المشاركات

عرض المشاركات من 2020

السابع ‏عشر ‏من ‏يونيو ‏2019.

آه إنه موعد مباراة أخرى من تلك المباريات، لم تكن يومًا من مشجعى تلك الرياضة على أية حال..إنها الحادية عشر ليلًا وشوارع الدقّى خالية عن بكرة أبيها -لو كان لها واحدًا-..الجميع متكدسون فى دستات بشرية أمام التلفاز/المذياع بعيون جاحظة وآذان جاحظة أيضًا ههه..أنت تسير وحدك مثلما اعتدت مؤخرًا..فهذا هو الصيف، لا أحد يهاتف أحدًا فى الصيف، أو هكذا ما صارت عليه الأمور..إلا لو أن أحدهم كان يرغب فى التأكد من أن فريق مشروع التخرج خاصته مكتمل وبه أكبر عدد من المحترفين، عندها فسيحدثك الجميع..وحتى هذا فهو لا يحدث لك. "اليوم سوف أنهى الأمر برمته" تهمس وأنت تسير حذاء متجر الشاورما الشهير الذى يحبه الجميع..تُرى، أرآك ذاك الرجل وأنت تحرك شفتيك لتُحدث الفراغ؟ لا يهم.. الشوارع لا تزال خاوية والسيارات تمر بمعدل سيارتين كل ستّين ثانيةٍ أو ما يقرب..الرجال المتبقون فى الشارع يثيرون فزعك..ثمة شىء غير صحيح فى تلك الوجوه المتسخة المشعرة..وحتى الوجوه الغير المشعرة فإنها تعطى أصحابها مظهر ثعابين لزجة ملساء..تترك وراءها سائلًا غامض التركيب كلما زحفت إلى الأمام.. ماذا حل بالجميع؟..لماذا يُظهر الرجال أسوأ ما في...

مسدسٌ محشو لن يُحررك. (أو هكذا تقول)

ا لمرأة التى ترتدى فستانًا أحمر من القطيفة تطاردنا حول المنزل.. كانت تملك وجهًا يشبه وجه أمى لسبب لا أدريه، أما جسدها فقد كان ممتلئًا ومتسقًا فى الوقت ذاته.  كانت تطاردنا لسبب ندريه جميعًا فى قرارة أنفسنا، كانت ترغب فى شرب دمائنا بالطبع. لقد مر الوقت، نضجنا ونضجت أجسادنا معنا، وصرنا ثمارًا فى طور القطف الآن. ستشرب دماءنا وتستحم بها لتستعيد شبابها المفقود، كما فعلت طوال القرنين الماضيين. كانت ذئبًا يُطعم ثلاثة حِملان بلهاء فى صبر لسنوات وسنوات. نسمعها تصيح من خلفنا: " لقد مشيت على الماء ، وركضت فى النار لا أستطيع أن أشعر بأى شىء بعد الآن .. أحتاج دماءكم" تسارعت خطواتنا نحو النافذة، إذ بدا أن القفز هو الحل النهائى، إن لم نكن نرغب فى التحول إلى حساء طماطم بالطبع. ولا أدرى بشأنك، ولكنى لم أكن فى مزاج رائق للتحول إلى إكسير شباب  لساحرة من القرن التاسع عشر. نقفز ثلاثتنا.. ثم يظلم العالم من حولنا.. ظلام تام.. ثم يقول أحدهم: "فليكن هناك ضوء".. أنا الآن فى دار الأوبرا.. أرتدى فستانًا أرجوانيًا داكنًا من القطيفة.. تعزف الجوقة مقطوعة لفرانز ليست.. يرتدى الجميع حُلل سهرة وفسات...

امم

رأيت فى الحلم الليلة الماضية أننى تلقيت اتصالًا منك.. ظهر اسمك على شاشة هاتفى، مع الرقم الذى رددته مرارًا حتى انحفر فى ذاكرتى طويلة المدى..بقيت أحدق فى الشاشة والاسم عليها لما يقرب من الدقيقة..هل هذا أنت حقًا؟..ثم انقطع الرنين..  كدت أشعر بخيبة الأمل، قبل أن يبدأ الهاتف فى الرنين من جديد، وهذه المرة لم أكذب خبرًا، وضعت اصبعى على علامة الهاتف الخضراء على الشاشة ورسمت سهمًا إلى الأعلى عدة مرات..حتى استجاب الهاتف لأوامرى وانفتح الاتصال.. بدا صوتى غريبًا متحشرجًا كصوت شخص آخر وأنا أقول: هاى قلت أنت فى شىء من البرود: لقد اتصلتِ بى منذ قليل، هل كنت تريدين شيئًا؟ أوه ولكنى لم ألمس الهاتف إلا الآن..لابد أن هذا كان اتصالًا غير مقصود..ضغطة زر طائشة بسبب جيوب البنطال أو شىء كهذا.. قلت: لا لم أتصل، لابد أنه خطأ ما فقلت أنت: حسنًا ثم انقطع الخط من ناحيتك قبل أن أضيف كلمة أخرى ..ثم لم أسمع صوتك..مرةً أخرى

....

....

إضاءات. (8)

"..بعدئذٍ قالت، أشعر أنى على ما يرام، بيْد أنها فى تلك اللحظة اعتقدت أنها قد جُنَّت أو أن الصحوة من الدوخة قد سببت لها هذيانًا. إن ما تراه عيناها لا يمكن أن يكون صحيحًا، فذلك المُسَمَّر على الصليب تغطى عينيه لصاقةٌ بيضاء، وبقربه امرأة يخترق قلبها سبعة سيوف، وغُطّيت عيناها بلصاقة بيضاء، ولم يكن الرجل والمرأة وحدهما فى هذه الحالة، فكل الصور فى الكنيسة قد غُطيت أعينها أيضًا بلصاقات بيض، وعُصبت أعين التماثيل بقماشة بيضاء ورُبطت حول رؤوسها، أما الرسومات فقد طُليت أعين من فيها بطلاء أبيض، وكانت هناك صورة لامرأة تُعلّم طفلتها القراءة وكلتاهما غطيت عيناها أيضًا، ورجل فى يده كتاب مفتوح يجلس عليه طفل صغير، وكلاهما أيضًا غُطيت عيناه، وصورة رجل بجروح ظاهرة على يديه وقدميه وصدره وقد غُطّيت عيناه أيضًا، ورجل آخر برفقة أسد وكلاهما غُطّيت عيناه، ورجل آخر مع نسر وكلاهما غُطّيت عيناه، ورجل آخر يحمل رمحًا وهو يقف فوق آخر ملقى أرضًا له قرنان وأظلاف وكلاهما، غُطّيت عيناه، ورجل آخر يحمل مجموعة موازين وقد غُطّيت عيناه، ورجل أصلع يحمل فى يده زنبقًا أبيض وقد غُطّيت عيناه، وعجوز آخر يتكئ على سيف مسلول وقد...

القديم = ذهبى.

إنه التاسع والعشرون، آخر أيام الشهر على ما يبدو..أجدنى مدفوعةً دفعًا إلى بصق بعض الكلمات العشوائية هنا قبل انتهاء الشهر..لماذا؟ لأن الاتفاق يقول: عليكِ ببعض الكلمات العشوائية على مدار كل شهر على الأقل. أى اتفاق هذا؟ مَن أطراف هذا الاتفاق؟ مَن الأحمق الذى استثمر بعض النقود فيه؟ أى حساب من حسابات بنوك سويسرا تئول إليه الأموال؟ هل هو رجل أعمال وسيم يقطن فى ماليبو؟ ولِم عليه أن يكون رجل أعمال؟ أذلك لأن الكلمة ترسخت فى ذهنك مع صورة مُحتّمة لرجل؟ لِم لا تكون سيدة أعمال يا كاره النساء؟ أقول لك، لم لا تكون سيدة أعمال مثلية الجنس؟ لا، هى سيدة أعمال مثلية الجنس ونباتية، تقطن فى ضاحية من ضواحى هوليوود، صحيح؟ تُرى ما اسمها؟ هل تملك كلبًا من فصيلة مُهجّنة؟ هل لها أخت غير شقيقة؟ هل كان لها ماضيًا متسخًا فى أحد الملاهى الليلية التى دومًا ما يكون اسمها "اللؤلؤة السوداء" أو الوردة البيضاء" أو الـ(استبدل برمز أنثوى بحسب الدعاية المُجتمعية) الـ(استبدل بلون من الألوان على أفق الضوء المرئى)؟ هذه أمور لا تهمنا هنا على أية حال.

...

لا أدرى لم سأكتب الآتى..لا أجد شيئا أفضل لفعله على ما أظن. أكتب الآن وأبى ميت فى الحجرة المجاورة..مات بين يدى ورأيت عينيه الشاخصتين، سمعت صوتا كالحشرجة يخرج من أنفه وحلقه..لم يأت المسعفون فى الوقت المناسب، لا يفعلون أبدا. بقيت بجانبه أبحث عن نبض فى شريانه الودجى، ربما كان غير مسموع من أسفل أكوام الدهون فى لغده، نعم بالتأكيد ذلك هو الأمر، لكنه أصدر حشرجة أخيرة ثم غيبه الموت. لم أره منذ ما يقارب الشهر، كان دوما يسأل عنى، كنت دوما أخشى رؤيته، تمنيت فقط لو قلت وداعا. الموت يحدث كل يوم فى كل بقعة، داخل كل دغل، وسط كل ساحة حرب، فوق كل أريكة بكل منزل يعتلى أحد التلال..بَيْد أننا نخفق دومًا فى اعتياد الأمر.

تيك توك.

صورة
بالأمس عرجت على أحد فروع (اتصالات)، أحمل معى شريحة هاتفى التى لازمتنى منذ العام 2012، تحمل بداخلها إرثًا من الأسماء وأرقام الهواتف لأشخاص مررت عبر خطوطهم الزمنية فى يوم من الأيام.. قررت الشريحة أن تتوقف عن العمل لسبب ما على مشارف هذا العام بالذات، ولأننى شخص يقدّس كل ما ينتمى إلى الماضى، رفضت شراء واحدةً جديدة، وقررت أن أصلح العطب بها مهما كلفنى الأمر.. كنت أحتفظ بالشريحة فى محفظتى القديمة خشية أن تضيع..لم أر ما بداخل تلك المحفظة منذ عام ربما.. أخرجتها من حقيبتى لألقى بنظرة عما بالداخل، لا أستبعد خروج بعوضة أو شىء كهذا.. أوه ماذا لدينا هنا؟..ألتقط تذكرة أتوبيس تبدو بحالة جيدة من الجيب الداخلى، ثمة كتابة على الوجه الخلفى:  "يوم زادت ديوننا 15 جنيهًا 11/4/2018 Booklet" آه نعم، أتذكر ذاك اليوم منذ ما يقارب العامين..حين وقفنا نتعرق فى توتر أمام ماكينة الكاشيير، نفتش عن خمسة عشر جنيهًا إضافية حتى ندفع ما ندين به إلى المقهى.. حتى قرر الرجل أمام الكاشيير أن يترفق بنا، على أن نعود بالغد لسداد الدين..وقد فعلنا فى اليوم التالى.. عقدنا العزم ذلك اليوم على أننا فى يوم من الأيا...