المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2018

لا آدميون صغار متوترون.

لا زلت أقضى أوقاتًا طيبةً مع الأدهد.. كنت فيما مضى أقضيها وأنا أنظر إليك بعينين زجاجيتين، بينما نستمع إلى فرقتك المفضلة..أوقاتٌ طيبة.. صرت الآن أقضيها وأنا أقرأ ملحمة جلجاميش .. وأنا أستمع إلى (ويل) يغنى عن أنه   " محض هراء، الحب، محض هراء، الحب هو محض هراء "..وأنا آكل السلاطة..وأنا أستمع إلى فرقتك المفضلة وحدى.. يقولون أن الأوقات الطيبة تنتهى سريعًا..نعم نعم بالتأكيد قرأت هذا - فى وقت مضى- فى  روايةٍ رديئةٍ ما من تلك التى يستعملون فيها لفظة "ليث" بدلًا من "أسد".. لكن وقتى الطيب يمتد أمامى كممر طويل من المعكرونة الإسباجيتى اللا نهائية..فى مشهد سريالىّ جميل..المعكرونة تمد أذرعها المطاطية فى كل مكان فى أشكال موجيّة مثالية، تتحطم بعض الأذرع على الحوائط الصخرية صانعةً معجونًا أبيض اللون مكانها، فتنمو لها أذرعٌ جديدة كالهيدرا.. فيصير المكان كنسخة مضحكة من جحيم دانتى.. أستطيع أن أراه.. لكن أى ربة منزل تلك التى تطهو المعكرونة الإسباجيتى بكامل طولها دون أن تشذبها قليلًا؟ أن تقصمها قليلًا ربما؟ لا؟  لِم لَم يقصم أحدهم المعكرونة الإسباجيتى خاصتى؟ لا أدرى من أي...

لا جديد تحت الشمس.

اليوم وصلتنى رسالة من أنا ذات الستة عشر عامًا، وقد تضمنت الآتى: " لا أدرى متى بالضبط توقفت ماما عن الكلام..لكنى أعرف أننى أجلس الآن فى مكتبة بيتنا الدافئة أقرأ ذلك الكتاب..ماما كانت تحذّرنى دومًا من دخول هذا القسم من المكتبة..ومن قراءة هذا الكتاب بالذات..لكن هأنذا..أعتقد أنها لن تمانع كثيرًا الآن..فهى قد توقفت عن الكلام منذ العام تقريبًا. الغلاف أنيق ولامع..مكتوب عليه "طارد الأروح الشريرة" للمستر "ويليام بيتر بلاتى"..كم أتمنى لو كان القس طارد الأرواح موجودًا بالقرب من البلدة..إذ كنت طلبت منه أن يُجلى الشياطين من جسدى على الفور..أشعر بهم كل  يوم يتحركون تحت جلدى..أبصق الدماء وأظن أن الأمر انتهى..فقد قرأت فى كتاب آخر -كانت ماما تمنعنى من قراءته أيضًا قبل أن تقرر أن تصمت- أن خروج الدم من فتحات الجسد -وخصوصًا الأنف وأظافر القدم- هو علامةٌ على خروج الشياطين.. عام كامل وأنا أبصق الدم..لكن الشيطان لا زال بداخلى..أشعر به هناك يعبث بأحشائى، ويقفز هنا وهناك ككرتى الأرجوانية.. وضعت الكتاب جانبًا..وخرجت من المكتبة قاصدًا قاعة الجلوس..كان سامى الصغير هناك..يجلس تحت قدمىّ ...

تمنيت لو أنك كنت تستعمل أنظمة السونار خاصتك لأجلى.

رسالةٌ تظهر باللون الأحمر على شاشتك وتنذر بالويل قائلةً: "سأبتذل كثيرًا فيما يلى..هذا ليس أنا كما عهدتنى" نعرف جميعًا -معشر الطيبين والطيبات-، أن الملل يتسلل إلى كل شىء..يتسرب إلى مسام الأشياء فيملأها عن آخرها ويفيض..حتى الإسفنج، فهو يمل عند لحظةٍ ما ويقرر أن هذا قدر كافٍ من السوائل، وليذهب الباقى حيث ألقت.. هذه يا سادة هى حقيقة الأشياء، وهى حقيقة وجودنا، وإليها نئول ويئول كل شىء.. لكنك لم ترضخ يومًا إلى ذلك..واتهمتنى بالقسوة والمادية، كم أننى أرى المادية الصلدة فى كل شىء بنظر ميكروسكوبى غير مسبوق.. حين أرى الشر فإننى صرت ألتمس العذر للشرير، التمست العذر للوسيفر وما قد يكون قد مرّ خلاله فى حياته السابقة..ألتمس العذر للعائلات التى تلقى بمسنيها فى دور المسنين.. حين تمنع تلك المطرقة الثقيلة من السقوط من فوق سطح البناية لتهشيم رأس ذلك الرجل الذى يسير متباطئًا بالأسفل، فأنت تفعل ذلك لتعود ليلًا إلى منزلك شاعرًا بالفخر والإباء، وتتذكر تلك اللحظة البطولية، ربما تقصها على أحفادك حول مدفأة المازوت..أنا أنقذت ذلك الرجل ذاك اليوم..أنت لا تفعل ذلك بشكل خالص..نحن أنانيون يا صديقى، و...