المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2020

...

لا أدرى لم سأكتب الآتى..لا أجد شيئا أفضل لفعله على ما أظن. أكتب الآن وأبى ميت فى الحجرة المجاورة..مات بين يدى ورأيت عينيه الشاخصتين، سمعت صوتا كالحشرجة يخرج من أنفه وحلقه..لم يأت المسعفون فى الوقت المناسب، لا يفعلون أبدا. بقيت بجانبه أبحث عن نبض فى شريانه الودجى، ربما كان غير مسموع من أسفل أكوام الدهون فى لغده، نعم بالتأكيد ذلك هو الأمر، لكنه أصدر حشرجة أخيرة ثم غيبه الموت. لم أره منذ ما يقارب الشهر، كان دوما يسأل عنى، كنت دوما أخشى رؤيته، تمنيت فقط لو قلت وداعا. الموت يحدث كل يوم فى كل بقعة، داخل كل دغل، وسط كل ساحة حرب، فوق كل أريكة بكل منزل يعتلى أحد التلال..بَيْد أننا نخفق دومًا فى اعتياد الأمر.

تيك توك.

صورة
بالأمس عرجت على أحد فروع (اتصالات)، أحمل معى شريحة هاتفى التى لازمتنى منذ العام 2012، تحمل بداخلها إرثًا من الأسماء وأرقام الهواتف لأشخاص مررت عبر خطوطهم الزمنية فى يوم من الأيام.. قررت الشريحة أن تتوقف عن العمل لسبب ما على مشارف هذا العام بالذات، ولأننى شخص يقدّس كل ما ينتمى إلى الماضى، رفضت شراء واحدةً جديدة، وقررت أن أصلح العطب بها مهما كلفنى الأمر.. كنت أحتفظ بالشريحة فى محفظتى القديمة خشية أن تضيع..لم أر ما بداخل تلك المحفظة منذ عام ربما.. أخرجتها من حقيبتى لألقى بنظرة عما بالداخل، لا أستبعد خروج بعوضة أو شىء كهذا.. أوه ماذا لدينا هنا؟..ألتقط تذكرة أتوبيس تبدو بحالة جيدة من الجيب الداخلى، ثمة كتابة على الوجه الخلفى:  "يوم زادت ديوننا 15 جنيهًا 11/4/2018 Booklet" آه نعم، أتذكر ذاك اليوم منذ ما يقارب العامين..حين وقفنا نتعرق فى توتر أمام ماكينة الكاشيير، نفتش عن خمسة عشر جنيهًا إضافية حتى ندفع ما ندين به إلى المقهى.. حتى قرر الرجل أمام الكاشيير أن يترفق بنا، على أن نعود بالغد لسداد الدين..وقد فعلنا فى اليوم التالى.. عقدنا العزم ذلك اليوم على أننا فى يوم من الأيا...