خمسة وعشرون شيئًا يصب اللافا على رأسه: الأول.
هنا؛ حيث تُكتَب توليفة من خمسة وعشرين شيئًا، تبيّن أن كلًا منهم يصب حمم اللافا على رأسه..رأسه؟..من هو؟..أوه لا يهم يا عزيزى، دعنا من عنونة الأشياء والأشخاص..دعنا نقرأ هذه السطور بهدف بشرى بحت؛ وهو أن تبحث عن معاناتك الشخصية فى ثنيات معاناة الآخرين..التنقيب هنا وهناك عما يصطلحون على تسميته بالـrelatibility..كم هى رائعة هذه الrelatibility أينما وُجدت..
ولكن دعنا من الإستطراد الذى صرت أجيده كثيرًا هذه الأيام..ولنستعرض معًا الشىء الأول من الأشياء الخمسة وعشرين التى تبيّن أنها تصب اللافا على رأسه:
الشىء الأول
يخشى أنه لن يتمكن من المواظبة على كتابة الأشياء التى تصب اللافا على رأسه بانتظام -كما أمره الطبيب-..يخشى أنه سيبدأ بكتابة شىء أو شيئين فى خضم حماسة الأيام الأولى..ثم سرعان ما سيتناسى الأمر برمته كعادته دائمًا..لطالما كان سيئًا فى تكوين العادات والإلتزام بها..لطالما شعر بالسخافة إزاء ما يتوجب عليه فعله بشكل تكرارى..فما يبدأ فيه اليوم، يبدو سخيفًا مبتذلًا مثيرًا للسخرية ومُغالى فيه فى اليوم التالى.
مُسبب الفكرة: أرى أن مسبب فكرة مماثلة هو خشية الفشل، أن تخشى الإخفاق إلى درجة ألا تحاول فى الأمر حتى..على قدر ما أشعر أننى أستاذة تنمية بشرية تُلقى محاضرة مبتذلة فى إحدى قاعات كلية الآداب بقولى مثل هذه الكلمات، على قدر ما أنها الأقرب إلى الحقيقة.
أرى أنه تعثر فى طريقه مرات عديدة، إلى الحد الذى جعله ينتظر العثرة القادمة فى ترقب..وكأنه يتشفّى فى نفسه(؟)
ما يشعر به على إثر الفكرة: يجعله ذلك يشعر بتجلى مبدأ أن كل شىء معدوم الهدف -بما فيه شخصه هو-..لِمَ أحاول فأفشل فأشعر بخيبة الأمل؟ لِمَ أتكبد كل هذا العناء وأصب على رأسى جامًا من المشاعر البشرية وخيبات الرجاء؟ فلأنصاع لقوى الطبيعة ولأتركها تحملنى أينما تشاء..تبدو له هذه الفكرة مريحة، فليس عليه القلق بشأن أى شىء..الطبيعة ستقلق بدلًا منه..ليس عليه التخطيط لما سيتناوله على الغداء بالغد..فالطبيعة ستطهو له الوجبة التالية..
ولا أخفى عليك عزيزى، فإن هذا المبدأ يبدو لى كأخ غير شقيق لمبدأ الإله العليم بـ/القادر على كل شىء..ليس عليك القلق بشأن مستقبلك..الإله قد خطط لك مسبقًا..الإله قد بنى لك فيلّا فى المعادى مسبقًا..الإله قد حجز لك مقعدًا فى هذه الشركة المرموقة مسبقًا..ليس عليك إلا الانصياع والطوف كالريشة فوق الرياح التى يرسلها الإله..حتى تحملك إلى مصيرك الذى اختير لك بحكمة وعلم بالغين أكبر منك ومنّا جميعًا..
ما يرتكبه على إثر الفكرة: لا شىء..فقط يستلقى على حشية سريره، ويحاول ألا يشعر بالذنب أنه تكاسل عن هذا الفعل أو ذاك..يحاول ألا يشعر بالذنب لأنه لم يواظب على إطعام سلحفاته حتى ماتت..يحاول ألا يشعر بالذنب لأنه لم يواظب على التحدث مع أبيه المصاب بالفصام..يحاول ألا يشعر بالذنب لأنه لم يواظب على استذكار دروس البرمجة..أو لأنه لم يستكمل هذه الرواية أو تلك..أو أنه لم يواظب على كتابة الخمسة وعشرين شيئًا من الأشياء التى تصب اللافا على رأسه كما أمره الطبيب.
تعليقات
إرسال تعليق