الكبار يموتون.
الكبار يموتون
يتساقطون واحدًا تلو الآخر
تظن الواحد منهم سيعيش إلى الأبد
أنه عثر على إكسير الحياة
أنها شقّت طريقها من بين براثن التحلل
ثم لا يلبث أن يأتي بعباءته السوداء
على هيأة سوء تغذية
كناتج حتمي لأورام الغدة الدرقية
أو هبوط في الدورة الدموية
كناتج حتمي لجلطات المخ
ولا تلبث أن ترتدي الأسود
في محاولة ساذجة للعثور على معنى في كل ذلك
ارتداؤك للأسود ما هو إلا اعتراف ضمني منك
بأنك لا تفهم ماهية الموت
أو أنك تفهم، لكنك تختار أن تعتنق العبثية
فتحاول إيجاد معنى
في التحلل المستمر لخلايانا
فليكن الحياة الأخرى
أو الجانب الآخر
فليكن العود الأبدي
فليكن النعيم والجحيم
وثنائية الخير والشر
وسترتدي السواد
وتواسي هذا وذاك
ستردد: "إنها في مكان أفضل الآن
بين أشجار التانجرين
تحت سماوات بلون مربى البرتقال
ترتدي السندس والاستبرق
حتمًا هي هناك
لابد أن تكون هناك
وإلا فما جدوى أي شيء؟
صحيح؟"
لكن الكبار يموتون
وسيواظبون على الموت
كما تواظب خلايانا -أنا وأنت- على التحلل
سيصير الصغار كبارًا
ويصير الأصغرون صغارًا
يدفنون كبارهم
ويتضرعون إلى المسيح كان أو زيوس
أو إلى ذلك "الإله الوحيد الحقيقي" في البانثيون
طالبين الرحمة للكبار
وبعضًا من المعنى
"سأراك على الجانب الآخر
وسأدعو بالخراب على كل مَن
لا يؤمن بوجود واحد".
تعليقات
إرسال تعليق