجسد الميت المُلقى بداخل صندوق الجيتار الأسود..لا أدرى كيف تمكنوا من ابقائه هناك بداخل الصندوق، عوضًا عن التساؤل الأهم؛ كيف تمكنوا من زجّه فى مساحة صغيرة كتلك المخصصة من أجل جيتار فى المقام الأول..
تستطيع أن ترى الصندوق الأسود منتصبًا مستندًا إلى الجدار المتشقق ..حتى ليخيل إليك أنه تابوت سينفتح فى أية لحظة، لتتجلى الساحرة العجوز -أو ما تبقّى منها- من داخله وسط سحابة من الضباب وشباك العنكبوت وندوب خناجر موظّفى محاكم التفتيش..آهمم..لن تحب أن ترى هذا المشهد بالتأكيد..
إن لم تكن جدتى تحتاج إلى عينين جديدتين، إلى أذنين جديدتين، إلى بنكرياس جديد، وإلى شعيرات ذقن جديدة، لما اضطررنا إلى فتح الصندوق أبدًا..لما اضطررنا لإخراج الجسد الميت الشبه متحلل مرة أخرى..لكننا فعلنا ما كان علينا فعله لإبقاء جدتى على قيد الحياة، ولا أدرى الآن، أكان الأمر يستحق العناء؟..أن تُبقى أحدهم على قيد الحياة..أهو أمر جيد مطلق أم سىء مطلق؟..أكان هذا صنيع الملاك حسن المظهر خشن الصوت على كتفى الأيمن، أم الشيطان فاتن المظهر رخيم الصوت على كتفى الأيسر؟
لكننى أؤمن أننا معشر البشر ننجذب للضوء ونخشى الظلام..وقد رأينا الضوء فى الحياة، والظلام فى الموت، لسبب لا ندريه..فما كان لنا إلا أن نقتطع من جسد الساحرة العجوز الميتة، لنضع ما اقتطعناه بداخل جسد جدتى السقيم..أعنى أنها لن تعترض كثيرًا إن اختفت كرة عين أو سبابة من اليد اليمنى وهى قابعة بلا حراك، تمر بأطوار التحلل والريجور مورتيس فى علية منزلنا..
ودعنى أقول لك، لم يبد بنكرياس جدتى فى حال أفضل مما بدا عليه اليوم بعدما أجرينا العملية..
أناول أمى الخيط الأبيض وإبرة الكروشيه..ثم كرتىّ العينين ذواتىّ الحدقتين الرماديتين، فتخيطهما فى محجرىّ جدتى الفارغين..
أوه، هذه الدرجة من اللون الرمادى تليق بمريولة جدتى المنزلية كثيرًا، وخيل إلىّ أن هذا التغيير الطفيف فى مظهر جدتى سوف يروقنى أكثر مما توقعت يومًا..
تنفث أمى أبخرة النيكوتين من أنفها وفمها، ثم تلقى بإبرة الكروشيه على طاولة الأدوات فتصدر رنينًا محببًا، ثم تتنهد وتقول: "هااااه وها قد انتهينا"
ثم ترمقنى فى شىء من الفخر، وتبتسم بركن فمها الأيمن: "عمل جيد، أثق أنكِ سوف تحملين إرث العائلة بالفعل"
"لِم لَم تفتح عينيها بعد؟"
أسائلها بوجه محايد وحاجبين مقطّبين..
"أوه، هاتان ليستا عينيها بعد الآن..علينا أن نعتاد الأمر..هاتان عينا كيزا، الساحرة الميتة فى علية منزلنا، تلك القابعة بلا حراك، بداخل صندوق الجيتار..اتفقنا؟"
"نعم بالتأكيد" أهمس بينما أومئ برأسى..
"أمور كثيرة سوف تتغير من الآن فصاعدًا.." تهمس بدورها..
ثم المزيد من أبخرة النيكوتين المحببة، أغمض عينىّ، وأدعها تخيط جفنىّ بإبرة الكروشيه، وأشاركها سيمفونية نفث الأبخرة، حتى تدمع عيناىّ فتبتل الخيوط وتنحلّ..
تستطيع أن ترى الصندوق الأسود منتصبًا مستندًا إلى الجدار المتشقق ..حتى ليخيل إليك أنه تابوت سينفتح فى أية لحظة، لتتجلى الساحرة العجوز -أو ما تبقّى منها- من داخله وسط سحابة من الضباب وشباك العنكبوت وندوب خناجر موظّفى محاكم التفتيش..آهمم..لن تحب أن ترى هذا المشهد بالتأكيد..
إن لم تكن جدتى تحتاج إلى عينين جديدتين، إلى أذنين جديدتين، إلى بنكرياس جديد، وإلى شعيرات ذقن جديدة، لما اضطررنا إلى فتح الصندوق أبدًا..لما اضطررنا لإخراج الجسد الميت الشبه متحلل مرة أخرى..لكننا فعلنا ما كان علينا فعله لإبقاء جدتى على قيد الحياة، ولا أدرى الآن، أكان الأمر يستحق العناء؟..أن تُبقى أحدهم على قيد الحياة..أهو أمر جيد مطلق أم سىء مطلق؟..أكان هذا صنيع الملاك حسن المظهر خشن الصوت على كتفى الأيمن، أم الشيطان فاتن المظهر رخيم الصوت على كتفى الأيسر؟
لكننى أؤمن أننا معشر البشر ننجذب للضوء ونخشى الظلام..وقد رأينا الضوء فى الحياة، والظلام فى الموت، لسبب لا ندريه..فما كان لنا إلا أن نقتطع من جسد الساحرة العجوز الميتة، لنضع ما اقتطعناه بداخل جسد جدتى السقيم..أعنى أنها لن تعترض كثيرًا إن اختفت كرة عين أو سبابة من اليد اليمنى وهى قابعة بلا حراك، تمر بأطوار التحلل والريجور مورتيس فى علية منزلنا..
ودعنى أقول لك، لم يبد بنكرياس جدتى فى حال أفضل مما بدا عليه اليوم بعدما أجرينا العملية..
أناول أمى الخيط الأبيض وإبرة الكروشيه..ثم كرتىّ العينين ذواتىّ الحدقتين الرماديتين، فتخيطهما فى محجرىّ جدتى الفارغين..
أوه، هذه الدرجة من اللون الرمادى تليق بمريولة جدتى المنزلية كثيرًا، وخيل إلىّ أن هذا التغيير الطفيف فى مظهر جدتى سوف يروقنى أكثر مما توقعت يومًا..
تنفث أمى أبخرة النيكوتين من أنفها وفمها، ثم تلقى بإبرة الكروشيه على طاولة الأدوات فتصدر رنينًا محببًا، ثم تتنهد وتقول: "هااااه وها قد انتهينا"
ثم ترمقنى فى شىء من الفخر، وتبتسم بركن فمها الأيمن: "عمل جيد، أثق أنكِ سوف تحملين إرث العائلة بالفعل"
"لِم لَم تفتح عينيها بعد؟"
أسائلها بوجه محايد وحاجبين مقطّبين..
"أوه، هاتان ليستا عينيها بعد الآن..علينا أن نعتاد الأمر..هاتان عينا كيزا، الساحرة الميتة فى علية منزلنا، تلك القابعة بلا حراك، بداخل صندوق الجيتار..اتفقنا؟"
"نعم بالتأكيد" أهمس بينما أومئ برأسى..
"أمور كثيرة سوف تتغير من الآن فصاعدًا.." تهمس بدورها..
ثم المزيد من أبخرة النيكوتين المحببة، أغمض عينىّ، وأدعها تخيط جفنىّ بإبرة الكروشيه، وأشاركها سيمفونية نفث الأبخرة، حتى تدمع عيناىّ فتبتل الخيوط وتنحلّ..
تعليقات
إرسال تعليق