فليبارك الرب جنود البحرية الموتى.
تطفو على سطح ذاكرتى قصيرة المدى أحداث وقعت فى مثل هذا الوقت من العام الماضى..لا أدرى لِمَ أتذكرها الآن بالذات: وأنا أصنع بعض الحليب بالشيكولاتة فى المطبخ، لكن ذاكرتى قد صارت كارثية مؤخرًا كمريضة ADHD تحترم نفسها: تتذكر ما يحلو لها، وتقذف بما يحلو لها إلى سلة المهملات والspam.. آه نعم..دعنا من الاستطراد..كنت أقول أننى تذكرت تلك الفترة من العام الماضى، حين بدأ عضو رئيسى من أعضاء جسدى يعلن اضرابه عن العمل، فيتزمت ويثور على أوامرى أنا صاحبة هذا الجسد: قلبى.. صار نشاط بسيط كصعود طابق واحد من أى بناية لهو تحدٍ مفزع جدير فقط بأبطال الأساطير الإغريقية..فصرت ألهث وأتحامل على أى شىء صالح للتحامل عليه بجانبى..كالدرابزين أو كصديق تَعِس الحظ يتصادف أن يكون صاعدًا الدرج معى.. ثم بدأ الأمر يتخذ منحىً جديدًا، فصار قلبى يثور ثائرته بدون أن أحرك ساكنًا حتى..أكون جالسة فى مقعدى أقرأ أو أشاهد فيلمًا، وإذا بقلبى يعلن ثورته ورغبته فى الخلاص منى، حتى وإن كان التخلص منى يعنى انتهاء وجوده هو أيضًا..فيصير يدق بمعدل جنونى..وتبدأ تلك البقعة السوداء فى الزحف ببطءٍ على مجال رؤيتى..تثقل رأسى وتسقط أطرافى على جان...