هل صنعت لنفسك فراشًا فى الجحيم اليوم؟

من المحزن أن لا أحد سيشاهدك وأنت فى أكثر لحظاتك أيقونيةً..لا أحد سيكتب عنها..وإن كتبت أنت عنها فإن أحدًا لن يقرأ..وإن تحدثت عنها فإن أحدًا لن يستمع..وإن استمع لك أحدهم فإنه سيفعل ذلك بكل الإمتعاض فى هذا العالم، وسينسى الأمر برمته بعد بضعة ثوانٍ.
أنت تضع الكثير من التركيز فى الحزن على ذلك أكثر مما تضع تركيزًا فى أن تحيا تلك اللحظة الأيقونية..أن تدعها توصم علامةً ما بداخلك..فتجعل منك شخصًا أفضل ربما..أو الأسوأ على الإطلاق..الأمر نسبىّ..
اليوم أشعر باليتم..أننى فقدت أمًا وأبًا..
لم أحب أبى قط..أو دعنا نقول أننى لم أحب أبى منذ فترة طويلة..صرت أمقته بكل ما أملك من مقت منذ فتحت عينىّ على الحقيقة..
كطفلة كانت الأمور أكثر بساطةً..أنا أحب أمى وأبى وأختى..أحب أخى وكرة القدم والسباحة..أحب الذرة المشوية نصف شواء والقراءة.. وأحب بلادى..وهذا موضوع تعبير مبتذل وأنا أمقت الإبتذال، فمعذرةً سأنسحب الآن..
تغيرت الأمور كلما نضجت أكثر فأكثر..فلم أعد أحب بلادى إلى هذا الحد..عافيت كرة القدم والسباحة نظرًا لحالة قلبى..كما أننى لم أعد أحب أبى على الإطلاق..
لا أدّعى أننى أعرف الرجل جيدًا أو أننى قد سبرت أغواره ركنًا ركنًا..لكنى عرفت بما فيه الكفاية لأمقت أحشائه حتى الموت..لأتمنى له الموت العاجل..
ليست قسوة..وحتى إن كانت، فإنه لا داعى للخجل بعد الآن..
فى النهاية دعنا نتذكر أنه:
"أين يتسنى لى الرحيل عن روحك؟ أو أين يتسنى لى الفرار من هالة حضورك؟ لو أننى صعدت للسماء، فإنك هناك..ولو أننى صنعت لنفسى فراشًا فى الجحيم (فى قبرى أو تحت الثرى)، فخمن ماذا؟ ستكون أنت هناك أيضًا..لو أننى سرقت أجنحة الشفق..وصرت أكمن فى أقاصى بقاع بحار الغرب..فحتى هناك، فإن يدك ستهدينى..وإن يدك اليمنى سوف تضُمّنى".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)