اليوم 237 منذ إصابتي بكوفيد طويل الأمد.
لا أدري من أين عليّ أن أبدأ. في التاسع والعشرين من يناير، قررت الذهاب إلى طبيب عظام في وسط البلد بسبب أوجاع شديدة وأصوات احتكاك في مفاصلي ظهرت منذ شهر ونصف تقريبًا، وأظنها تزداد سوءًا، وأظنها جزءًا من تطور ذلك المرض الذي لا اسم له. كان الطبيب شيخًا في أوائل السبعينات، أو أواخر الستينات على أقل تقدير، وعلى مكتبه رأيت نماذج مجسمة لعظام بشرية، مما ترك لديّ انطباعًا أول جيدًا إلى حد ما عن الرجل. أجد أن الأشخاص الذين يهتمون بالهوية البصرية للأماكن التي يشغلونها غالبًا ما يكونون بارعين فيما يفعلون. دخل الممرض معي إلى غرفة الكشف، وسألني الطبيب بشكل عرضي أين أسكن، وحين عرف أنني أسكن في الهرم، بدأ يتحدث عن إنشاء خط المترو الجديد، وكيف أن كل ذلك ما هو إلا ترهات من الحكومة، وما هو إلا وسيلة جديدة لإزعاج وتنكيد المواطن، أومأت برأسي في ملل موافقة على كل كلامه على أية حال. بدأ أخيرًا يسألني عن الشكوى، ثم بدأ يسألني عن دورتي الشهرية وإذا ما كانت منتظمة، فأخبرته أنها غير منتظمة أبدًا، ثم همّ بالسؤال عن شيء ما، لكنه توقف، نظر إلى الممرض أولًا وأخبره أن ينصرف ويغلق الباب، قبل أن يسألني: "بتش...