An Apology.

من الغريب والمثير للدهشة أننا نتحدث هنا منذ كنت طفلة فى الثالثة عشر..ولم يخطر لى فى مرة من المرات أن أحدثك عن عائلتى، أصدقائى، التكوين النفسى للأشخاص الذين يلتقى وجودهم مع وجودى، ما يحدث فى حياتى الحقيقية..ما أفعله يوميًا، ما أفتعله أمام الناس، ما أقاسيه فى اصطناع الإهتمام..ما أتوق إليه فى علاقاتى الجديدة مع الأشخاص الجدد..وما أخوضه لإنهائها..
لطالما اكتفيت فقط بالتلميحات البسيطة، دومًا فعلت ذلك..أعطيك لمحة مما يحدث، رشفة من الكأس لكن ليس الكأس كله..لم أكن أبدًا واضحة هنا..
أتصور دومًا حياتى الحقيقية بصورة أكثر سخفًا من أتكلف وأستهلك بعض الهواء الثمين لأكتب عنها..ليست شيئًا لأساهم به فى المخزون الأدبى لهذا القرن..آمم، إن كنت أساهم فيه الآن من الأساس..
لم يسبق لى أن كتبت أبدًا -بشكل مباشر- أنه اليوم قد فعلت كذا وكذا، وتحدثت مع هذا أو ذاك..وأن هذا الفتى لطيف..أو تلك الفتاة ساذجة..لم يسبق لى أن فعلت هذا، صحيح؟..
ربما حدثتك مؤخرًا عن علاقتى بذلك الشخص القديم..وحدثتك هنا فى مرة عن مراهقتى وشقائى للبقاء فى هذا الجسد الذى أردته أن يظل طفلًا للأبد..وعلاقتى السابقة مع الكيان المزعوم بالأعلى..حدثتك عن ذلك الفتى وما مررنا به سويًا منذ أعوام..وعن المرض بقلبى..
نعم، بدأت مؤخرًا فى إضافة حواشى جانبية لكتابى هذا..تحوى بعضًا مما أنا عليه بالفعل..
يا صديقى، إن العالم الذى صنعته هنا -فى هذا الفراغ السايبرى- هو رواق طويل يحتضن أبوابًا كثيرة، كل باب تجد خلفه قصة خيالية رديئة نسجتها، ووضعت فيها شيئًا مما يحدث بالفعل فى الحياة الحقيقية..أو هراءً عشوائيًا -كما هو الحال فى كل ما أكتب مؤخرًا- يحمل بعضًا مما أمر به بالفعل، مختلطًا بالكثير من الصور والإستعارات العشوائية..والتى تمزق الأحداث الحقيقية تمزيقًا فيما بينها، فلا تبقى سوى العشوائية الأثيرة..أفعل ذلك كبائع لبن غشاش يضيف الماء لبضاعته..
فإن كنت لا تستطيع أن تتبين الفرق، فهل تهم الحقيقة بأية حال؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)