المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2019

but that's just me blabbing

مرت بضعةُ شهورٍ يا صديقى .. تظاهرت فى أداءٍ تمثيلىّ مضحك جديرٍ بممثلة مسرحية فى عهد روسيا الشيوعية بأننى قد نسيت الأمر برمّته، وأؤكد لك أن أولئك الممثلات كُنَّ فظيعات إن أردت رأيى. لكن يؤسفنى القول أنه فى لحظة ما، سقطت الأزياء المصنوعة من قماش الكتان الباهت، ونسيت النصَّ رديء الجودة الذى كتبه لى مؤلف المسرحية الذى يتقاضى رغيفَ خبزٍ جافٍ مُسوَّس مقابل كل فصل، فوقفت على خشبة المسرح من دون زىِّ ومن دون نص..  تعرف أننى قد تركت نفسى لتتعلق بك كما اعتدت أن أفعل دومًا..وكذلك تعرف أن جذر المشكلة يكمن فى أننا ضدّان فى هذه النقطة بالذات..فأنت فى غالب الأمر -إن لم يخنّى حدسى السيكولوجى المتواضع- تعانى من اضطراب الشخصية الحديّة، أما أنا فأتعلق بالأشخاص أكثر من اللازم..أنت تمتطى عربة رولر كوستر فيما يتعلق بعلاقاتك مع الآخرين، فتارةً تتعلق بالأشخاص وتارةً تمقت أحشاءهم، وأنا أتعلق بالأشخاص فقط.. تمنيت لو أخبرتك أنه لا بأس، فلتنس الأمر برمّته ودعنا نتسكع مجددًا فقد افتقدتك فى النهاية، وإن زيارات المكتبة تشقّ علىَّ وحدى ، وأنهم قد أضافوا كتابين آخرين لسعيد اللاوندى مؤخرًا، هل تصدق هذا؟، وأن علي...

كاسندرا.

كانت شقيقتى فتاة بنجلاديشية رائعة الجمال فى الثانية عشر من عمرها، تعرف تلك الوجوه المميزه للنساء البنجلاديشيات، الوجوه التى صُنعت لتكون أغلفةً للمجلات، حدقات العيون ذات درجات اللون الغير مألوفة، والتى نتجت من جينات صفات متنحية بالتأكيد، البشرة البرونزية اللامعة والشعر المنسدل مع بعض التموجات من هنا لهناك، ومنابت الشعر الصغير الذى لا يكبر أبدًا تلك التى تنمو على مقدمة الرأس أعلى الجبهة.  كنت كلما وقع عليها بصرى أتساءل؛ أيعقل أن تكون هذه شقيقتى؟ هذا الشىء المتكامل؟ تقاسيم الوجه المثالية بمفاهيم البشر، الجسد البرونزى والحاجبان الأشعثان بشكل مثالي، حتى ليخيل إليك أن الحاجبين قد وجدا ليصيرا مشعثين، وأى محاولات لتشذيبهما فهى تحصيل حاصل عديم الجدوى. كم من الوقت مرّ وأنا أشاهدها تلقى حتفها كل يوم؟ لا أدرى، لكنى علقت فى ثقب زمنى ما من ثقوب فيزياء الكم اللعينة تلك، والتى لا أعرف عنها الكثير، فصرت أرى أحداث مقتل شقيقتى كل يوم، لا أكتفى بأن أراها بل إننى أكون جزءً منها..  أرى صينية البيتزا المنزلية التى صنعتها أمى، يبدو الجبن الموزاريللا لذيذًا وهو يلمع تحت إضاءة الغرفة الخافتة، أخبره...

Life is elsewhere.

يروّعنى دومًا ما نشعر به إزاء الرفض و التجاهل..فلتنظر لهذا الآن، فقد مرت على الإنسان الحديث قرون وقرون ولا زالت كبرياؤنا سمينة ومتخمة، تجلس على عرش سماوى مزدان بكل الجواهر فى خزائن سليمان، تصرخ "أطعمنى المزيد المزيد المزيد" ولا تختم طلبها هذا بـ"من فضلك" كيفما تحتّم آداب فرسان المائدة المستديرة. كنت نصف نائمةً-نصف أقرأ فى كتاب بينما يتحدث ذلك الرجل أمام السبورة عن أنظمة التحكم. أقرأ عن ياروميل الشاعر الذى أسمته أمه ياروميلًا تيمنًا بأبوللو إله الشعر والموسيقى فى الأساطير الإغريقية، فلفظة ياروميل هى أقرب شىء إلى كلمة أبوللو فى اللغة التشيكية..كانت غرفتها -الأم- تأوى تمثالًا رخاميًا لأبوللو، وقد كانت تتمنى لو أنه صار رجلًا من لحم ودم، وتمنت كذلك لو أنها حملت منه هو، لا من أبى ياروميل الذى كان يمقت التمثال مقتًا آثمًا. أدلى الرجل أمام السبورة بدلوه، فتهيأت للمغادرة، وقبلها كتابة اسمى فيما يطلقون عليه "كشف الحضور" أو ما يعادله.. لم أستطع أن أرى الكشف فى أى مكان مرئى، سرت حتى باب المدرج باحثًة بعينىّ فلم أجده كذلك، وبالطبع -كأى شخص مصاب بمرض اجتماعى- لم أرغ...

نشيد اللا دولة.

-أستيقظ فى جزع لأرمق عقارب الساعة الفسفورية بجانب سريرى .. إنها العاشرة صباحًا .. حمدًا لكريشنا ها ها. -أقفز بداخل بنطال أسود، وأحتفظ بالكنزة الصوفية السوداء التى قضيت ليلتى نائمةً فيها .. لا أظن أن الملابس لديها شاشات هولوجرامية تُعرض عليها عدد الساعات التى التصقت فيها بأجساد مرتديها، وهل قضى مرتدوها الليلة فيها أم استبدلوها بملابس النوم قبل اعادة ارتدائها فى الصباح .. عوضًا عن ذلك فإن أحدًا لن يكترث لنظافتى الشخصية. -أبتلع بضعة قضمات من الشطيرة التى صنعتها أمى على مضض بينما أرتشف القهوة.  -أرمق وجهى فى المرآة، ذلك الوجه الطفولى الذى أمقته .. أضع القليل من أحمر الشفاة فلا يفلح ذلك إلا فى اضفاء لمسة أخرى من عدم النضج عليه .. لا مشكلة، أفضل من الظهور كمريضة فقر دم بشفاة بيضاء كالورقة ووجه شاحب. -أهز رأسى فى ملل بينما يحاول  الرجل فى مقعد الأتوبيس المجاور التقرب من جسدى، ألا يملّون أبدًا؟ -أدفع فى لطف ذلك الرجل صاحب العمامة، الذى ظننى لقمة سائغة فاقتحم طابور شباك تذاكر المترو ليقف أمامى، قائلةً بطريقتى المهذبة التى أمقتها: "معذرة سيدى، قف فى الطابور من فضلك" ويبدو أ...

7:30 (2)

كندا، وقد جُرِدَت من معادنها وبترولها القذر. جُرِدَت من أشجارها ومياهها. شىء متهاوٍ يُرثى له، يغرق فى وعاء كبير، مُغطى بالنمل. والمحيط لا يكترث لأنه يعرف أنه -هو الآخر- يحتضر.