المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2018

فليبارك الرب جنود البحرية الموتى.

تطفو على سطح ذاكرتى قصيرة المدى أحداث وقعت فى مثل هذا الوقت من العام الماضى..لا أدرى لِمَ أتذكرها الآن بالذات: وأنا أصنع بعض الحليب بالشيكولاتة فى المطبخ، لكن ذاكرتى قد صارت كارثية مؤخرًا كمريضة ADHD تحترم نفسها: تتذكر ما يحلو لها، وتقذف بما يحلو لها إلى سلة المهملات والspam.. آه نعم..دعنا من الاستطراد..كنت أقول أننى تذكرت تلك الفترة من العام الماضى، حين بدأ عضو رئيسى من أعضاء جسدى يعلن اضرابه عن العمل، فيتزمت ويثور على أوامرى أنا صاحبة هذا الجسد: قلبى.. صار نشاط بسيط كصعود طابق واحد من أى بناية لهو تحدٍ مفزع جدير فقط بأبطال الأساطير الإغريقية..فصرت ألهث وأتحامل على أى شىء صالح للتحامل عليه بجانبى..كالدرابزين أو كصديق تَعِس الحظ يتصادف أن يكون صاعدًا الدرج معى.. ثم بدأ الأمر يتخذ منحىً جديدًا، فصار قلبى يثور ثائرته بدون أن أحرك ساكنًا حتى..أكون جالسة فى مقعدى أقرأ أو أشاهد فيلمًا، وإذا بقلبى يعلن ثورته ورغبته فى الخلاص منى، حتى وإن كان التخلص منى يعنى انتهاء وجوده هو أيضًا..فيصير يدق بمعدل جنونى..وتبدأ تلك البقعة السوداء فى الزحف ببطءٍ على مجال رؤيتى..تثقل رأسى وتسقط أطرافى على جان...

إضاءات. (3)

صورة

كل الشاعرية فى الملل. (2)

لكم أستكمل ما بدأت، تعلمون كيف توقفت الأحداث سابقًا..علىّ الإعتراف بكل أريحية أننى -فى أحلامى- قتلت صديقى المقرب، أوه لماذا أتيتى بمثل ذلك الجرم؟! حسنٌ، ولكم أقول، لأننى كنت أشعر بالملل.. استيقظت من نومى الهادئ، الغرفة المظلمة وسريرى الوثير..أتخلى آسفةً عن دفء سريرى وأضع قدمىّ فى الخفين بجانب الكومود..أخطو نحو الباب متعثرةً وبقايا سكرة النوم لا زالت تعبث بعقلى، فأهز رأسى يمنة ويسرة كمن يتخلص من إلحاح شيطان مزعج.. أدلف إلى ما خارج غرفتى، أصيح: "(ع)، صباح الخير، أنا صحيت" لكنى أتوقف عن الصياح حين أرى الكابوس الذى آلت إليه حجرة المعيشة..  كانوا دستة..دستة من رجال الشرطة يحومون كالأشباح فى أرجاء المكان..يبدو المشهد كمسرحية سريالية يحكمها كل ما هو لامنطقى..تتوسط خشبة المسرح أريكة ووسادة ملطخة بالدماء..تُرى دماء من هذه؟.. وإن أرسلت الطرف إلى ركن الحجرة، فسترى الجسد المسجى على النقّالة..مسدولًا عليه قماشًا أبيض لم يفلح فى منع بقعة الدماء تلك من تلطيخ بياضه بالأحمر القانى..بالضبط عند موضع الرقبة..تُرى جسد من هذا؟ وفى الركن الآخر من الغرفة، ينزوى شبح صديقى الآخر، يهتز فى صمت عل...

كل الشاعرية فى الملل. (1)

لا زالت تلك الرغبة الملحّة فى إنهاء وجودى تزحف ببطء تحت جلدى..تطرق أبواب مخيلتى فيفيض عقلى بكل السيناريوهات التى من الممكن أن تحدث ومن شأنها إنهاء وجودى.. فكرت مؤخرًا فى استعمال مُسدس أبى القديم..ذلك الشىء الذى يصر أبى على تلقيبه بال"طبنجة"..أعرف كيف أستعمله، فقد علّمنى ذلك منذ كنت طفلة..وأظننى سأتذكر.. لكنى -بعد- لم أجد الشجاعة الكافية للقيام بالأمر..لا أجد الشجاعة الكافية لقطع شريط الفيلم ها هنا والإكتفاء بما فات..لعرض كلمة "النهاية" على الشاشة.. ظننت أن الخروج من المنزل والتجول فى الشوارع بلا هدف من شأنه تحسين الأمر..فتنطفئ تلك الرغبة الملحة رويدًا..ظننت أن الحل متمثل فى أن أقابل أناسًا جُددًا..ألتمس لديهم عقلانيتى -أو ما تبقى منها-..أن أضيف دماءً جديدة إلى حياتى..أن أستمع إليهم وأن أسرد عليهم  بعضًا مما يعتمل بداخلى..بَيد أننى كنت أشغل عقلى لا أكثر..وما أن نفترق وأعود وحيدة من جديد، حتى تعود تلك الرغبة الملحة إلىّ من فورها، تطرق كل أبوابى بقبضة من فولاذ جيد الصنع.. أتذكر حين جاءنى ذلك الحلم، ذلك الذى قتلت فيه صديقى المقرب..قتلته لأغرب سبب ممكن: كنت أشعر بال...

مُذهّبات.

عليك أن تكون بليغًا .. عليك أن تطّلع أكثر... عليك أن تضع الكثير من الأشياء فى الاعتبار .. عليك ألا تدهس سلحفاتك .. عليك ألا تهتم بالسلحفاة الجديدة على حساب الأخرى .. عليك أن تطعم الفمين الجائعين يوميًا بلا توانى ..عليك أن تخفف من قبضة يدك على ألعاب الأتارى .. عليك أن تكف عن الحنين إلى ماضيك وعهد الأسطورة .. عليك أن تتوقف عن التوق إلى العودة ثلاثة أعوام إلى الوراء فى حين أنك منذ ثلاثة أعوام كنت تتوق للعودة أربعة أعوام أو خمسة إلى الوراء كذلك .. عليك ألا تعطى الكثير ..عليك أن تكف عن الظن السخيف بأن الجميع من القديسين ...ينتظرون أقرب فرصة لإظهار ذلك ..كلا كلا كلا .. علىّ أن أكف عن هذا .. آمممم .. عليك أنت أن تكف عن هذا.

لسنا كالشاطر حسن أو بروموثيوس.

أقول أننى قد سئمت التواجد..أقول أننى أشعر بكل الإرهاق والضجر من تواجدى، وبأن دمائى قد تجمدت وفترت، وتحولت إلى صخور وحصى يثقل جسدى فيجبره على الإلتصاق بالأرض عنوةً، وكأن قوى الجاذبية الأرضية ليست كافية.. أنا أجرّ نفسى كل يوم عبر الحياة..نعم نعم هذا هو التشبيه المثالى للأمر..أنا أرتكب فعل "الجرّ"..أجرّ جسدى المثقل بالصخور وبأعضائه الداخلية التى سكنت وتحجّرت إلى كتل صماء تدريجيًا..لا أقدر على التوقف عن الجرّ لحظة واحدة..التوقف عن الجرّ يعنى التوقف عن التواجد..وأنا لست شجاعة بما فيه الكفاية لأتوقف عن التواجد..لست كالشاطر حسن أو بروموثيوس..أنا عار ومصدر ازدراء.. أجرّ نفسى فى الحياة يوميًا، ولا يسبب لى هذا إلا كل الألم فى مفاصلى وأغشية عضلاتى من فرط الجرّ..وكل التورم فى عينىّ من فرط البكاء.. أخبرك أننى لا أقدر على الإستمرار..أننى لا أدرى ما أفعله هنا بحق كل من الجحيم والسماء..أننى أرغب فى إنهاء الأمر برمته حالًا..وأننى لا أستطيع فعل ذلك، لأننى أخشى الألم..أخشى ما سأقابل..أخشى العتمة..أخشى أن أظل أعى وأشعر حتى بعدما أنتهى..وكم أن هذا مثير للحسرة.. أرغب كل الرغبة فى أن أتوقف...