رأسٌ ودماء.
جلسات الارائك الخشبية دوما ما كانت تستهويك، صلابة الخشب المطمئنة خلف ظهرك، ونسمات الهواء الباردة تأتى من حين لآخر لتلهب رقبتك وكل ما هو مكشوف من جسدك، ربما لا يقطعها سوى أنك دوما ما تتصور أنك تلقى حتفك كلما جلست على أريكة خشبية. تأتيك صورة كاملة الأوصاف والتفاصيل فى خيالك، ترى فيها حجرًا أسمنتيًا ضخمًا يسقط من علٍ، ربما أسقطه أحد عاملى البناء عن غير عمد، فيصير يشق الهواء من فوقك، ولا يدرك أحد شيئًا وإلا وهو يسقط فوق رأسك.
لا تصرخ ولا تحاول حماية رأسك بأى شكل، تترك الحجر ليسقط فوق رأسك المنحني، فيقتلعه من فوق رقبتك ويهشم جمجمتك من تحته، فتلتحم التحامًا أخيرًا؛ بالأسفلت من ناحية وبالحجر من ناحية أخرى. جسدك عديم الرأس لا زال يجلس على الأريكة لا يلوى على شىء، لم يدرك بعد غياب الرأس، لازال محافظًا على وضعه معتدلًا فوق الأريكة، واليد اليمنى على الركبة اليمنى، والساق اليمنى فوق الساق اليسرى..
أما عن رأسك ، فهو لا يزال ينسحق تحت وزن الحجر، يلتحم مع التراب والأوساخ والبلاط الرخامى، تشعر بالحجر إذ يسحق رأسك، وكأنه سكين ينغرس فى قالب زبد
جيف مانجام لا زال يصدح فى سماعات أذنيك -اللتان لم تعودا فى أذنيك-: "ويوم ما سوف نموت، وسوف يتطاير رماد أجسادنا من الطائرة فوق البحر"
تنفذ بعض قطرات دمائك إلى ما أسفل بلاط الفناء، تنفذ نحو الأرض وتذوب وتمتزج وسط حبيبات التربة، تستطيع ان ترى إلى أين تذهب كل قطرة متساقطة، كأن لك ألف عين وعين، وكل واحدة ترى شيئًا مختلفًا، لم تشعر بشىء كهذا من قبل. ترى بيتًا للنمل حيث استقرت واحدة من قطرات دمائك، وترى فراغًا من حبيبات التربة حيث استقرت قطرة أخرى، قد صارت لك عين فى كل قطرة دماء..
تشاهد كل هذا فى انبهار وبفم شبه مفتوح..اوه معذرة أنت لم تعد تمتلك واحدًا..وتصير تتساءل، "لماذا لم أحاول اقتلاع رأسى أبدًا من قبل؟ لماذا أضعت كل هاته السنوات برأس مستقر فوق كتفين، وأضعت على نفسى كل هذه المتعة؟..ألا أستحق قليلًا من المتعة؟"
أظن مرد ذلك إلى أنك لطالما كنت شخصًا مملًا، لذا فأظنك قد عوقبت على مللك هذا بالعيش برأس سليم فوق كتفين طوال هذه السنوات، وحين آلت سنوات عقوبتك إلى الانتهاء، جاء الحجر العزيز فكان بمثابة شارون للموتى فى نهر ستيكس، أو هرقل لبروموثيوس حين جاء منقذًا له من بين براثن الرخ الذى كان يمزق ويلتهم كبده -بروموثيوس- كل صباح، قبل أن ينمو له كبد جديد في الليل.
إذن فهكذا تبدو الحياة الأخرى، انت تحيا بقدر بقاياك العضوية، همم ليس سيئًا أبدًا..
فليبلغ أحدكم الاخوة النورديين أحفاد الفايكينجز أننا وجدنا الفالهالا خاصتهم.
لا تصرخ ولا تحاول حماية رأسك بأى شكل، تترك الحجر ليسقط فوق رأسك المنحني، فيقتلعه من فوق رقبتك ويهشم جمجمتك من تحته، فتلتحم التحامًا أخيرًا؛ بالأسفلت من ناحية وبالحجر من ناحية أخرى. جسدك عديم الرأس لا زال يجلس على الأريكة لا يلوى على شىء، لم يدرك بعد غياب الرأس، لازال محافظًا على وضعه معتدلًا فوق الأريكة، واليد اليمنى على الركبة اليمنى، والساق اليمنى فوق الساق اليسرى..
أما عن رأسك ، فهو لا يزال ينسحق تحت وزن الحجر، يلتحم مع التراب والأوساخ والبلاط الرخامى، تشعر بالحجر إذ يسحق رأسك، وكأنه سكين ينغرس فى قالب زبد
جيف مانجام لا زال يصدح فى سماعات أذنيك -اللتان لم تعودا فى أذنيك-: "ويوم ما سوف نموت، وسوف يتطاير رماد أجسادنا من الطائرة فوق البحر"
تنفذ بعض قطرات دمائك إلى ما أسفل بلاط الفناء، تنفذ نحو الأرض وتذوب وتمتزج وسط حبيبات التربة، تستطيع ان ترى إلى أين تذهب كل قطرة متساقطة، كأن لك ألف عين وعين، وكل واحدة ترى شيئًا مختلفًا، لم تشعر بشىء كهذا من قبل. ترى بيتًا للنمل حيث استقرت واحدة من قطرات دمائك، وترى فراغًا من حبيبات التربة حيث استقرت قطرة أخرى، قد صارت لك عين فى كل قطرة دماء..
تشاهد كل هذا فى انبهار وبفم شبه مفتوح..اوه معذرة أنت لم تعد تمتلك واحدًا..وتصير تتساءل، "لماذا لم أحاول اقتلاع رأسى أبدًا من قبل؟ لماذا أضعت كل هاته السنوات برأس مستقر فوق كتفين، وأضعت على نفسى كل هذه المتعة؟..ألا أستحق قليلًا من المتعة؟"
أظن مرد ذلك إلى أنك لطالما كنت شخصًا مملًا، لذا فأظنك قد عوقبت على مللك هذا بالعيش برأس سليم فوق كتفين طوال هذه السنوات، وحين آلت سنوات عقوبتك إلى الانتهاء، جاء الحجر العزيز فكان بمثابة شارون للموتى فى نهر ستيكس، أو هرقل لبروموثيوس حين جاء منقذًا له من بين براثن الرخ الذى كان يمزق ويلتهم كبده -بروموثيوس- كل صباح، قبل أن ينمو له كبد جديد في الليل.
إذن فهكذا تبدو الحياة الأخرى، انت تحيا بقدر بقاياك العضوية، همم ليس سيئًا أبدًا..
فليبلغ أحدكم الاخوة النورديين أحفاد الفايكينجز أننا وجدنا الفالهالا خاصتهم.
تعليقات
إرسال تعليق