أنا مصابة بداء عدم التذكر. آه وداء الملل أيضًا.. لم أعد أذكر أكثر لحظاتى أيقونيةً بعد الآن..أوقات مراهقتى التى كان من المفترض بها أن تكون الذكريات الأكثر قوة وعنفوانًا، أن تكون محفوظة فى صناديق ذهبية، طافيةً على السطح..ليست إلا بضعة أوراق فى صناديق خشبية رثة تختبئ على استحياء فى أحد أركان عقلى. من حين لآخر، تطرق أبواب عقلى -بشكل مفاجئ- ذكرى قديمة من مراهقتى كنت قد نسيتها..تمكنت -بشكل ما- من الفرار من صندوقها الخشبى والإتصال بى بشكل مباشر..فيمزقنى نحوها الشجن والنوستالجيا وكل المشاعر التى قد صرت أمقتها..كل ما يجعلنا -نحن البشر- ضعفاء وهشّين..كل ما يجعلنا بشرًا.. تذكرت اليوم أوقاتى مع صديقتىّ القديمتين فى المدرسة الثانوية..كنا فى الخامسة عشر..أنظر الآن إلى الأمر لأرى أننى لم أكن أفهم بعد كيف تنشأ العلاقة الإنسانية المدعوة "صداقة" كما يجب..لم أكن أفهم الطقوس المجتمعية التى تتوجب على المشاركين فى هذه العلاقة لممارستها بشكل "صحيح".. كان الأمر بالنسبة لى هو: شخص أشعر معه ببعض الراحة..لدينا بضعة قواسم مشتركة فنستطيع تبادل أطراف الحديث..أشعر نحوه ببعض الحب(؟) ربما..لا...