المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2019

إضاءات. (7)

"جاء فى سفر التكوين أن الله خلق الانسان وجعله يسيطر على الطيور والأسماك والماشية. وبالطبع ألف سفر التكوين إنسان، لا حصان. وليس من المؤكد أن الله أراد حقا أن يحكم الإنسان سائر المخلوقات. وربما الأكثر احتمالا أن يكون الانسان قد اخترع ذلك ليبرر السلطان الذى اغتصبه على البقرة. وبطبيعة الحال، الحق فى سفك دم أيل أو بقرة هو الشىء الوحيد الذى اتفقت عليه الإنسانية جمعاء بتآخ حتى خلال الحروب الأكثر دموية. قد يبدو لنا هذا الحق بديهيا لأننا نعتبر أنفسنا فى قمة السلم. ولكن يكفى أن يتدخل شخص ثالث فى اللعبة، زائر آت مثلا من كوكب آخر وقد أمره الله: " سوف تكون لك سلطة على كائنات الكوكب الأخرى كافة"، فتصبح عندئذ مسلمة سفر التكوين موضع شك فى الحال. فلنتصور الإنسان وقد أوثقه أحد سكان المريخ بعربة ثم قلبه أحد سكان المجرة على سيخ ليشويه، ربما سيتذكر حتما حينئذ ضلع العجل الذى اعتاد على تقطيعه فى صحنه، وسيقدم اعتذاره (ولو متأخرا جدا) للبقرة."