المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2019

7:30

صورة

شىء ما بالأعلى غاضب الليلة. (1)

كان الوقت صباحًا. ويبدو أن السماء كانت ثَمِلةً بعض الشىء، فقررت أن تبصق علينا  قليلًا على سبيل المُزاح الثقيل..فتساقط رذاذُ الأمطار الحامضية فوق معطفىَّ الرمادىّ..نظرت إليها -السماء- فى حنق، ولوّحت بقبضة يدى فى الهواء فى توعّد، لكنى لم أتذمّر مزيدًا عن هذا، وواصلت السيرَعلى أسفلت الطريق.  ولأُصدقَك القول، فقد كنت أنا أيضًا ثملة..فلم ألُم السماءَ كثيرًا على فعلتها هذه. أسير فى شارعٍ من شوارع القاهرة، ورأسى قد تحول إلى حفل أورجى مرتجل لعازفى الآلات النحاسية..أكاد أرى (جيف مانجام) ومعه أصدقائه مالكى الأبواق والآلات الفلوكلورية، يتقافزون هنا وهناك فوق الفص الصدغىّ خاصتى -لو أن مساحة سطح فصىّ الصدغىّ كانت تكفى لفرقة فلكلور كاملة لتؤدى عرضًا فوقها بالطبع- - سأعمل بوظيفة دوامٍ كاملٍ لأدفع لكم نقودَ تأجيرغرفة الأستوديو الخاصة بكم يا أعزائى، ستكون مبطّنة من الداخل بالقطيفة الزرقاء الفاخرة وعوازل الصوت،  لكن فلتتركوا فصىّ الصدغىّ وشأنه قليلًا، هلا فعلتم؟ يصطدم كتفى الأيمن -بينما أتبادل المفاوضات مع فرقة (جيف مانجام)- بكتف امرأة بدينة كانت تسير حذائى..أشعر بكتل الدهن ترتج بجان...

ديمينشيا.

يحدثنى أبى فى الرابعة فجرا عن كيف أن الرومان كانوا يكرهون الفرس، وأن الفرس كانوا يكرهون الرومان تباعا، ثم يتصاعد الأمر فيلقى إلى بسؤال عشوائى: "لم تظنين -فى رأيك- أن مسيحيي  هذه البلد أغنياء؟ لماذا يعمل أكثرهم بتجارة الذهب؟ همم علينا أن نجد إجابة لهذا التساؤل، هلا شاركتنى تفسيرك؟" فأهز رأسى فى استسلام وأخبره أن يتفضل شاكرا لينير ظلمات عقلى بمنارة علمه، فيتمطى باستمتاع ويمد ساقيه أمامه، ويقول: "آه انها قصة طويلة، حين احتلت مصر من قبل عمرو بن العاص، وتم فرض ضريبة الجزية على كل من لم يرضخ لله الواحد الأحد، فإن كل من استعصى عليه الدفع، وكل من لم تكن ظروفه المالية فى أفضل حالاتها قرر فى عناد أن يهاجر بعيدا، إلى بلد بلا ضرائب، فلم يتبق هنا إلا الاغنياء والقادرين على دفع الضريبة، لذا فقد صنع الفتح الإسلامى مصفاة بثقوب ذات اتساع معين، لم تسمح بمرور إلا أغنياء النصارى، لذا تستطيعين أن ترى حتى الآن غلبة المسيحيين على تجارة الذهب ها هنا.." فأهز رأسى فى تفكر، وأتخيل مصفاة لتصفية البشر، تتساقط منها الأجساد النحيلة -كجسدى- فى سخاء من بين ثقوبها، لترتطم بأسياخ حديدية مدببة، أس...