اليوم 117 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

 سأكتفي بقول إنها لم تكن ليلة جيدة.

..

..

قضيت الليلة في الصراخ ألمًا، أشعر بحريق داخل جسدي، لكن جسدي بارد من الخارج. أشعر بآلام حادة تأتي وتذهب من دون إنذار في أماكن متفرقة من جسدي. أشعر أن جزءًا من عقلي قد مات للأبد، وأنني بالكاد أدرك ما يحدث حولي. جلست أمي بجانبي على السرير وأنا أتلوى ألمًا، لا تدري ما تفعل، لن تساعدني طوارئ المستشفيات، لن يعرف أحد ما مشكلتي. لقد قالها العلماء، كوفيد طويل الأمد لا يظهر في أي اختبار معملي، ستعود اختباراتك كلها سليمة، ولأن الطبيب المصري لا يدري ولا يهتم ما هو كوفيد طويل الأمد أصلًا، فسيقول إنها نوبة فزع شديدة بعض الشيء، سيصف لك المهدئات والمنومات، وسيصرفك إلى المنزل.

لم أنم -ولم تنم أمي أيضًا- إلا ساعتين، لم أستطع الذهاب إلى العمل بالتأكيد. قضيت الليلة وجزءًا من الصباح أصرخ في أمي أن تقتلني أو أن تسمح لي بقتل نفسي، لا يبدو لي أن هناك مهربًا من هذا الألم إلا الموت.

 طلبت من شقيقتي أن تهاتف الشركة التي بدأت العمل بها منذ أسبوعين فقط، لتخبرهم أنني أريد تقديم استقالتي نظرًا لحالتي الصحية، لكنهم رفضوا وأخبروها أنه يجب أن آخد وقتي حتى أتحسن وأعود إلى العمل. لكنهم لا يعرفون أن ذلك ربما سيستغرق شهورًا طويلة، هذا إن حدث أبدًا.

 آلام الضروس ما زالت مستمرة. رعشات العضلات غير الإرادية لا زالت مستمرة. ضربات القلب القوية مستمرة. وطبعًا الـpulsatile tinnitus ما زال مستمرًا. لا تحسن في الأفق.

أخذت لتوي جرعة السرترالين اليومية، وأستعد الآن للذهاب إلى طبيبة المناعة.

وداعًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)