...
لا أدرى لم سأكتب الآتى..لا أجد شيئا أفضل لفعله على ما أظن. أكتب الآن وأبى ميت فى الحجرة المجاورة..مات بين يدى ورأيت عينيه الشاخصتين، سمعت صوتا كالحشرجة يخرج من أنفه وحلقه..لم يأت المسعفون فى الوقت المناسب، لا يفعلون أبدا. بقيت بجانبه أبحث عن نبض فى شريانه الودجى، ربما كان غير مسموع من أسفل أكوام الدهون فى لغده، نعم بالتأكيد ذلك هو الأمر، لكنه أصدر حشرجة أخيرة ثم غيبه الموت. لم أره منذ ما يقارب الشهر، كان دوما يسأل عنى، كنت دوما أخشى رؤيته، تمنيت فقط لو قلت وداعا. الموت يحدث كل يوم فى كل بقعة، داخل كل دغل، وسط كل ساحة حرب، فوق كل أريكة بكل منزل يعتلى أحد التلال..بَيْد أننا نخفق دومًا فى اعتياد الأمر.