المشاركات

عرض المشاركات من 2023

مُولي.

  اليوم صنعت قهوة بحليب منزوع الدسم (أو هذا ما يزعمونه على العلبة). إنها التاسعة صباحًا. مرت ثلاث ساعات منذ الغارة الأخيرة. توقفت الصافرات منذ زمن، وأستطيع الجزم بأن الجميع في طريقهم إلى المصانع الآن. أستطيع أن أراهم، يتفقدون الجميع عند بوابات المصانع الحديدية باحثين عن البقع الزرقاء. ربما تغافلت عن بقعة هنا أو هناك، أسفل حاجبك، بجانب ترقوتك. أينما كانت هذه البقعة فسيجدونها، وقبل أن تقول أ ي شيء ستكون قد تمزقت إلى جزيئات صغيرة. هؤلاء القوم لا يضيعون وقتًا. نعم نعم، هذا واقع ديستوب ي آخر كما تبادر إلى ذهنك. الأخ الأكبر يعيث فسادًا في مكان ما، والأستاذ سميث يقع في الحب معه كل يوم في أقبية أحد السجون. أما أنا، فقد أخذت إجازة غير مدفوعة الأجر من المصنع الذي أعمل به لبعض الوقت. أجزم بأن رقائق البطاطس المحمرة تستطيع أن تصمد من دون تعبئة لبضعة أيام. أمسكت بكوب القهوة بين كفيّ ألتمس بعض الدفء، وقمت أمشي لأسدل الستائر على نافذة غرفة المعيشة. نظرت إلى الخارج، لأرى الشمس من تحت القبة الزجاجية التي تغطي كل شيء. بالكاد أستطيع تذكر ذلك الوقت الذي سبق وجود هذه القبة. يبدو لي أحيانًا أنها ...

اليوم 237 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.

  لا أدري من أين عليّ أن أبدأ.  في التاسع والعشرين من يناير، قررت الذهاب إلى طبيب عظام في وسط البلد بسبب أوجاع شديدة وأصوات احتكاك في مفاصلي ظهرت منذ شهر ونصف تقريبًا، وأظنها تزداد سوءًا، وأظنها جزءًا من تطور ذلك المرض الذي لا اسم له. كان الطبيب شيخًا في أوائل السبعينات، أو أواخر الستينات على أقل تقدير، وعلى مكتبه رأيت نماذج مجسمة لعظام بشرية، مما ترك لديّ انطباعًا أول جيدًا إلى حد ما عن الرجل. أجد أن الأشخاص الذين يهتمون بالهوية البصرية للأماكن التي يشغلونها غالبًا ما يكونون بارعين فيما يفعلون. دخل الممرض معي إلى غرفة الكشف، وسألني الطبيب بشكل عرضي أين أسكن، وحين عرف أنني أسكن في الهرم، بدأ يتحدث عن إنشاء خط المترو الجديد، وكيف أن كل ذلك ما هو إلا ترهات من الحكومة، وما هو إلا وسيلة جديدة لإزعاج وتنكيد المواطن، أومأت برأسي في ملل موافقة على كل كلامه على أية حال. بدأ أخيرًا يسألني عن الشكوى، ثم بدأ يسألني عن دورتي الشهرية وإذا ما كانت منتظمة، فأخبرته أنها غير منتظمة أبدًا، ثم همّ بالسؤال عن شيء ما، لكنه توقف، نظر إلى الممرض أولًا وأخبره أن ينصرف ويغلق الباب، قبل أن يسألني: "بتش...