تانك العينان.
آمم
لقد عادت إلى التفكير من جديد، بعد أن كادت تجزم أنها حصلت على بعض الحقيقة، أنها على الطريق الصحيح، أنها استطاعت أن تضع خطًا فاصلًا بين بعض الحقيقة وبين القصص التى يسردها الناس على بعضهم للتخفيف من آلام وجودهم، لإقناع أنفسهم أن هناك ما هو أفضل، ينتظرهم فى مكان آخر، فى حياة أخرى عليها ستار أحمر مسدول..أن هناك مغزىً ما وراء كل هذا..مما يعطيهم شعورًا ثمينًا دافئًا بالأهمية..
ظللت أنا أراقبها، من ركن قصى تارة، وتارة من قريب..لكنى أعدك أننى لم أتدخل أبدًا، تركتها لتتبع أفكارها الخاصة، وأكملت أنا بحثى الخاص..
هى لم تكن تؤمن كثيرًا بالمنهاج العلمى، كانت تؤمن أكثر بأن على المرء إتباع قلبه، فإن استطاعت أن تشعر بالشىء يدق أبواب قلبها، إذن فهذا كافِ جدًا بالنسبة إليها لتدرك أن الشىء حقيقى..
وكانت هذه الفكرة تبدو لى فى قمة جبال السذاجة - لو كان لها جبالًا-..كنت أرى أنها فكرة نابعة من بقايا إيمانها القديم..أن عقولنا و"قلوبنا" تم صنعها بواسطة الشىء..وهى كانت تحاول جاهدة أن تفتش عن الشىء فى قلبها..لفكرةٍ فى عقلها أن قلبها المصنوع مصيره إلى إيجاد صانعه..
مما يضعها فى مفارقة بشعة لا تُحسد عليها.
ثم...حدث الأمر فجأة بدون تفسير، لقد عاد إيمانها المفقود بطريقة ما لم أستطع أن أفهمها أبدًا.. فقط أخبرتنى أن هذا ما أملاه عليها قلبها، وإن قلبها يعرف أفضل..
مما بدا لى طفوليًا مضحكًا..هى لم تبحث مثلما بحثت أنا، لم تقرأ وتفتش عنه فى العلوم المختلفة مثلما فعلت أنا، لم تبك كل ليلة حين اهتدت إلى أن فرصة وجوده شحيحة جدًا مثلما بكيت أنا..
فقط استمعت إلى مشاعرها، التفاعلات الكيميائية الساذجه التى تدور بلا توقف فى رأسها، الوهم الذى تصر هى على تسميته بـ"القلب".
انطلقنا معًا من نفس الفكرة، سلكنا طريقين مختلفين، أحدهما أدى إلى مآل، والآخر أدى إلى مآل مختلف أيما الإختلاف..
لكنى والحق يقال، لم ألحظ أبدًا تلك الدمية هناك على ركن سريرها..تبدو جديدة محتفظة بلمعانها، سأتفحصها عن قرب..
ملمس الفراء سحرى، أستطيع أن أرى الرتوق والخيوط التى تدل على يد مهتزه غير ثابتة،مما أخبرنى أنها هى من صنعت هذا الشىء..
و..العينان..تانك العينان الضيقتان..
أنتفض وألقى الشىء من يدى ليستقر على السرير حيث كان، يستقر جالسًا ينظر إلىّ بحدقتيه السوداوتين ويبتسم بشبح ابتسامة بركن فمه..تانك العينان
تهتز أعماقى برعب نفسى لن أقدر على تفسيره بعد..
أنتفض وأعصف بنفسى خارج غرفتها صارخةً لطلب النجدة..أمد يدىّ أمام وجهى فى محاولة أخيرة مضحكة للإحتماء..
لأسمع الصوت فى عقلى، يُحدثنى من كل مكان ولا مكان فأتصلب حيث كنت كالمصعوقين وتتجمد دمائى،حتى لترى شرايين معصمى وقد أوشكت على التفتت من الجفاف..
رخيمًا واضحًا: "أوه أهذا أنتِ؟، هل سبق أن رأيتى عينيّ الـ...."
"و..نجنا من الشرير"
لقد عادت إلى التفكير من جديد، بعد أن كادت تجزم أنها حصلت على بعض الحقيقة، أنها على الطريق الصحيح، أنها استطاعت أن تضع خطًا فاصلًا بين بعض الحقيقة وبين القصص التى يسردها الناس على بعضهم للتخفيف من آلام وجودهم، لإقناع أنفسهم أن هناك ما هو أفضل، ينتظرهم فى مكان آخر، فى حياة أخرى عليها ستار أحمر مسدول..أن هناك مغزىً ما وراء كل هذا..مما يعطيهم شعورًا ثمينًا دافئًا بالأهمية..
ظللت أنا أراقبها، من ركن قصى تارة، وتارة من قريب..لكنى أعدك أننى لم أتدخل أبدًا، تركتها لتتبع أفكارها الخاصة، وأكملت أنا بحثى الخاص..
هى لم تكن تؤمن كثيرًا بالمنهاج العلمى، كانت تؤمن أكثر بأن على المرء إتباع قلبه، فإن استطاعت أن تشعر بالشىء يدق أبواب قلبها، إذن فهذا كافِ جدًا بالنسبة إليها لتدرك أن الشىء حقيقى..
وكانت هذه الفكرة تبدو لى فى قمة جبال السذاجة - لو كان لها جبالًا-..كنت أرى أنها فكرة نابعة من بقايا إيمانها القديم..أن عقولنا و"قلوبنا" تم صنعها بواسطة الشىء..وهى كانت تحاول جاهدة أن تفتش عن الشىء فى قلبها..لفكرةٍ فى عقلها أن قلبها المصنوع مصيره إلى إيجاد صانعه..
مما يضعها فى مفارقة بشعة لا تُحسد عليها.
ثم...حدث الأمر فجأة بدون تفسير، لقد عاد إيمانها المفقود بطريقة ما لم أستطع أن أفهمها أبدًا.. فقط أخبرتنى أن هذا ما أملاه عليها قلبها، وإن قلبها يعرف أفضل..
مما بدا لى طفوليًا مضحكًا..هى لم تبحث مثلما بحثت أنا، لم تقرأ وتفتش عنه فى العلوم المختلفة مثلما فعلت أنا، لم تبك كل ليلة حين اهتدت إلى أن فرصة وجوده شحيحة جدًا مثلما بكيت أنا..
فقط استمعت إلى مشاعرها، التفاعلات الكيميائية الساذجه التى تدور بلا توقف فى رأسها، الوهم الذى تصر هى على تسميته بـ"القلب".
انطلقنا معًا من نفس الفكرة، سلكنا طريقين مختلفين، أحدهما أدى إلى مآل، والآخر أدى إلى مآل مختلف أيما الإختلاف..
لكنى والحق يقال، لم ألحظ أبدًا تلك الدمية هناك على ركن سريرها..تبدو جديدة محتفظة بلمعانها، سأتفحصها عن قرب..
ملمس الفراء سحرى، أستطيع أن أرى الرتوق والخيوط التى تدل على يد مهتزه غير ثابتة،مما أخبرنى أنها هى من صنعت هذا الشىء..
و..العينان..تانك العينان الضيقتان..
أنتفض وألقى الشىء من يدى ليستقر على السرير حيث كان، يستقر جالسًا ينظر إلىّ بحدقتيه السوداوتين ويبتسم بشبح ابتسامة بركن فمه..تانك العينان
تهتز أعماقى برعب نفسى لن أقدر على تفسيره بعد..
أنتفض وأعصف بنفسى خارج غرفتها صارخةً لطلب النجدة..أمد يدىّ أمام وجهى فى محاولة أخيرة مضحكة للإحتماء..
لأسمع الصوت فى عقلى، يُحدثنى من كل مكان ولا مكان فأتصلب حيث كنت كالمصعوقين وتتجمد دمائى،حتى لترى شرايين معصمى وقد أوشكت على التفتت من الجفاف..
رخيمًا واضحًا: "أوه أهذا أنتِ؟، هل سبق أن رأيتى عينيّ الـ...."
"و..نجنا من الشرير"
تعليقات
إرسال تعليق