لا أدري..

 أفكر منذ الأمس في زينب، زميلتي في المدرسة التي توفت في السابعة عشر من عمرها بالسرطان. أفكر في كل الأشياء التي لم يتسن لها القيام بها. أتذكر وجهها الصغير وصوتها الهادئ. أحاول تخيل لحظاتها الأخيرة، تساعدني في ذلك رواية أمها. حين ذهبت لزيارة أمها بعد الوفاة، قالت إن زينب ماتت في المنزل على سريرها، وأن الورم كان قد بلغ من الحجم بقدر ما جعله يخرج من بطنها، وأن شعرها كان متشابكًا ملبدًا قبل موتها، وأنها تمنت أن يفك الرب هذا التشابك بعد موتها بمعجزة من معجزاته، لكنه لم يفعل، ظل شعرها ملبدًا كما هو. ربما لو كان الرب قد حل تشابك شعرها بعد موتها، لشعرت الأم ببعض العزاء، كما لو أن الرب يعزيها ويخبرها إن ابنتها في مكان أفضل بجواره، وأنه ليس عليها أن تقلق بعد الآن. لكنه لم يفعل. ذهبت زينب إلى القبر بشعر ملبد، ووجه متعب، وسبعة عشر ربيعًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من القطط والبشر.

مُولي.

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (2)