اليوم 119 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.
مرحبًا من جديد.
أكتب الآن والأوردة في رسغي تؤلمني. عدت للتو إلى المنزل، بعد زيارة فاشلة لطبيب المخ والأعصاب ذاك في ميدان لبنان. وصلت العيادة الساعة السادسة، لأجد أفواجًا من الناس في الانتظار، وأخبرتني موظفة الاستقبال أن أمامي خمسة عشر مريضًا سيدخلون قبلي، فبدا لي أنني سأنتظر طوال الليل، كما أن العيادة ضيقة للغاية، والناس يتنفسون في وجوه بعضهم البعض، فما كان مني إلا أن تركت لها نصف ثمن الكشف، على أن أدفع النصف الآخر بالغد، وطلبت منها أن تحجز لي موعدًا بالغد.
أتعرف؟ بدأت أعتقد أن تلك الإنفلونزا التي أصابتني منذ أسبوع كانت عدوى كوفيد جديدة، أعني، أنا لم أكن بخير أبدًا منذ إصابتي بكوفيد في يوليو الماضي، لكن يبدو لي أن حالتي قد زادت سوءًا على سوء من بعد تلك الإنفلونزا المزعومة. في الحقيقة، لقد ذهبت إلى المعمل منذ أسبوع، وأجريت مسحة كورونا الفورية، وقد كانت سلبية، لكن المسحة الفورية تخطئ أحيانًا، كان عليّ أن أجري اختبار الـPCR من أجل قطع الشك باليقين، لكني لم أكن أملك المال الكافي لذلك.
إذا كان ما أصابني منذ أسبوع هو كوفيد بالفعل، سيكون ذلك محبطًا للغاية، سيتوجب عليّ أن أُصفّر العداد وأبدأ في عد الأيام من جديد! لن أحتمل ذلك.
تجلت لي حقيقة أن هذا البلد لم يعد قابلًا للعيش فيه أكثر حين كنت في الشارع منذ قليل، أكافح للمشي وسط المئات من البشر المتكدسين في مكان واحد. دعك من أن كل دقيقتين تقريبًا أجد شخصًا يخرج رأسه من نافذة الميكروباص ليسعل أو يعطس في وجهي. كيف سأبقى على قيد الحياة هنا؟ كيف سأتجنب عدوى كوفيد جديدة وأنا أعيش هنا؟ لقد أصبح السكن في هذا البلد يهدد حياتي نفسها أكثر من ذي قبل.
ليلة أمس، تحدثت مع سيدة مصرية تعيش في الإسكندرية، تعاني هي وابنتها من أعراض مشابهة لأعراضي (ضربات قلب قوية، وأوجاع في الصدر). أخبرتني أن لها عامين وهي تعاني من هذه الأعراض هي وابنتها منذ إصابتهما الأولى بكوفيد. "لو حطيتِ ايدك على صدر بنتي هاتتخضي"، أخبرتني في رسالة صوتية، مُعبّرة عن كيف أن قلب ابنتها يدق بقوة شديدة تجعل صدرها ينتفض مع كل دقة، وهو بالضبط ما يحدث معي.
إلى متي سيتجاهلنا الأطباء؟ هل سأتحمل مزيدًا من الشهور في هذا الوضع؟
لا أدري في الحقيقة.
تعليقات
إرسال تعليق