المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2021

لا أدري. (3)

  جلسنا قبالة بعضنا البعض، شقيقي وأنا، على إحدى طاولات ذلك المطعم الشهير، ننتظر قدوم وكيل المقابر. أسمعك تقول: "وكيل المقابر؟ أي شيطان هذا؟".. أعلم، أعلم، نحن أيضًا لم نعرف بوجود مثل هذه الوظيفة قبل شهرين من هذه اللحظة. "هل تظن أنهم يرتدون بذلات وربطات عنق سوداء؟ سيكون هذا دراميًا." قلت وأنا أنظر إلى باب المطعم الزجاجي في ترقب. هزّ شقيقي رأسه قائلًا: "آه أرجوكِ، الدراما هي آخر ما أتطلع إليه اليوم." "هل أنت متأكد من أننا نريد القيام بذلك؟" "لقد مرّ ما يقرب من العام، من الواضح أن على أحدهم القيام بذلك في مرحلة ما."   انفتح باب المطعم ليدخل منه رجلان يرتديان قمصانًا واسعة قصيرة الأكمام، ويرتدي أحدهما بنطالًا من الجينز الأزرق، بينما يرتدي الآخر بنطالًا قماشيًا مهلهلًا، لم يفلح في إخفاء وزنه الزائد. دارا بأعينهما في المكان بشكل سريع، قبل أن يلمحا طاولتنا، أومأ صاحب البنطال الجينز برأسه إلى صاحبه وكأنه يقول: "ها قد وجدنا ضالتنا"..توجها نحو طاولتنا وعلى وجهيهما ابتسامتان وقورتان. "مرحبًا، أنا هشام، وهذا مساعدي السيد أنور." ...