أقطاب.
أخبرنى الطبيب النفسى ذات مرة أننا -نحن ولا أحد آخر- مَن نصنع مشاعرنا الخاصة، وهو أمر بديهى بحت، لكننا لا نلبث أن ننسى فننجرف مع التيار. هو رأى سبقه إليه كهنة التبت والإخوة البوذيون فى تصورهم عن قدرة الإنسان على التحكم فى ألمه الجسدى، فى تجاهل عويل الألياف العصبية إثر اصطدام إصبع قدمه الأصغر بقاعدة الكومود.. ما تجربة الشعور إلا إيحاء آخر، محاكاة أخرى لشىء آخر خفى لا ندرى كنهه. فإن امتلكت وعيًا كافيًا لتمكنت من رؤية الأمور بمنظور عين الطائر، لأدركت مدى سخافة الأمر بأكمله، ولاستطعت الامساك بالعصىّ الخشبية المتصلة بخيوط التحريك. أو ربما حينئذٍ سوف يتم تشخيصك بالdissociation، فتذهب إلى ذات الطبيب الذى اعتدت أنا الذهاب إليه، فيخبرك أمورًا أخرى غير تلك التى أخبرنى بها، ربما هى فقط أى شىء سوف تحب سماعه.