لا آدميون صغار متوترون.
لا زلت أقضى أوقاتًا طيبةً مع الأدهد.. كنت فيما مضى أقضيها وأنا أنظر إليك بعينين زجاجيتين، بينما نستمع إلى فرقتك المفضلة..أوقاتٌ طيبة.. صرت الآن أقضيها وأنا أقرأ ملحمة جلجاميش .. وأنا أستمع إلى (ويل) يغنى عن أنه " محض هراء، الحب، محض هراء، الحب هو محض هراء "..وأنا آكل السلاطة..وأنا أستمع إلى فرقتك المفضلة وحدى.. يقولون أن الأوقات الطيبة تنتهى سريعًا..نعم نعم بالتأكيد قرأت هذا - فى وقت مضى- فى روايةٍ رديئةٍ ما من تلك التى يستعملون فيها لفظة "ليث" بدلًا من "أسد".. لكن وقتى الطيب يمتد أمامى كممر طويل من المعكرونة الإسباجيتى اللا نهائية..فى مشهد سريالىّ جميل..المعكرونة تمد أذرعها المطاطية فى كل مكان فى أشكال موجيّة مثالية، تتحطم بعض الأذرع على الحوائط الصخرية صانعةً معجونًا أبيض اللون مكانها، فتنمو لها أذرعٌ جديدة كالهيدرا.. فيصير المكان كنسخة مضحكة من جحيم دانتى.. أستطيع أن أراه.. لكن أى ربة منزل تلك التى تطهو المعكرونة الإسباجيتى بكامل طولها دون أن تشذبها قليلًا؟ أن تقصمها قليلًا ربما؟ لا؟ لِم لَم يقصم أحدهم المعكرونة الإسباجيتى خاصتى؟ لا أدرى من أي...