أوَدّ لو آكل تلك الجزرة.
في هذه الحياة، كل ما عليك فعله، على الأرجح، هو أن تجد بعضًا من السلام مع حقيقة أنك تسعى للشهرة والقوة، لأن تكون مصدر إلهام من نوع ما، فقط من أجلك أنت، لا من أجل أمك، لا من أجل صديقك، لا من أجل أن تجعل عمك الذي توفي بسرطان المستقيم فخورًا بك، من أجلك ✨أنت✨. الشعور بالتقدير والأهمية. هممم لذيذ للغاية، أليس كذلك؟ أنت يا عزيزي لا تسعى لأن تكون أيقونة في الإصلاح الاجتماعي أو شيء كهذا، إنما فقط تبحث عن معنى ما في دوراتك المستمرة حول البالوعة، في جريك المستمر وراء ثمرة الجزر المربوطة بخيط إلى رأسك.
أشم رائحة البول المميزة من حيث أجلس في الأتوبيس العام. تجلس بجانبي امرأة چينيريك للغاية، متشحةً بعباءة سوداء وتزن مائة كيلوجرام ربما. إما أنها قد تبولت الآن في ملابسها، أو أن أحدهم اضطر لتلبية نداء الطبيعة هنا على هذه الحافلة بالذات. هذه ليست المرة الأولى التي أشم فيها رائحة بول على حافلة عامة على أية حال. أمر شائع.
أرتدي القميص الأبيض الذي يتوسطه رسم باللون الأحمر لشمس مايو التي تُزين العلم الأرجنتيني. قميص قصير للغاية، تظهر من أسفله بطني وظهري حالما أرفع ذراعيّ قليلًا، وربما ستخبرني امرأة ما أن "جسمك باين يا حبيبتي"، أو "غطي لحمك"، أو لعلها لا تتكلف حتى أن تقول شيئًا، فتمد يدها في حزم بدون سابق إنذار لتشد القميص إلى أسفل، وتحدجني بنظرة غاضبة، "تبدين كفتاة طيبة، فلترتدي قميصًا أطول أسفل ملابسك في المرة القادمة. بالطبع أنتِ لا تريدين الناس أن يقولوا إنكِ شرموطة لا سمح الله".
أفكر في حين سأذهب لأقابل أصدقائي في وسط البلد خلال دقائق، وحين سأخلع تلك السترة الصوفية التي أرتديها فوق القميص، بالتأكيد سينكشف نصف ظهري على الأقل حين أجلس. أفكر لحظة في أنني لم أحلق الشعر الوبري الخفيف على ظهري منذ الأبد، ثم أتذكر أن ذلك لم يعد يمثل مشكلة بالنسبة لي بعد الآن، ألا تستطيع تحمل رؤية بعض الزوائد البروتينية التي تنمو على جسد إحداهن؟ تبدو لي كمشكلة تخصك أنت وحدك. "اشتغل على نفسك" قليلًا يا عزيزي.
أتذكر كيف كانت حلاقة شعر جسدي تعطيني ذلك الشعور بالراحة منذ لا يزيد عن سبعة أعوام، شعور بأن كل. شيء. في. مكانه. الصحيح.
هاااه، يا للسنوات.
تعليقات
إرسال تعليق