ترجمات (1): رامبيل ستيلتسكين.
يُحكى أنه في
قديم الزمان كان هناك طحّان فقير له ابنة رائعة الجمال. في يوم من الأيام ذهب الطحّان
ليقابل الملك، وأراد أن يتقرب منه فأخبره أن له ابنة تستطيع تحويل القش إلى ذهب. قال الملك للطحان: «هذه موهبة عظيمة، لو أن ابنتك موهوبة كما
تقول، فلتحضرها إلى القصر غدًا، وسأختبر موهبتها بنفسي.» عندما ذهبت ابنة الطحان إلى الملك اقتادها إلى غرفة مُكدسة
بالقش، وأعطاها عجلة نسيج ومِغزَل، وقال لها: «والآن ابدئي في العمل واغزلي طول الليل حتى بزوغ الفجر،
وإذا لم تنته من تحويل القش إلى ذهب بحلول الفجر فسأنهي حياتك.» ثم أغلق الباب خلفه وتركها وحيدةً في الغرفة.
جلست ابنة الطحان المسكينة، لا تعرف ماذا عليها أن تفعل. لم يكن لديها أدنى
فكرة عن كيفية تحويل القش إلى ذهب، وبلغ منها الحزن حتى بدأت في البكاء. وفجأة
انفتح باب الغرفة، ودخل رجل صغير الحجم كالأقزام وقال: «مساء الخير يا سيدتي ابنة الطحّان، لماذا تبكين هكذا؟» أجابت ابنة الطحّان: «لابد لي من تحويل هذا القش إلى ذهب، ولا أملك
أدنى فكرة عن كيفية عمل ذلك.» سأل القزم:
«ماذا
ستعطيني في المقابل إذا غزلت لكِ هذا القش وحولته إلى ذهب؟» ردّت ابنة الطحان قائلة: «سأعطيك قلادتي.» أخذ الرجل الصغير القلادة، وجلس أمام عجلة النسيج، أخذت
العجلة تدور وتدور. دارت العجلة ثلاث مرات، حتى
امتلأت البكرة بالخيط. وضع الرجل بكرة جديدة، وبدأت العجلة تدور وتدور، دارت
العجلة ثلاث مرات أخرى، وامتلأت البكرة الثانية بالخيط أيضًا، واستمر الرجل الصغير
في العمل حتى الصباح، حتى انتهى من غزل كل القش وامتلأت كل البكرات بالخيوط
الذهبية. دخل الملك إلى الغرفة مع شروق الشمس، واندهش وفرح عندما رأى الذهب، لكنه
طمع في المزيد من هذا المعدن الثمين.
أمر الملك بنقل ابنة الطحان إلى غرفة أخرى مليئة
بالقش، أكبر بكثير من الغرفة الأولى، وأمرها بتحويل كل ما فيها من قش إلى ذهب قبل
صباح اليوم التالي، هذا إن كانت ترغب في الحفاظ على حياتها. لم تعرف ابنة الطحان
ما عليها أن تفعل، وبدأت في البكاء، عندئذٍ انفتح الباب مثل ما حدث في السابق، ودخل
منه الرجل الصغير الحجم وقال: «ماذا ستعطيني في المقابل إذا غزلت لكِ هذا القش وحوّلته إلى ذهب؟» أجابت ابنة
الطحّان: «سأعطيك هذا الخاتم في إصبعي.» أخذ القزم الخاتم، وبدأ يدير
عجلة النسيج! أخذت عجلة النسيج تدور وتدور من جديد، وعندما حلّ الصباح كان الرجل
الصغير قد انتهى من تحويل كل القش إلى ذهب برّاق.
فرح الملك فرحًا غير عادي بما رآه في الغرفة ولكن
ذلك لم يُشبع طمعه في الذهب، فأمر بنقل ابنة الطحان إلى غرفة أخرى ممتلئة بالقش
أكبر بكثير من الغرفتين السابقتين، وقال: «لا بد أن تغزلي كل هذا القش
طوال الليل، وإذا نجحتِ هذه المرة فسوف تصبحين زوجتي.» فكّر الملك في نفسه: «إنها ابنة طحان
بسيط، أعرف هذا، ولكني لن أجد أبدًا زوجة أكثر ثراءً منها ولو بحثت في العالم كله.» عندما أصبحت ابنة
الطحان وحيدة في الغرفة ظهر الرجل الصغير للمرة الثالثة، وقال: «ماذا ستعطيني في
المقابل إذا غزلت لكِ القش مرة أخرى؟» أجابت ابنة الطحان: «لم أعد أملك أي شيء
لأعطيه لك.» قال الرجل الصغير: «إذن عديني أن تهبيني طفلك الأول عندما تصبحين الملكة.» فكرت ابنة الطحان: «مَن يعرف ما إذا كنت
فعلًا سأُرزق بطفل في المستقبل؟» وإلى جانب ذلك، لم تستطع التفكير في طريقة أخرى تساعد بها نفسها في هذا
الوضع، لذلك وعدت القزم بما يريد، فبدأ يعمل من جديد وقام بتحويل القش إلى ذهب.
عندما جاء الملك في الصباح، ووجد الذهب الذي طلبه،
تزوج ابنة الطحّان على الفور، وأصبحت ابنة الطحّان ملكة.
بعد مرور عام من زواجها رُزقت ابنة الطحان بطفل
جميل، ولم تعد تفكر في الرجل الصغير، لكنه جاء فجأة إلى غرفتها في يوم من الأيام
وقال: «والآن أعطني ما وعدتِ به.» فزعت الملكة وعرضت على الرجل الصغير كل ثروات مملكتها في مقابل أن يترك
لها طفلها. لكن القزم قال: «لا، الطفل الجميل أثمن بالنسبة لي من كل كنوز العالم.» فبدأت الملكة في
البكاء بحرقة لدرجة أن الرجل الصغير أشفق عليها، وقال: «سأمهلكِ ثلاثة أيام حتى تخمني ما
هو اسمي، وإذا استطعتِ تخمينه بحلول ذلك الوقت فستحتفظين بطفلك.»
أخذت الملكة في التفكير طوال الليل في كل الأسماء
التي سمعتها طوال حياتها، وبعثت برسول ليطوف البلاد، ويستفسر عن أي أسماء أخرى قد
تكون موجودة. عندما جاء الرجل الصغير في اليوم التالي بدأت تخبره بأسماء مثل
كاسبار، وملكيور، وبالتزار، وكل الأسماء الأخرى التي تعرفها، ولكن القزم كان يرد
على كل اسم تذكره قائلًا: «هذا ليس اسمي.» في اليوم التالي بعثت الملكة بالرسول من جديد للاستفسار عن أسماء الناس في
الأحياء المجاورة، حتى صارت معها قائمة طويلة تتضمن معظم الأسماء الغريبة غير
الشائعة لتستفسر عنها من الرجل الصغير عند ظهوره من جديد. سألت الملكة: «هل اسمك هو شيبشانكس،
أو كروكشانكس، أو سبيندليشانكس؟» ولكنه كان يرد على كل اسم من هذه الأسماء قائلًا: «هذا ليس اسمي.» في اليوم الثالث
عاد الرسول وأعلن للملكة: «لم أتمكن من العثور على اسم واحد جديد، ولكني مررت بتل مرتفع عند حافة
الغابة، حيث تعيش الثعالب والأرانب في وئام مع بعضها، ورأيت هناك بيتًا صغيرًا،
ورأيت أمام هذا البيت نارًا مشتعلة، وحول النار كان هناك رجل صغير غريب الشكل،
يقفز على ساق واحدة ويصيح: «غدًا سأشرب الشاي، اليوم سأصنع الخبز، ثم بعيدًا سآخذ الطفل، لأن لا أحد
يعرف أن اسمي هو رامبيل ستيلتسكين!»»
ابتهجت الملكة لسماع الاسم، وعندما أتى الرجل
الصغير لاحقًا وسألها: «إذن، سيدتي الملكة، ما هو اسمي؟» سألته في البداية: "هل
اسمك هو كونراد؟» أجاب: «لا.» فسألته: «هل اسمك هو هاري؟» فأجاب: «لا.» فسألته: «إذن، ربما كان اسمك هو رامبيل ستيلتسكين؟» فصرخ الرجل الصغير غاضبًا: «أي شيطان أخبرك بهذا؟! أي شيطان
أخبرك بهذا؟!»
ومن كثرة غضبه غرس قدمه اليمنى في الأرض إلى حد أن
ساقه غاصت فيها حتى الخصر، ثم في حالة من الغضب الشديد شدّ ساقه اليسرى بيديه
الاثنتين لدرجة أنه مزق نفسه إلى نصفين.
❤️ ❤️ ❤️ ❤️
ردحذف3>
حذف