كل الشاعرية فى الملل. (2)
لكم أستكمل ما بدأت، تعلمون كيف توقفت الأحداث سابقًا..علىّ الإعتراف بكل أريحية أننى -فى أحلامى- قتلت صديقى المقرب، أوه لماذا أتيتى بمثل ذلك الجرم؟! حسنٌ، ولكم أقول، لأننى كنت أشعر بالملل..
استيقظت من نومى الهادئ، الغرفة المظلمة وسريرى الوثير..أتخلى آسفةً عن دفء سريرى وأضع قدمىّ فى الخفين بجانب الكومود..أخطو نحو الباب متعثرةً وبقايا سكرة النوم لا زالت تعبث بعقلى، فأهز رأسى يمنة ويسرة كمن يتخلص من إلحاح شيطان مزعج..
أدلف إلى ما خارج غرفتى، أصيح: "(ع)، صباح الخير، أنا صحيت"
لكنى أتوقف عن الصياح حين أرى الكابوس الذى آلت إليه حجرة المعيشة..
كانوا دستة..دستة من رجال الشرطة يحومون كالأشباح فى أرجاء المكان..يبدو المشهد كمسرحية سريالية يحكمها كل ما هو لامنطقى..تتوسط خشبة المسرح أريكة ووسادة ملطخة بالدماء..تُرى دماء من هذه؟..
وإن أرسلت الطرف إلى ركن الحجرة، فسترى الجسد المسجى على النقّالة..مسدولًا عليه قماشًا أبيض لم يفلح فى منع بقعة الدماء تلك من تلطيخ بياضه بالأحمر القانى..بالضبط عند موضع الرقبة..تُرى جسد من هذا؟
وفى الركن الآخر من الغرفة، ينزوى شبح صديقى الآخر، يهتز فى صمت على الأرض، يتأوه تارةً ثم يصمت، تنزلق قطرات من الدموع من بين يديه حينًا ثم تجف، فينتج المزيد كمصنع نشط..
تدلف إلى الغرفة فتاة جميلة قصيرة الشعر، أعرفها رغم أننى لم أرها أبدًا فى عالم الواقع..قص علىّ (ع) الكثير عنها، ورغم أننى لم أرها أبدًا، لكنى عرفت من هى..هذه (س) حبيبة (ع)..نظرة واحدة إلى وجهها وعينيها المنتفختين ووجنتيها المبتلتين، جعلتنى أستعيد أحداث الليلة الفائتة..فأتهاوى على السجاد وأعتصر رأسى بين يدىّ، أنا فعلت كل هذا..أنا تسببت فى كل هذا..هذا صنيعى أنا..هذا عبئى الخاص..
أهرع إلى المطبخ لأقبض على سكين آخر..سأنهى وجودى المثير للشفقة هذا الآن..لن أستطيع العيش مع هذا الذنب..سيتهاوى كتفىّ تحت ثقل هذا الجرم..ستنسحق عظامى وستُعتصر خلايا دماغى فى عذاب بطىء ممل..سأهرب..
لكنى -ومن جديد- أتوقف وحافة السكين الحادة توخز جلد ساعدى الأيسر، فتنزّ منه بتلات صغيرة من الدماء..
أنا لا أستحق الهرب..أنا لا أستحق الراحة..أستحق كل الذنب..أستحق أن أنوء تحت ثقل ما ارتكبت، وأن أفعل هذا طوال سنوات حياتى الباقية..هذا هو عقابى..وإن كنت أحيا فى عالم الميثولوجيا الإغريقية، فإن زيوسًا كان سيرى أن ذاك هو العقاب الأمثل..أن أعانى ببطء طوال فترة تواجدى..أن أضطر إلى التعايش مع شناعة ما ارتكبت..
أفلت السكين من يدى، فيتهاوى فوق البلاط البارد مصدرًا قرقعة معدنية..أعود إلى غرفة المعيشة فى مشية جنائزية..لقد تمت الصفقة بنجاح، وتم بيع روحى بأبخس الأسعار، فى مزادٍ أشرف عليه بعلزبول العظيم بنفسه..أنا الآن بلا روح..أنا الآن بلا روح وبلا ذرة واحدة من الشعور بالملل.
استيقظت من نومى الهادئ، الغرفة المظلمة وسريرى الوثير..أتخلى آسفةً عن دفء سريرى وأضع قدمىّ فى الخفين بجانب الكومود..أخطو نحو الباب متعثرةً وبقايا سكرة النوم لا زالت تعبث بعقلى، فأهز رأسى يمنة ويسرة كمن يتخلص من إلحاح شيطان مزعج..
أدلف إلى ما خارج غرفتى، أصيح: "(ع)، صباح الخير، أنا صحيت"
لكنى أتوقف عن الصياح حين أرى الكابوس الذى آلت إليه حجرة المعيشة..
كانوا دستة..دستة من رجال الشرطة يحومون كالأشباح فى أرجاء المكان..يبدو المشهد كمسرحية سريالية يحكمها كل ما هو لامنطقى..تتوسط خشبة المسرح أريكة ووسادة ملطخة بالدماء..تُرى دماء من هذه؟..
وإن أرسلت الطرف إلى ركن الحجرة، فسترى الجسد المسجى على النقّالة..مسدولًا عليه قماشًا أبيض لم يفلح فى منع بقعة الدماء تلك من تلطيخ بياضه بالأحمر القانى..بالضبط عند موضع الرقبة..تُرى جسد من هذا؟
وفى الركن الآخر من الغرفة، ينزوى شبح صديقى الآخر، يهتز فى صمت على الأرض، يتأوه تارةً ثم يصمت، تنزلق قطرات من الدموع من بين يديه حينًا ثم تجف، فينتج المزيد كمصنع نشط..
تدلف إلى الغرفة فتاة جميلة قصيرة الشعر، أعرفها رغم أننى لم أرها أبدًا فى عالم الواقع..قص علىّ (ع) الكثير عنها، ورغم أننى لم أرها أبدًا، لكنى عرفت من هى..هذه (س) حبيبة (ع)..نظرة واحدة إلى وجهها وعينيها المنتفختين ووجنتيها المبتلتين، جعلتنى أستعيد أحداث الليلة الفائتة..فأتهاوى على السجاد وأعتصر رأسى بين يدىّ، أنا فعلت كل هذا..أنا تسببت فى كل هذا..هذا صنيعى أنا..هذا عبئى الخاص..
أهرع إلى المطبخ لأقبض على سكين آخر..سأنهى وجودى المثير للشفقة هذا الآن..لن أستطيع العيش مع هذا الذنب..سيتهاوى كتفىّ تحت ثقل هذا الجرم..ستنسحق عظامى وستُعتصر خلايا دماغى فى عذاب بطىء ممل..سأهرب..
لكنى -ومن جديد- أتوقف وحافة السكين الحادة توخز جلد ساعدى الأيسر، فتنزّ منه بتلات صغيرة من الدماء..
أنا لا أستحق الهرب..أنا لا أستحق الراحة..أستحق كل الذنب..أستحق أن أنوء تحت ثقل ما ارتكبت، وأن أفعل هذا طوال سنوات حياتى الباقية..هذا هو عقابى..وإن كنت أحيا فى عالم الميثولوجيا الإغريقية، فإن زيوسًا كان سيرى أن ذاك هو العقاب الأمثل..أن أعانى ببطء طوال فترة تواجدى..أن أضطر إلى التعايش مع شناعة ما ارتكبت..
أفلت السكين من يدى، فيتهاوى فوق البلاط البارد مصدرًا قرقعة معدنية..أعود إلى غرفة المعيشة فى مشية جنائزية..لقد تمت الصفقة بنجاح، وتم بيع روحى بأبخس الأسعار، فى مزادٍ أشرف عليه بعلزبول العظيم بنفسه..أنا الآن بلا روح..أنا الآن بلا روح وبلا ذرة واحدة من الشعور بالملل.
تعليقات
إرسال تعليق