كان الوقت صباحًا. ويبدو أن السماء كانت ثَمِلةً بعض الشىء، فقررت أن تبصق علينا قليلًا على سبيل المُزاح الثقيل..فتساقط رذاذُ الأمطار الحامضية فوق معطفىَّ الرمادىّ..نظرت إليها -السماء- فى حنق، ولوّحت بقبضة يدى فى الهواء فى توعّد، لكنى لم أتذمّر مزيدًا عن هذا، وواصلت السيرَعلى أسفلت الطريق. ولأُصدقَك القول، فقد كنت أنا أيضًا ثملة..فلم ألُم السماءَ كثيرًا على فعلتها هذه. أسير فى شارعٍ من شوارع القاهرة، ورأسى قد تحول إلى حفل أورجى مرتجل لعازفى الآلات النحاسية..أكاد أرى (جيف مانجام) ومعه أصدقائه مالكى الأبواق والآلات الفلوكلورية، يتقافزون هنا وهناك فوق الفص الصدغىّ خاصتى -لو أن مساحة سطح فصىّ الصدغىّ كانت تكفى لفرقة فلكلور كاملة لتؤدى عرضًا فوقها بالطبع- - سأعمل بوظيفة دوامٍ كاملٍ لأدفع لكم نقودَ تأجيرغرفة الأستوديو الخاصة بكم يا أعزائى، ستكون مبطّنة من الداخل بالقطيفة الزرقاء الفاخرة وعوازل الصوت، لكن فلتتركوا فصىّ الصدغىّ وشأنه قليلًا، هلا فعلتم؟ يصطدم كتفى الأيمن -بينما أتبادل المفاوضات مع فرقة (جيف مانجام)- بكتف امرأة بدينة كانت تسير حذائى..أشعر بكتل الدهن ترتج بجان...