كل الشاعرية فى الملل. (1)
لا زالت تلك الرغبة الملحّة فى إنهاء وجودى تزحف ببطء تحت جلدى..تطرق أبواب مخيلتى فيفيض عقلى بكل السيناريوهات التى من الممكن أن تحدث ومن شأنها إنهاء وجودى..
فكرت مؤخرًا فى استعمال مُسدس أبى القديم..ذلك الشىء الذى يصر أبى على تلقيبه بال"طبنجة"..أعرف كيف أستعمله، فقد علّمنى ذلك منذ كنت طفلة..وأظننى سأتذكر..
لكنى -بعد- لم أجد الشجاعة الكافية للقيام بالأمر..لا أجد الشجاعة الكافية لقطع شريط الفيلم ها هنا والإكتفاء بما فات..لعرض كلمة "النهاية" على الشاشة..
ظننت أن الخروج من المنزل والتجول فى الشوارع بلا هدف من شأنه تحسين الأمر..فتنطفئ تلك الرغبة الملحة رويدًا..ظننت أن الحل متمثل فى أن أقابل أناسًا جُددًا..ألتمس لديهم عقلانيتى -أو ما تبقى منها-..أن أضيف دماءً جديدة إلى حياتى..أن أستمع إليهم وأن أسرد عليهم بعضًا مما يعتمل بداخلى..بَيد أننى كنت أشغل عقلى لا أكثر..وما أن نفترق وأعود وحيدة من جديد، حتى تعود تلك الرغبة الملحة إلىّ من فورها، تطرق كل أبوابى بقبضة من فولاذ جيد الصنع..
أتذكر حين جاءنى ذلك الحلم، ذلك الذى قتلت فيه صديقى المقرب..قتلته لأغرب سبب ممكن: كنت أشعر بالملل!
أتذكر أنه كان نائمًا فى منزلى على تلك الأريكة..أتذكر أننى كنت على وشك قتل نفسى وإنهاء الأمر برمته..كم وددت أن ينتهى كل ذلك الملل فأستريح إلى الأبد..
قبضت بيدى على سكين المطبخ وكنت على وشك أن أذبح معصمى الأيسر..فتنفلت الشرايين من بعضها وأنزف حتى الموت..وفى الصباح يجدون جسدى الممدد على أرضية المطبخ وسط بركة صغيرة من السائل الأحمر الصدئ، فيبكوننى قليلًا ثم ينسون الأمر برمته بعد بضعة شهور..
لكنى توقفت قبل أن أفعلها..توقفت وحافة السكين الحادة تنغز جلد معصمى الأيسر..لم أملك الشجاعة الكافية لفعلها..
لكننى لو لم أفعلها، لو لم أنه وجودى الآن..فسأموت من فرط الملل..فماذا يتوجب علىّ أن أفعل لتحطيم الملل؟..وددت لو كان -الملل- طاقمًا من الخزفيات الصينية فأهشمه كله دفعة واحدة..لكنه لم يكن..
نظرت بطرف جانبى إلى (ع)..الجسد الممدد بلا حراك على الأريكة إلا من حركة الصدر إذ يتحرك إلى الأعلى ثم إلى الأسفل..تلك الحركة الطفيفة هى ما تفصل صاحبها عن الموت..هى ما تعطيه تميزًا عن الأموات..هى ما تبقيه فى عالم الضوء..
ثم كوميض البرق، يتراءى لى ما يتوجب علىّ فعله للتخلص من مصيرى الممل..سوف أقتل صديقى..نعم، سوف أفعلها على سبيل التغيير..
أتوجه إليه، وفى قبضتى سكين المطبخ..أحدج وجهه بنظرة أخيرة، كم يبدو مطمئنًا وآمنًا فى نومه..أعتذر له اعتذارًا صامتًا لما أنا على وشك فعله..ثم بسرعة أمرر السكين فوق رقبته..فتنزلق رأسه فوق الوسادة بلا حياة، مُصدرة صوتًا مكتومًا، ثم تتفجر الدماء بلا أية نية فى التوقف..لم يستيقظ لحسن الحظ..ولن يستيقظ مرة أخرى..
لقد توقفت حركة الصدر الطفيفة التى كانت موضع تَميّزه..
هنا، أدركت ما فعلته للتو..لقد ارتكبت شيئًا لا رجعة فيه..لا يمكننى ضغط زر الundo كما أفعل حين أفسد شيئًا فى رسومى على برنامج الإليستريتور..لا رجعة..لا يمكن استعادة ما فُقد..ولا يمكن إلغاء ما تم..وقد أثار هذا العجز كل حنقى..
لقد تحول (ع) إلى أضحية لى..انتهى وجوده حتى لا ينتهى وجودى..وإنه من المضحك بالنسبة لى أن يستحق ذلك الوجود الممل خاصتى تلك التضحية..
تركت جسده الهامد والوسادة المبللة بدمائه..وذهبت لأنام..كنت متعبة وقد بدأت تراودنى مشاعر الذنب..فارتأى لى أن أنام وسأستيقظ لأجد كل شىء على ما يرام..سياسة (اقفل الراوتر وافتحه تانى)..سأستيقظ فى الصباح لأجد (ع) لا زال هنا..ينبض جسده بدماء الحياة..يُعد الإفطار أو يشاهد التلفاز أو يسخر من الموسيقى التى أكتبها..نعم نعم..
فكرت مؤخرًا فى استعمال مُسدس أبى القديم..ذلك الشىء الذى يصر أبى على تلقيبه بال"طبنجة"..أعرف كيف أستعمله، فقد علّمنى ذلك منذ كنت طفلة..وأظننى سأتذكر..
لكنى -بعد- لم أجد الشجاعة الكافية للقيام بالأمر..لا أجد الشجاعة الكافية لقطع شريط الفيلم ها هنا والإكتفاء بما فات..لعرض كلمة "النهاية" على الشاشة..
ظننت أن الخروج من المنزل والتجول فى الشوارع بلا هدف من شأنه تحسين الأمر..فتنطفئ تلك الرغبة الملحة رويدًا..ظننت أن الحل متمثل فى أن أقابل أناسًا جُددًا..ألتمس لديهم عقلانيتى -أو ما تبقى منها-..أن أضيف دماءً جديدة إلى حياتى..أن أستمع إليهم وأن أسرد عليهم بعضًا مما يعتمل بداخلى..بَيد أننى كنت أشغل عقلى لا أكثر..وما أن نفترق وأعود وحيدة من جديد، حتى تعود تلك الرغبة الملحة إلىّ من فورها، تطرق كل أبوابى بقبضة من فولاذ جيد الصنع..
أتذكر حين جاءنى ذلك الحلم، ذلك الذى قتلت فيه صديقى المقرب..قتلته لأغرب سبب ممكن: كنت أشعر بالملل!
أتذكر أنه كان نائمًا فى منزلى على تلك الأريكة..أتذكر أننى كنت على وشك قتل نفسى وإنهاء الأمر برمته..كم وددت أن ينتهى كل ذلك الملل فأستريح إلى الأبد..
قبضت بيدى على سكين المطبخ وكنت على وشك أن أذبح معصمى الأيسر..فتنفلت الشرايين من بعضها وأنزف حتى الموت..وفى الصباح يجدون جسدى الممدد على أرضية المطبخ وسط بركة صغيرة من السائل الأحمر الصدئ، فيبكوننى قليلًا ثم ينسون الأمر برمته بعد بضعة شهور..
لكنى توقفت قبل أن أفعلها..توقفت وحافة السكين الحادة تنغز جلد معصمى الأيسر..لم أملك الشجاعة الكافية لفعلها..
لكننى لو لم أفعلها، لو لم أنه وجودى الآن..فسأموت من فرط الملل..فماذا يتوجب علىّ أن أفعل لتحطيم الملل؟..وددت لو كان -الملل- طاقمًا من الخزفيات الصينية فأهشمه كله دفعة واحدة..لكنه لم يكن..
نظرت بطرف جانبى إلى (ع)..الجسد الممدد بلا حراك على الأريكة إلا من حركة الصدر إذ يتحرك إلى الأعلى ثم إلى الأسفل..تلك الحركة الطفيفة هى ما تفصل صاحبها عن الموت..هى ما تعطيه تميزًا عن الأموات..هى ما تبقيه فى عالم الضوء..
ثم كوميض البرق، يتراءى لى ما يتوجب علىّ فعله للتخلص من مصيرى الممل..سوف أقتل صديقى..نعم، سوف أفعلها على سبيل التغيير..
أتوجه إليه، وفى قبضتى سكين المطبخ..أحدج وجهه بنظرة أخيرة، كم يبدو مطمئنًا وآمنًا فى نومه..أعتذر له اعتذارًا صامتًا لما أنا على وشك فعله..ثم بسرعة أمرر السكين فوق رقبته..فتنزلق رأسه فوق الوسادة بلا حياة، مُصدرة صوتًا مكتومًا، ثم تتفجر الدماء بلا أية نية فى التوقف..لم يستيقظ لحسن الحظ..ولن يستيقظ مرة أخرى..
لقد توقفت حركة الصدر الطفيفة التى كانت موضع تَميّزه..
هنا، أدركت ما فعلته للتو..لقد ارتكبت شيئًا لا رجعة فيه..لا يمكننى ضغط زر الundo كما أفعل حين أفسد شيئًا فى رسومى على برنامج الإليستريتور..لا رجعة..لا يمكن استعادة ما فُقد..ولا يمكن إلغاء ما تم..وقد أثار هذا العجز كل حنقى..
لقد تحول (ع) إلى أضحية لى..انتهى وجوده حتى لا ينتهى وجودى..وإنه من المضحك بالنسبة لى أن يستحق ذلك الوجود الممل خاصتى تلك التضحية..
تركت جسده الهامد والوسادة المبللة بدمائه..وذهبت لأنام..كنت متعبة وقد بدأت تراودنى مشاعر الذنب..فارتأى لى أن أنام وسأستيقظ لأجد كل شىء على ما يرام..سياسة (اقفل الراوتر وافتحه تانى)..سأستيقظ فى الصباح لأجد (ع) لا زال هنا..ينبض جسده بدماء الحياة..يُعد الإفطار أو يشاهد التلفاز أو يسخر من الموسيقى التى أكتبها..نعم نعم..
تعليقات
إرسال تعليق