المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2022

اليوم 121 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

  مرحبًا. ذهبت ليلة أمس إلى طبيب القلب بدلًا من طبيب المخ والأعصاب. شعرت أن مشكلة الأعصاب تلك تستطيع أن تنتظر قليلًا (وأيضًا سيكلفني الكشف 700 جنيهًا بالأسعار الجديدة). أعني، إنه من المزعج بالتأكيد أن ترتعش عضلات جسدك بأكمله وتتحرك من دون أن ترسل لها إشارات عصبية لتفعل ذلك، أو أن تشعر بسكاكين تخترق جسدك، وسخونية بداخل ذراعيك، لكن السيد Thor الذي يقيم حفلة طوال اليوم بمطرقته في صدري أكثر إزعاجًا بصراحة. لذا، فقد قمت باختيار الذهاب إلى طبيب القلب ذاك. ذهبت مع أمي إلى تلك العيادة بجوار المعهد القومي للقلب، تقول اللافتة إن الطبيب عضو في جمعيات عدة، والمستشار الطبي لوزارة العدل (لا أدري ما يعنيه هذا حتى، ولكنه مهم)، كما أن طبيبة المناعة هي التي رشحته لي، وأنا أثق في رأي تلك المرأة. كانت العيادة مزدحمة، انتظرت ساعتين تقريبًا حتى دخلت إلى الطبيب. وقد كان الرجل لطيفًا في الحقيقة، استمع إلى كل الأعراض التي أشكو منها، أخبرته عن كل الأدوية التي أخذتها، وكيف أنني لم أتحسن أبدًا بعد آخر إصابة بكوفيد، ضعف العضلات، الرعشات، آلام الصدر، ضربات القلب القوية، نوبات ضيق التنفس، الكهرباء، وأكثر. أخبرته...

اليوم 120 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

صورة
  استيقظت الرابعة والنصف فجرًا بشهقة مفاجئة، وجلست في السرير أحاول استيعاب ما يحدث حولي. كنت في حالة ما بين الحلم والواقع، ولا أدري ما الذي يؤلمني بالضبط، لكني لا أشعر أنني بخير. مشيت مترنحة إلى حيث تنام أمي، كانت نصف نائمة حين أخبرتها أنني لست بخير، وأدركت حينها أن النصف الأيمن من وجهي ورقبتي متورم وينبض من الألم، وكذلك الغدد اللمفاوية في رقبتي، وقد امتد الألم إلى أسناني وأعلى رأسي. جلست على الكرسي المقابل للأريكة حيث تنام أمي وأنا أتأوه ألمًا، لا أدري ما مشكلتي، لا أدري مم أشكو بالضبط، إذا ذهبت إلى مستشفى وسألني الطبيب: "ما الذي يؤلمك بالضبط؟"، فلن أستطيع الإجابة بشكل قاطع، كل شيء يؤلمني، كل شيء في جسدي لا يؤدي وظيفته كما اعتاد أن يؤديها قبل كوفيد. لا زال قلبي يدق بقوة شديدة وبشكل غير منتظم، لا زال ذراعي الأيسر وأجزاء أخرى من جسدي تحترق من الداخل، لا زلت أصاب بنوبات ضيق تنفس، يصاب فيها جسدي بتشنجات وتنميل. لا زلت غير قادرة على المشي. لا زلت غير قادرة على العمل. لا تحسن في الأفق. وددت لو أن أستغل هذه الفترة في تحقيق أي نوع من الإنتاج الإبداعي، كتطبيق لمقولة أن الفن يولد من ر...

اليوم 119 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

  مرحبًا من جديد. أكتب الآن والأوردة في رسغي تؤلمني. عدت للتو إلى المنزل، بعد زيارة فاشلة لطبيب المخ والأعصاب ذاك في ميدان لبنان. وصلت العيادة الساعة السادسة، لأجد أفواجًا من الناس في الانتظار، وأخبرتني موظفة الاستقبال أن أمامي خمسة عشر مريضًا سيدخلون قبلي، فبدا لي أنني سأنتظر طوال الليل، كما أن العيادة ضيقة للغاية، والناس يتنفسون في وجوه بعضهم البعض، فما كان مني إلا أن تركت لها نصف ثمن الكشف، على أن أدفع النصف الآخر بالغد، وطلبت منها أن تحجز لي موعدًا بالغد.  أتعرف؟ بدأت أعتقد أن تلك الإنفلونزا التي أصابتني منذ أسبوع كانت عدوى كوفيد جديدة، أعني، أنا لم أكن بخير أبدًا منذ إصابتي بكوفيد في يوليو الماضي، لكن يبدو لي أن حالتي قد زادت سوءًا على سوء من بعد تلك الإنفلونزا المزعومة. في الحقيقة، لقد ذهبت إلى المعمل منذ أسبوع، وأجريت مسحة كورونا الفورية، وقد كانت سلبية، لكن المسحة الفورية تخطئ أحيانًا، كان عليّ أن أجري اختبار الـPCR من أجل قطع الشك باليقين، لكني لم أكن أملك المال الكافي لذلك. إذا كان ما أصابني منذ أسبوع هو كوفيد بالفعل، سيكون ذلك محبطًا للغاية، سيتوجب عليّ أن أُصفّر ال...

اليوم 118 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

  مرحبًا. ذهبت مساء أمس إلى طبيبة المناعة مع شقيقتي وزوجها، لكنها لم تفدني كثيرًا (كما توقعت). قالت الكثير عن القلق والفايبروماليجيا، وأن السرترالين كفيل بشفائي. قالت إن كوفيد طويل الأمد تنقصه الأبحاث والدراسات من أجل أن يعترف الأطباء به كتشخيص، وعندما سألتها إذا ما كانت قد قرأت بحثًا واحدًا من مئات الأبحاث الموجودة الآن عن كوفيد طويل الأمد، أجابت: "لا، ولا أريد". كانت الجلسة كلها خُطبة طويلة من الطبيبة، ومعها إيماءات وهمهمات موافقة من شقيقتي وزوجها، وحديث كثير عن قوة العقل، وكيف أن العقل يخدع أحيانًا. طلبت من الطبيبة أن تكتب لي شهادة مرضية جديدة حتى لا أخسر وظيفتي، وقد فَعلَت، فكَتَبَت أن المريضة -أنا- تعاني من آلام روماتيزمية وعضلية شديدة، وتحتاج للراحة لمدة أسبوعين. لا أدري إذا ما سيوافقون على منحي إجازة أخرى لأسبوعين، لا أظن. استيقظت اليوم الساعة الحادية عشر صباحًا، تناولت رقائق الذرة البنية مع اللبن، وأخذت جرعة البيزوبرولول. جاءتني رسالة من طبيب القلب يخبرني فيها أنني لا أستطيع تناول دواء (أميبرايد)، لأنه يؤثر سلبًا على القلب على ما يبدو. يا للأسف. لا زلت أشعر بسخونية دا...

اليوم 117 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

  سأكتفي بقول إنها لم تكن ليلة جيدة. .. .. قضيت الليلة في الصراخ ألمًا، أشعر بحريق داخل جسدي، لكن جسدي بارد من الخارج. أشعر بآلام حادة تأتي وتذهب من دون إنذار في أماكن متفرقة من جسدي. أشعر أن جزءًا من عقلي قد مات للأبد، وأنني بالكاد أدرك ما يحدث حولي. جلست أمي بجانبي على السرير وأنا أتلوى ألمًا، لا تدري ما تفعل، لن تساعدني طوارئ المستشفيات، لن يعرف أحد ما مشكلتي. لقد قالها العلماء، كوفيد طويل الأمد لا يظهر في أي اختبار معملي، ستعود اختباراتك كلها سليمة، ولأن الطبيب المصري لا يدري ولا يهتم ما هو كوفيد طويل الأمد أصلًا، فسيقول إنها نوبة فزع شديدة بعض الشيء، سيصف لك المهدئات والمنومات، وسيصرفك إلى المنزل. لم أنم -ولم تنم أمي أيضًا- إلا ساعتين، لم أستطع الذهاب إلى العمل بالتأكيد. قضيت الليلة وجزءًا من الصباح أصرخ في أمي أن تقتلني أو أن تسمح لي بقتل نفسي، لا يبدو لي أن هناك مهربًا من هذا الألم إلا الموت.  طلبت من شقيقتي أن تهاتف الشركة التي بدأت العمل بها منذ أسبوعين فقط، لتخبرهم أنني أريد تقديم استقالتي نظرًا لحالتي الصحية، لكنهم رفضوا وأخبروها أنه يجب أن آخد وقتي حتى أتحسن وأعود ...

اليوم 116 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

  النصف الأول من اليوم بعد ما يقرب من 116 يومًا منذ إصابتي بما يعرف بكوفيد طويل الأمد، قررت أن أوثّق ما أشعر به يوميًا، لعل ذلك يكون تذكرة لي -إن عشت- في المستقبل، حتى لا أنسى ما مررت به أبدًا، وأن أتجنب العدوى كما لو كانت الطاعون. استيقظت اليوم وضربات قلبي أقل قوة من المعتاد، وهي علامة جيدة، لكنها لا تدوم. يحدث كل يوم أن أستيقظ وأنا أشعر أنني بخير، ولا تلبث الأعراض وضربات القلب القوية أن تعود ما أن أبدأ في الحركة والخروج من السرير. شعرت ببعض الانقباضات البطينية السابقة لأوانها (PVC)، والتي لم أشعر بها مرة واحدة منذ أسبوع تقريبًا، مرحبًا بأصدقائي القدامى، مر أسبوع، افتقدتكم (لا لم أفتقدهم في الحقيقة). ضروسي الداخلية تؤلمني بشدة، لا يمكنني المضغ عليها، تفقدت في المرآة إذا ما كانت قد تسوست، لكن بدت لي ناصعة البياض لا يشوبها أي شيء. لذا، قررت إضافة ألم الضروس إلى قائمة أعراض كوفيد طويل الأمد التي لا تنتهي. أشعر ببعض الكهرباء الطفيفة في دماغي اليوم، ولكني لن أتذمر كثيرًا، فبالأمس كانت هناك عاصفة كهربية حقيقية في رأسي استدعت أن أذهب إلى طبيبة المخ والأعصاب تحت طقس من الأمطار والرعود وال...