في أحد تلك الأيام. (1)
استيقظت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بلا سبب. لاحظت أنني لا أشعر بدقات قلبي، وهو حدث نادر إن أردت رأيي. أستغل الأوقات التي لا أشعر فيها بقلبي في الاستلقاء على السرير والاستمتاع بذلك الشعور، شعور أن يكون جسدك ثابتًا، لا يهتز مع كل نبضة قلب. أفكر في تلك العربة التي رأيتها اليوم في طريقي إلى المنزل، كان مكتوبًا على زجاجها الخلفي "إغاثة"، لكنني ظننت في بادئ الأمر أن حرف الغين ما هو إلا جيمًا غير معطشة، فقرأت المكتوب "أجاثة"، فكان أول ما جاء في بالي هو أن سائق العربة لابد أن له ابنة اسمها "أجاثا" وقد كتب اسمها على سيارته، مثلما يفعل سائقو الميكروباصات والتكاتك، فيكتبون أبا أحمد وأبا فرحة وما شابه. أفكر أيضًا في حبكة القصة القصيرة التي أريد كتابتها، والتي نزلت عليَّ من اللا مكان عندما كنت في طريقي إلى عيادة أمراض القلب لإجراء رسم قلب للمرة العاشرة. تتحدث القصة باختصار عن فتاة تعاني من ضربات قلب سريعة وقوية (هل يبدو هذا مألوفًا؟)، فتذهب باستمرار إلى الأطباء الذين يصرون على أنها لا تعاني من مرض في القلب، وأن كل ذلك ما هو إلا نوبات فزع حادة.. وفي أحد تلك الأيا...