الفتى ذو الفم المفتوح عن آخره.
إن لدى من الأسباب ما يجعلنى أصنع ادعاءً بقلب مستريح؛ وهو أن سالى رذرفورد لم تكن بالشخص الجيد، لطالما لم تكن كذلك لكنكم لم تروا الأمر على هذا الضوء قط، فقد تساقطت كل دفاعاتكم وحبائككم المنطقية أمام قسمات وجهها المثالية.. ولكنى جئت لكم الآن، فلتصلّوا شاكرين إلى كريشنا خالقة هذا الكون السرمدىّ، فأنا هنا لأجعل الأمور واضحة إليكم، سأميط لكم اللثام عما خفى عن حماقتكم وترهاتكم الهرمونية.
دعونى أُعلمكم يا سادة بأنه فى صباح اليوم السادس من أيام أحد الشهور، أقدمت ايرينا ماجدولين على قتل نفسها، همم مثير للاهتمام أليس كذلك؟...كيف فعلتها؟ لم فعلتها؟ بم فعلتها؟
نعلم جميعًا -بالطبع- أن ايرينا ماجدولين كانت فتاة طيبة، تأكل رقائق الذرة على الإفطار يوميًا، وتستمع إلى بث آلهة الحكمة كل صباح على المذياع إذ يبثون حكماتهم إلى آذاننا ويصنعون بعض الاهتزازات المحببة على أوتار القيثارة من فوق إحدى السحابات بالأعلى.
كلنا -ولا شك- أحببنا ايرينا ماجدولين،لقد كانت روحًا مألوفة إلى قوانيننا، مناقضة بذلك سالى رذرفورد أيما المناقضة..
أجدنى أتساءل أحيانًا فى الساعات الأولى من الصباح، أكان عليها أن تضم سالى فى ذلك اليوم؟ أكان عليها حقًا أن تفعل ذلك؟ ..ثم تتسع تساؤلاتى أكثر فأكثر، فأجدنى أتساءل عن كنه الضمة، ما هى الضمة من الأساس؟ لماذا اتفق البشريون واصطلحوا على أن احاطتك بجسد أحدهم بكلتى ذراعيك وإسنادك رقبته إلى كتفك لهو لفتة بشرية لطيفة وشىء باعث على الراحة والاطمئنان؟
لا أدرى بشأنك، ولكن لى من الأسباب ما يدفعنى لكىّ أجزم بأن سالى رذرفورد لا تنتمى إلى فصيل الأشخاص الذين قد تحب أن تضمهم إلى جسدك يومًا ما..
لقد كان صباحًا ملطخًا بالسحاب وبلورات الثلج والتراب ذلك الذى اتجهت فيه ايرينا نحو سالى بذراعين مفتوحتين وجذع عارٍ..اقتربت منها وضمتها..انضغط الجسدان إلى بعضهما البعض واستند الرأسان إلى كلٍ من الكتفين..ولم تنتبه ايرينا إلى قطرات السائل الأحمر التى راحت تنبثق من قمة رأسها إذ اخترقتها شفرة معدنية حادة، خرجت الشفرة من جسد سالى من فوق ترقوتها بالضبط، لتنغرز فى أسفل رقبة ايرينا وتمزق أغشيتها الدماغية لتخرج من قمة رأسها.
لا أدرى لِم يُقدم الناس على قتل أنفسهم هذه الأيام، ذكرونى بأن أطرح هذا السؤال على آلهة الحكمة فى وقت لاحق.
تعليقات
إرسال تعليق