المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2018

لم أحظ يوما بمكالمة من مكالمات كابينات الهواتف لأطمئنهم بالمنزل.

لا أظننى سأكتب شيئا هنا اليوم، سأذهب لممارسة القىء الفكرى على ورقة من ذلك الكراس الطويل الذى أعطانيه، باستخدام ذلك القلم الرخيص الذى أعطانيه بدوره، ما زال معبقا بريح المرمرية -كما أظن كان اسمها-، الطرق عتيقة الطراز تفوز دوما على ما أظن. ليلة آمنة سعيدة..وعلى ذكر الأمر فأرجو ألا تتخلصى من ذلك الكراس بعد إنهاء جلسة البصاق الفكرى، لتتذكرى دوما ربما.. والآن أقول، ليلة أخرى آمنة سعيدة.

أوقاتٌ طيبةٌ للغاية مع الأدهد.

"جعلتنى أم آية أقسم لها أن أصلى لآية اليوم، وأن أجعلكم جميعًا تصلون من أجلها، فلديها اختبار" تقولها أمى موجهةً الحديث لى ولشقيقتى التى تجلس فى المقعد المقابل، فترد شقيقتى فى تضرع -من فورها- قائلةً: "يا رب" بينما أطرق أنا برأسى وأبتسم وأتمنى لهم الحظ بطريقة: شور،جوود لاك ويذ ذات. وعلى إثر ذلك، يفيض رأسى بذكريات لكل المرات التى تضرعت فيها إلى الكيان المجهول فى السماء عسى أن يتحقق ما أردت.. ولعل الذكرى الأكثر تأثيرًا وثبوتًا بين جنبات عقلى، هى تلك الفترة من حياتى القصيرة، حين كنت فى عامىّ الثانى عشر من أعوامى على هذه الأرض..أصبت بدستةٍ من الاضطرابات النفسية وإختلالٍ غذائى ما من تلك الاضطرابات والإختلالات الكثيرة التى تصيب البشر فى مراحل البلوغ..أستطيع الآن تشخيص حالتى هذا وأنا فى العشرين من عمرى، لكن ذلك الترف لم يتوفر لى وقتها وقد كنت طفلةً غرّة فى الثانية عشر.. عانيت وقتها من البوليميا، ولا زلت أعانى منها على فترات متباعدة حتى الآن..لكن الأمر وقتها كان سيئًا للغاية..وحتى الآن فلا أدرى -حقيقةً- كيف نجوت من مسبب موت لا بأس به كهذا.. أتذكرنى حين كنت أعود من المدر...

الكثير من الأوقات الممتعة مع الأدهد

ثمة شىء خطر ببالى صباح اليوم، خاطر فلسفى ساذج أعجبنى كثيرًا، وقد بدا لى لطيفًا لو أننى كتبت عنه ها هنا، لو أننى استمتعت قليلًا بذلك الشعور الـbitter sweet الذى يميز الوجوديات، أواه يا للمأساة، أنا موجود ولا أفهم ملابسات وجودى المزرى، لا أفهم حقيقة وجودى ولماذا أدهن هذا الوجه من خبز التوست بزبدة الفول السودانى ولا أدهن الوجه الآخر، لم هذا الوجه بالذات؟..يا لى من مسكين..وأى شقاء محقق هذا الذى أُلحق ببنى جنسى! لكنى مع كثير من الأسف -وكما اعتاد بنو جنسى أن يفعلوا- نسيت الأمر برمته بحلول المساء..كنت أعرف يقينًا أننى عاجلًا ما سأنسى حين يجن الليل وأقرر أخيرًا الكتابة عن الأمر، لذلك توسلت إلى شيطانى أن يتركنى لأدون الأمر هذه المرة قبل أن يلتهم ذاكرتى قصيرة المدى، كما يمحو مراهق فى طور البلوغ سجلَّ التصفح والكوكيز خاصته بشكل دورىّ. أتضرع إلى شيطانى الوحيد؛ فقط هذه المرة يا عزيزى..فقط هذه المرة، فإن هذا الخاطر يروق لى كثيرًا، دعنى أنعم بالتذكر، اسمح لى بدقائق من المتعة الوجودية الحلوة بشكل مُرّ، دقائق معدودات لتعويض ما يفتقده جسدى من عقاقير الهلوسة..  دعنى أتذكر ولتدع هذا الخاطر خارج وجب...