كل الشاعرية فى الموت.

ما يثير إعجابى الآن فى نشاط الكتابة هذا هو مدى سهولة الأمر، أنا هنا وحدى أمارس القىء الفكرى على صفحة بيضاء..ليست مقطوعة موسيقية تتطلب الكثير من العمل والوقت، فقط سأبصق ما لدى من كلمات وينتهى الأمر، أليس هذا جميلًا؟ أنا أمل سريعًا، وكذلك أنت هه؟ 
ليست قصةً ذات حبكة معقدة تتطلب تفكيرًا وأوراقًا وسردًا وأكواب قهوة وتظاهرًا بالأهمية وتأملات لإنعكاسك فى المرآة من تارة لأخرى لترى شعرًا أشعث ووجهًا مجهد فتشعر بالرضا لأن هذا بالضبط ما لقنوه إياك على أنه المظهر المثالى للكاتب المجنون..والكاتب المجنون هو الtheme خاصتك..هذا باعث للرضا إذن هه؟..أنت تسير بحذاء الtheme خاصتك وهذا مؤشر جيد..
آه عم سنتحدث اليوم؟، دعنى ألقى نظرة على جدول أعمالنا اليوم..أها نعم تذكرت..
حسن قبل أى شىء، عليكِ أن تتوقفى عن تخيل أن هناك ثمة من يقرأ هرائك الخاص هذا..عليكِ أن تسمو فوق هذه الفكرة، أن تتوقفى عن تشذيب الكلام والتفكير فيم ستكتبيه وفى الطريقة الأفضل لكتابته.. ألستى تمقتين طبيعتك البشرية دومًا؟ آه أنت تفعلينها مجددًا..آه مرة أخرى..دعينا من هذا إذن، لا أرى فائدة منكِ..

أنت تعرف أننى لن أعيش طويلًا..
أعنى، متاعب فى القلب من قبل أن أتم العشرين ربيعًا؟..هذا مثير للشفقة..دعنا من الهراء ومحاولاتك لبعث الطمأنينة، لن أصمد طويلًا، أعى هذا وأدركه جيدًا..ولا بأس..
 لكنى بالطبع -ولبشاعة الأمر- لا أدرى متى بالضبط سأنعدم..ولا أرى فائدة فى التفكير فى الأمر على أية حال..
وللحق أقول أننى حيرى..ترى فيم أقضى الوقت المتبقى لى هنا..هل "أغتنم الفرصة" كما يقولون؟..كارب دييم، ولتذق كل ما هنالك على الطاولة أمامك..هل أستمتع بالجمال؟ أبحث عن كل ما هو "جميل" وأستمتع به وأستمد عصارة الحياة منه؟ ..ألج إلى حساب تامبلر القديم خاصتى وأمتع ناظرىّ بالأشياء الجميلة هناك؟.. الفن؟ الأدب والموسيقى والمنحوتات واللوحات ذات ضربات الفرشاة العنيفة؟..وربما أعيش قصة رومانسية أخرى مع فتى ما إلى جانب كل هذا..ونستمع لتشوبين معًا بينما نشاهد بعض الجمال على تامبلر..
فى الحقيقة أنا أستمع إلى تشوبين حاليًا، بدت لى الموسيقى مناسبة لنسج قصة رومانسية أخرى حولها فى الحقيقة..هى تلك القائمة القديمة التى اعتدت الإستماع إليها منذ ثلاثة أعوام.
لما لا ننه الأمر الآن وننتهى؟..آه نعم تذكرت..طبيعتى البشرية تملى علىّ بغير ذلك..وكما يقول أحدهم: "وقد قلنا أننا نكره البشريين، وقد أردنا أن نكون بشريين"
لماذا لا أعود لنسج القصص كما كنت أفعل قديمًا؟..أراهن أننى سأكتب أعظم أعمال حياتى على الإطلاق الآن..
لكن ألن يكون هذا إنسياقًا آخر وراء طبيعتى البشرية؟..الرغبة النرجسية فى أن يتم تذكرك؟..
كما قلت، لن أعيش طويلًا..وإن كان لى نية فى أن أحيا للأبد -كما يقولون- هنا تربض فرصتى الأخيرة لفعل ذلك..علىّ ألا أضيع ثانيةَ أخرى فى العبث والقراءة..علىّ أن أعمل وأنتج الكثير..
لكنى لا أهتم كثيرًا، وأتأسف لك فعلىّ أن أنحى بشريتى جانبًا لبعض الوقت وأخلدها للنوم الآن، وأتولى عصا التحكم..
كان هذا قاسيًا هه؟..لست آسفة..
كان هذا شاعريًا هه؟.. الموت والنهايات دومًا تبدو شاعرية، مُرة بشكل حلو..حسن، الآن هذا شىء باعث للأسف..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)