المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2018

آ ريمايندار.

"أين يتسنى لى الرحيل عن روحك؟ أين يتسنى لى الفرار من هالة حضورك؟ لو أننى صعدت للسماء، فإنك هناك..ولو أننى صنعت لنفسى فراشًا فى الجحيم (فى قبرى أو تحت الثرى)، فخمن ماذا؟ ستكون أنت هناك أيضًا..لو أننى سرقت أجنحة الشفق..وصرت أكمن فى أقاصى بقاع بحار الغرب..فحتى هناك، فإن يدك ستهدينى..وإن يدك اليمنى سوف تضُمّنى".

رأسٌ ودماء.

جلسات الارائك الخشبية دوما ما كانت تستهويك، صلابة الخشب المطمئنة خلف ظهرك، ونسمات الهواء الباردة تأتى من حين لآخر لتلهب رقبتك وكل ما هو مكشوف من جسدك، ربما لا يقطعها سوى أنك دوما ما تتصور أنك تلقى حتفك كلما جلست على أريكة خشبية. تأتيك صورة كاملة الأوصاف والتفاصيل فى خيالك، ترى فيها حجرًا أسمنتيًا ضخمًا يسقط من علٍ، ربما أسقطه أحد عاملى البناء عن غير عمد، فيصير يشق الهواء من فوقك، ولا يدرك أحد شيئًا وإلا وهو يسقط فوق رأسك. لا تصرخ ولا تحاول حماية رأسك بأى شكل، تترك الحجر ليسقط فوق رأسك المنحني، فيقتلعه من فوق رقبتك ويهشم جمجمتك من تحته، فتلتحم التحامًا أخيرًا؛ بالأسفلت من ناحية وبالحجر من ناحية أخرى. جسدك عديم الرأس لا زال يجلس على الأريكة لا يلوى على شىء، لم يدرك بعد غياب الرأس، لازال محافظًا على وضعه معتدلًا فوق الأريكة، واليد اليمنى على الركبة اليمنى، والساق اليمنى فوق الساق اليسرى.. أما عن رأسك ، فهو لا يزال ينسحق تحت وزن الحجر، يلتحم مع التراب والأوساخ والبلاط الرخامى، تشعر بالحجر إذ يسحق رأسك، وكأنه سكين ينغرس فى قالب زبد  جيف مانجام لا زال يصدح فى سماعات أذنيك -اللتان لم ...

حيث توجد الموسيقى والناس صغار السن الغاصون بالحياة.

كنا نسير الهوينى فى واحد من شوارع مدينتنا القاتمة، قد كان الوقت ليلا وقد بدأ نسيم خفيف يداعب خصلات شعرى من وقت لآخر، إنه الخريف يا أصدقاء، فلتعزف لنا السوناتا رقم اثنين لتشوبين، ولتصب لنا بعض الشيكولاتة الساخنة فى أقداح، دعنا نشعر ببعض من تلك الحميمية اللاذعة التى تميز الخريف. أخبرته بأن القهوة تترك مذاقا محببا فى الفم بعد الانتهاء منها، فأخبرنى بأن مأساته الكبرى هى أنه اتخذ الحياة بشكل جاد أكثر من اللازم، أخبرنى بأن وجودنا سخيف ومبتذل وتافه، وأن علينا أن نهبط قليلا من عليائنا ونركل غرورنا بعيدا لندرك ذلك، الراحة والبال الرائق يكمنان فى توافه الأمور، عليك بالانشغال بتوافه الأمور ثم الانشغال بتوافه الأمور، فالقبور تعج بالجادين، والمصحات تعج بالجادين، والنيل يحمل فى باطنه دستة من الجادين، ثم ختم حديثه قائلا "أتدرين؟، إنها ليست الأشياء، بل هى الديناميكية التى تسير بها الأشياء" فأخبرته بأنه لا يملك أية فكرة عما يعنيه هذا الذى قاله للتو، فأخبرنى أننى محقة. ابتعنا لفافتى تبغ وقداحة، راحت أصابعي تهتز وترتجف إذ أحاول يائسة ايقاد السيجارة، ضحك من الطريقة التى أدس بها السيجار...

دافنى.

تأملت خصلات شعرها الناعمة المفرودة بعناية بواسطة مكواة الشعر ذات السطح السيراميكى، لم تكن قد صففته بالحرارة منذ وقت طويل ثبتت مشبك شعر عند مقدمة رأسها لكبح جماح خصلات الشعر القصيرة التى تتهدل فوق عينيها من وقت لآخر..كانت تقف أمام المرآة تتأمل وجهها، تبدو بهذا الشعر كتلك الفتاة فى فيلم البورن القصير الذى شاهدته منذ بضعة أيام، لم يكن فيلما تجاريا، لم يكن إلا فتاة وفتى يمارسان الحب بشكل اعتيادى فى منزل صغير..لم تكن جميلة كتلك الفتاة فى الفيلم، لكنها لم تتذمر على أية حال. نحن نلتمس الدفء البشرى ولا نملك شيئا لممانعة ذلك، وقد كانت -هى- تعرف ذلك حق المعرفة وتدركه، فلتدع كيفما شئت أنك ذئب وحيد، فلتتشدق كما شئت بأنك زهرة حائط تفضل الأكسجين عن ثانى أكسيد الكربون، لكنك فى نهاية اليوم سوف تعود لتلتمس القليل من الدفء البشرى على أية حال، ك..ك..كفراشة تنجذب لحرائق الأمازون أو شىء كهذا؟ -هاه انظر، إنه تشبيه مبتذل آخر، نعم اعى ذلك، وأرجو أن تغفر لى-                                      ********

It was fun while it lasted.

صورة